قلب مفتوح

الثقافة أمن قومى

هشام عطية
هشام عطية

لعل أسعد الناس فى قبره الان هو الروائى الكبير الراحل يوسف السباعى بعد عودة الروح إلى نادى القصة والذى أسسه فى سبعينيات القرن الماضى ليكون دارا لكتاب القصة يناقشون فيها ابداعاتهم.  

مر النادى فى  سنواته الأخيرة بصعوبات وأزمات  ونزاعات قضائية انتهت بفقدان مقره التاريخى فى جاردن سيتى.

ربما من أقسى الصور المحزنة التى شاهدتها وقتها عبر السوشيال ميديا صورة الأديب الكبير محمد القصبى  والحزن يفترس ملامحه وهو يحمل بعض مقتنيات النادى العريق فى عملية تهجير إجبارية بعد الحكم القضائى بتسليم مقر النادى الى الورثة ساعتها ظننت أن هذا الصرح الثقافى  الذى ظل لعقود أحد أهم الموارد لقوة مصر الناعمة قد أنهار للأبد واندثر وأصبح فى طى النسيان.

وسط غيوم اليأس التى ملأت سماء النادى والوسط الثقافى حدثت المعجزة وبعث النادى للحياة مرة أخرى من خلال مقره الجديد بمنطقة الهرم وعادت ندواته وكتبه ومجلاته ومسابقات لتحضن وتكشف عن كنوز مصر الإبداعية، كل هذا بفضل مسئول مهم فى الدولة يرفض تمام الرفض أن يذكر اسمه أو ينسب اليه الفضل فى عودة الحياة لنادى القصة.

البعث الجديد لهذا الصرح الثقافى أكد عمق إيمانى بأن لمصر حراسا يقتلون اليأس يصنعون التاريخ يدركون تمام الإدراك مدى أهمية الثقافة والابداع وكل عناصر القوة الناعمة فى ترسيخ ريادة مصر وتحقيق مصالحها العليا.

كما أكد  لدى أيضا بما لايدع مجالا للشك أن ألد أعداء الثقافة يمكن أن يكونوا من أهلها  وأحيانا المسئولين عنها ولعل موقف وزيرة الثقافة السابقة التى صمت اذانها عن كل استغاثات المثقفين لإنقاذ النادى خير دليل على ذلك.

لو تصدر المشهد فى مصر عشرات المسئولين مثل هذا المسئول الوطنى العاشق لهذا البلد الذى أدرك ان الثقافة قضية أمن قومى  لاختفت أزمات ومشاكل كثيرة وأصبحت مصر فى المكانة التى تليق بها و تستحقها.