عام على الحرب.. تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على اقتصاديات مصر والعالم| خاص

محمد عبد العال
محمد عبد العال

فى مثل هذا اليوم من العام الماضي، تحركت المقاتلات والمشاة الروسية عابرة الحدود الأوكرانية، لقد فجرت تلك الحرب التى لم تكن متوقعة واقعا جديدا، ومتغيرات جديدة، على مستوى كل دول العالم غنية وفقيرة، كبيرة وصغيرة، وخاصة من النواحي الاقتصادية.

لقد مر عام وتحول اقتصاد العالم بشكل كبير، فهو يواجه أشد الأزمات فتكا بين التضخم والركود وضعف سلاسل الإمداد، وذلك بعد ان خرج جريحاً من صدمة كوفيد 1، ليصدم بأخرى أشد وأكبر ضرراً، فإن تلك الحرب وضعت البشرية كلها فى هذا الوضع الاقتصادى الكارثي فى خلال عام واحد فقط، فكيف نتوقع أن يكون يكون الوضع إذا لم تقف تلك الحرب واستمرت عام آخر؟

قال محمد عبد العال الخبير المصرفي، في تصريحات خاصة لبوابة أخبار اليوم، إنه أياً كانت مبررات هذا الغزو الروسي على أوكرانيا الذي لم ينجح حتى الآن فى تحقيق أهدافه الإستراتيجية، بدليل أن نيران الحرب العسكرية مازالت مشتعلة، بل ويقوى لهيبها يوماً بعد يوم.

وأضاف محمد عبد العال، أن أصابع قوى ظاهرة وأخرى خفية، منوعة المقاصد والدوافع منها من يقف خلف الدب الروسي، ومنها من يحيط القط الأوكرانى بالدعم والحب، ومنهم «من يلعب على الحبلين».

ويرى الخبير المصرفي، أن العالم فى مراحل نضجه الاقتصادي الحالي، وباوضاعه وتكتلاته وثرواته وتقدمه العلمي والتكنولوجي الهائل، لم يستطع أن يواجه أو يحسم تداعيات تلك الحرب التى بدأت محلية عسكرية بين دولتين ، لتتحول بين ليلة وضُحاها إلي حرب اقتصادية عالمية، سيظل تأثيرها الاقتصادي السلبى مستمرا لسنوات بل إلي أجيال، قبل أن تعود الأمور إلي شبه ما كانت عليه.

وقال محمد عبد العال: "لن نتحدث تفصيلا عن صدمة تلك الحرب، بل فقط تذكيراً عن الأحداث الاقتصادية التي طرأن وأخذت تهدر كالموج لتضرب اقتصاديات العالم، وتوقفت إمدادات الغذاء والحبوب والطاقة وارتفعت معدلات التضخم فى كل دول العالم لأرقام غير مسبوقة، واشتعلت حروب الخنق والحصار الاقتصادي المتبادلة، تقودها اأنماط مختلفة من الأمم والدول والأحلاف، وعجزت وسائل وامكانيات بعض الحكومات، وهى تحاول إحداث التوازن بين متطلبات الاستمرار فى خطط التنمية الاقتصادية،وبين متطلبات الدعم الاقتصادي والاجتماعى لشعوبها".

اقرا ايضا :بسبب التضخم والركود العالمي..الشركات الكبري تخفض الإنفاق على أشباه الموصلات

وأوضح أن السياسات المالية والنقدية للدول حول العالم، انقلبت رأسا على عقب وتحولت معظمها من سياسات نقدية فائقة التيسير إلي سياسات نقدية فائقة التقييد والتشديد، الهدف منها هو كبح جماح التضخم الرهيب الذى أكل القوة الشرائية للعملات، والتهم الدخل النقدي والحقيقي للمواطنين، وفى بعض الدول انتقلت الأزمة من التضخم إلي التضخم المصحوب بالركود، وما خفى ربما يكون أعظم خطراً.

وأكد محمد عبد العال، أن الوضع الاقتصادي في مصر، لا يختلف كثيرا عن دول العالم، وكلنا نعيش بصبر وتحمل واقع وآثار وآلام الحرب، أسوة بكل العالم النامي ونحن جزء منه، والطريق لن يكون سهلا، إلا إذا كنا واقعيا قد استوعبنا الدرس، وتأكدنا أنه لا حل لهذه الأزمة، إلا بالتحول لأن نكون دولة منتجة وتصنيع احتياجاتنا، وزارعو كل ما نحتاجه من السلع الغذائية والسلع إستراتيجية، وجعلنا السياحة والاستثمار الأجنبي المباشر فى مقدمة أهدافنا القومية للسنوات الخمس القادمة، بعدها "يمكن أن نقول رب ضارة نافعة".

وأضاف الخبير المصرفي، أنه وإن كنا تضررنا كثيراً، لكننا على الأقل قد كسبنا التجربة والخبرة، والقدرة على تحليل عناصر القوة، والضعف، والمخاوف والتهديدات، وأيضا اقتربنا من بعض الفرص التي كانت غائبة.

ويرى محمد عبد العال، أن الحقيقة الوحيدة المتاحة حاليا وحتى تنتهي تلك الحرب، هى أن لا أحدًا من دول العالم سيخرج منتصراً أو فائزاً، ولكن الكل خاسر، خاصة فى الجوانب الاقتصادية.