معان ثورية

سيدنا الحسين

محمد الحداد
محمد الحداد

ترتعد أحرفى وكلماتى وأنا أكتب عن النبيل المظلوم المقتول شهيدا بيد الظالمين .. سيد شباب أهل الجنة .. خاصة بعد ان رأيت وشاهدت وعاينت وبكيت وارتعبت مما يحدث فى مقام وضريح مسجد سيدى ومولاى حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم من تجاوزات تتنافى مع كونه مكانا للعبادة والذكر والتقرب لله سبحانه وتعالى. 

 فحين تدخل من شارع الباب الأخضر وهو الشارع الملاصق للمسجد الحسينى من جهة الضريح تجد أن الطرق مكدسة بزحام شديد من عصابات الباعة الجائلين ومحاولاتهم المفزعة للبيع لك بالقوة والتسلط والنصب والكذب عليك بشتى الطرق والوسائل المخيفة ستجد  باعة لكتب السحر والشعوذة وباعة للمصاحف ..

وباعة حمص وحلوى ولعب الأطفال، وباعة عطور شعبية إلى جوار باعة فساتين الراقصات .. ليستمر مسلسل ظلم سيدنا الإمام الحسين على يد الغوغاء والعامة والدهماء من رعاع الناس والمتسولين المنتشرين فالمشهد مخيف فما ان ينتهى منشد حتى يبدأ آخر بأصوات عالية مزعجة تخرج عن اللائق فى هيبة المساجد وكذا لصوص أحذية المصلين والذاكرين. تجد الباعة الجائلين، بل والمشردين ممن يفترشون الأرض بأثمالهم البالية .. والجميع تحت مقصلة الضوضاء والصخب وغياب الرقابة أو عجزها المرعب ..

فمن يريد ان يذكر الله فى السر او يقرأ اوراده او الفواتح لصاحب المقام لا يستطيع قراءة سطر واحد فيضيع المجتمع النورانى مجتمع لواءه الحب لا الزيف.. يختلط الخيال بالواقع والمتاح بغير المتاح والمعقول باللامعقول وكأنها فسيفساء قبيحة لتدين زائف ممجوج فى الباب الأخضر حيث المجرمين والمزيفين دينيًا اتخذوا من مقام سيدنا الحسين مكانًا يمارسون فيه اجرامهم وزيفهم وستدهشك المفارقة المذهلة بين الرحمة الواسعة والحب الجميل داخل ضريح الحسين من المتصوفة والطيبين .. واعمال السفلة والسوقة من غيرهم.

لقد ضاقت مساحة الشارع بشكل كبير وهجم غريبو الأطوار والوجوه الكالحة والسلوك المشين على المساحة المتبقية .. يضاف إليهم موت الروح التى كان يستظل بها قاطنو حى الباب الأخضر لأجدنى فى النهاية أبكى لاستشهاد الحسين ظلما وضياع هيبة مسجده الشريف إهمالا ولا حول ولا قوة إلا بالله.