تفاصيل آخر تطورات قضية مقبرة بني سويف المزيفة

مقبرة بنى سويف المزيفة
مقبرة بنى سويف المزيفة

عويس الطحاوي

في واقعة أقرب إلى السخرية منها إلى أي شيء آخر، ابتكر عدد من النصابين، حيلة جديدة للنصب على المواطنين، وذلك ببناء مقبرة فرعونية مًقلدة، بداخلها تماثيل مصنوعة من الجبس، لتصويرها وعرضها على الضحايا والنصب عليهم.

 منذ الوهلة الأولى ترى المقبرة وكأنها حقيقية، أقامها المصريون القدماء وتفننوا في زخرفتها، ووضعوا فيها من التماثيل الذهبية الكثير والكثير، لكن الحقيقة أن المصري القديم لم يبن هذه المقبرة، وأن من بناها حفنة من اللصوص راودتهم فكرة النصب باسمها، وبالفعل نجحوا في ذلك.. في حيلة جديدة للنصب على المواطنين، الراغبين في الثراء السريع، بالمخالفة للقانون، أقدم عدد من معدومي الضمير على حفر وإنشاء مقبرة في منطقة صحراوية جبلية بقرية الحيبة التابعة لمركز الفشن، ورسموا نقوشًا فرعونية بداخلها، لإيهام ضحاياهم بالعثور على مقبرة فرعونية أثرية، كما وضعوا داخلها عددًا من التماثيل الجبس، المطلاه باللون الذهبي، والتي جرى شراؤها من منطقة خان الخليلي، وغيرها من أسواق بيع التماثيل المقلدة.

كانت البداية كانت بورود معلومات للأجهزة الأمنية، بتردد مجموعة من الأشخاص على منطقة جبلية بقرية الحيبة بمركز الفشن، المتاخمة للمناطق الأثرية، وأن هناك أعمال حفر وبناء بمنطقة جبلية، وأنباء عن العثور على مقبرة فرعونية يُشتبه في أثريتها.
بعد التحري، والتأكد من صحة المعلومة، انتقلت قوة أمنية من شرطة مباحث السياحة والآثار، ومباحث الفشن، بمديرية أمن بني سويف، إلى مكان المقبرة، حيث تم العثور على نحت في منطقة جبلية ونقوش فرعونية وتماثيل يُشتبه في أثريتها.


بعد كشف المقبرة ومحتوياتها، أمرت جهات التحقيق بتشكيل لجنة من خبراء الآثار، لبحث قطع يُشتبه في أثريتها، والتى تم العثور عليها في منطقة الحيبة الواقعة في الصحراء، وكشفت اللجنة أن القطع مقلدة وأغلبها من منطقة خان الخليلي في القاهرة، وأن المقبرة في الأصل مقلدة من الألف إلى الياء، وعليه أمرت جهات التحقيق بإعدام القطع الأثرية المقلدة.


وتبين من التحقيقات، أن عددًا من المتهمين، استخدموا حيلة للنصب على المواطنين والإيقاع بضحاياهم، عن طريق تجهيز مكان على شكل مقبرة أثرية منقوشة ومرسوم جدرانها بالكامل، في مدة لا تزيد عن عام فقط، وبداخلها تابوت من الجبس، وتماثيل مصنوعة يدويًا، وكميات من السبائك المطلية باللون الذهبي مصنوعة من الجبس، لتصويرها وعرضها على ضحاياهم للنصب عليهم.

لجنة الآثار


وكشف الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، عن تفاصيل واقعة النصب على المواطنين فى محافظة بنى سويف، وهى عبارة عن تجهيز مجموعة من النصابين لمكان عبارة عن شكل مقبرة أثرية أسفل الأرض منقوشة ومرسوم جدرانها بالكامل فى مدة لا تزيد عن عام فقط، وبداخلها تابوت من الجبس وتماثيل مصنوعة يدويًا وكميات من السبائك المطلية بشكل الذهب مصنوعة من الجبس، وذلك للنصب على الطامعين فى تجارة الآثار، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة فى الواقعة، وقال الدكتور مصطفى وزيرى: إنه توجه لمكان البلاغ فى بنى سويف، برفقة قيادات المجلس الأعلى للآثار لبحث البلاغ، وعثر على مقبرة مزيفة بالكامل وجميع التماثيل داخلها من الجبس وسبائك ذهبية مصنوعة ايضا من الجبس، وجميع محتويات تلك المقبرة ليست أثرية على الإطلاق.

وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار؛ أنه دخل المقبرة المزيفة بعد تلقى البلاغ وفحصها بالكامل وهى مجهزة بشكل يشبه المقابر المصرية القديمة لتصويرها والنصب على المواطنين بحجة بيعها، فوجد على جدرانها رسومات ونقوش وخرطوش لا يمت للحضارة المصرية بأى صلة، موضحًا أن جميع الرسومات داخل المقبرة المزيفة مرسومة من الكتب الفرعونية، وبداخلها كمية من التماثيل المصنوعة يدويًا وتابوت من الجبس وعليها نقوش وأشكال تشبه تماثيل الحضارة المصرية القديمة ولكنها مزيفة بالكامل، مؤكدًا على اتخاذ الإجراءات اللازمة وإعدام كافة محتويات المقبرة المزيفة.


وناشد الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، كافة المواطنين بعدم الانسياق وراء النصابين، وأن يساعدوا السلطات المصرية ورجال الآثار فى مواجهة تجارة الآثار المجرمة قانونا، قائلًا:- «لكل الطماعين لا تقعوا فريسة فى أيدى النصابين».

حيلة جديدة
كشف جاسر حسن نادي، مدير المنطقة الأثرية الجنوبية ببني سويف، تفاصيل جديدة بخصوص المقبرة المزيفة بمنطقة بني سويف، حيث وضح لـ «أخبار الحوادث»:: «فور اكتشاف المقبرة المزعومة، تم تشكيل لجنة من الآثار، بمرافقة جهات التحقيق، وتم معاينة المقبرة بشكل كامل حيث توجد في حضن الجبل، وتشبه المقبرة من شدة إتقانها وإتقان نقوشها المقابر الأثرية الأصلية، ويصعب على غير المتخصصين معرفتها إذا كانت أثرية أم لا.


وأضاف نادي؛ أن جميع القطع الأثرية المتواجدة داخل المقبرة المزيفة جميعها مصنوعة من الفايبر والجبس، وعند معاينة القطع تم إخراجها خارج المقبرة أما بخصوص التوابيت لم يتم استخراجها خارج المقبرة نظرا لثقلها.


وأشار مدير المنطقة الأثرية الجنوبية، إلى أنه تم تكسير التوابيت داخل المقبرة، وتم كتابة عبارة: يعدم المكان وتردم المقبرة بشكل تام، حيث يتم تطبيق هذا القرار من قبل الجهات المعنية.


وأوضح أن المقبرة تتكون من ممر كبير و3 غرف جانبية جميعها منقوشة بنقوشات اللغة المصرية القديمة والرسومات الفرعونية المختلفة.
وفي نفس السياق، علق الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على واقعة مقبرة بني سويف المزيفة عن طريق مجموعة استخدمت حيلة جديدة للنصب، عن طريق تجهيز مكان عبارة عن شكل مقبرة أثرية أسفل الأرض منقوشة وجدرانها مرسومة بالكامل بمحافظة بني سويف.


وقال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في فيديو له من داخل المقبرة: إنه تم بلاغ بوجود مقبرة أثرية لكنها مقبرة غير حقيقية حتى التابوت الموجود بداخلها مصنوع من الفايبر.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ ٢٣/٢/٢٠٢٢

اقرأ أيضأ

 الصدفة تكشف خدعة عصابة «الآثار المزيفة» ببني سويف| تايم لاين