صباح الفن

الأسطورة فاروق إبراهيم

إنتصار دردير
إنتصار دردير

دخل فنان الصورة الكبير فاروق إبراهيم «التريند» بعد 12 عاما على رحيله فى (مارس 2011 ) عبر صورة التقطها للعالم المصرى د.احمد زويل وهو يدخن الشيشة بأحد مقاهى حى الحسين العريق، بعدما تداولها متابعون ضمن معرض «الأسطورة فاروق إبراهيم» الذى أقيم ضمن فعاليات  «أسبوع القاهرة للصورة»، لم يعش فاروق ابراهيم زمن التريند لكنه يظل أكبر من أى تريند.

 وكشف المعرض الاستيعادى الذى أقيم بالتعاون مع السفارة الأمريكية بالقاهرة لفنان أخبار اليوم الراحل فاروق ابراهيم أنه يعد بالفعل أسطورة من أساطير مبدعى مصر الكبار، بما أنجزه على مدى سنوات طوال، وقد ضم المعرض أكثر من ألفى صورة لشخصيات وأحداث عديدة عاشتها مصر فى السياسة والثقافة والفن والمجتمع عبر العديد من اللقطات النادرة، لم يكن هذا المعرض البديع توثيقا لعطاء الفنان الكبيرفقط، بل أيضا توثيقا بصريا لمصر عبر أكثر من نصف قرن.

 كان فاروق إبراهيم هو مصور الزعماء، وقد أثارت الصور الخاصة التى التقطها للرئيس الراحل أنور السادات ضجة كبيرة فى حينها، فلأول مرة يدخل مصور إلى غرفة نوم الرئيس ليراه الناس إنسانا عاديا يقوم بحلاقة ذقنه، وقد كان فاروق ابراهيم قادرا على إقناع مصادره بالاستسلام التام لرؤيته، وكان يتمتع بثقة كبيرة بينهم، فيتركون أنفسهم لكاميراته ليستخرج منها أجمل وأصدق اللقطات.

كما كان أيضا مصورا لكبار نجوم الفن والمجتمع، فقد صاحب سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى حفلاتها ورحلاتها خارج مصر، كما كان المصور الخاص للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وقد صوره فى حفلاته وأسفاره، وفى صحته ومرضه، ولاتزال صوره زادا للصحافة العربية والأجنبية تنهل منه مع كل ذكرى تتجدد له.  

 من حسن حظى أننى عشت جانبا من عصر فاروق ابراهيم وطالما جمعتنا موضوعات صحفية عديدة، وكان يتعامل ببساطة وتواضع معنا كصحفيين فى بداية المشوار ويمهد لنا الطريق لدى نجوم الفن الكبار، ولم تكن الكاميرا تفارقه فى أى وقت وكأنها حبيبته التى لا يستطيع أن يفارقها.

 يعكس معرض «الأسطورة» لحظة وفاء واعتزاز من المصور الشاب كريم فاروق ابراهيم لذكرى والده، وقد ظل يحتضن كاميرته بعد رحيله، ليواصل رحلته ويسير على دربه.