عام على حرب أوكرانيا.. خسائر كارثية ومصير مجهول

صورة أرشيفية للمعارك فى أوكرانيا
صورة أرشيفية للمعارك فى أوكرانيا

عام كامل مر على انطلاق شرارة الحرب فى أوكرانيا تسببت خلاله المعارك فى خسائر بشرية ومادية رهيبة كما امتدت حدود المعاناة لتخرج من رقعة جغرافية محدودة تدور رحى الحرب على أراضيها إلى عالم لم يكن قد تعافى بعد من آثار وباء كورونا ليلقى الصراع بين روسيا والغرب بظلاله على الملايين حول العالم فى ظل أزمات الاقتصاد والطاقة والغذاء.. عام انتهى دون أن يحرز أى طرف نصرا كاملا وعام جديد يبدأ يبدو فيه مصير الحرب مجهولا ونهايتها ليست قريبة.

اقرأ أيضا| «يحملون حياتهم وأمتعتهم بحقيبة واحدة».. مأساة شعب أوكرانيا في عام من الحرب

وبعد عام من الحرب بلغت الخسائر البشرية من الجنود بحسب مصادر غربية نحو 150 ألف قتيل فى كل جانب. وقدرت مصادر غربية عدد الضحايا من المدنيين بما يتراوح بين 30 إلى 40 ألف شخص وفى نهاية يناير الماضى قدّرت الأمم المتحدة عدد القتلى والجرحى بنحو 18 ألفًا، مع الإقرار بأن «الأرقام الفعلية أعلى بكثير». وكشفت الأمم المتحدة عن وجود نحو 8 ملايين لاجئ أوكرانى فى الخارج إلى جانب 6 ملايين نازح داخليا.

اقتصاديا، كشف البنك الدولى عن تراجع الناتج المحلى الإجمالى لأوكرانيا بنسبة 35% فى عام 2022. وقدّرت أكاديمية كييف للاقتصاد فى يناير الماضى الأضرار بنحو 138 مليار دولار، بالإضافة إلى 34٫1 مليار دولار هى خسائر القطاع الزراعى فضلا عن تضرر نصف منشآت الطاقة فى أوكرانيا. وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية التى وعد شركاء كييف بتقديمها فإن معهد البحث الألمانى «كيل» قدرها فى نوفمبر الماضى  بنحو 37٫9 مليار يورو.

وإذا كنا جميعا نعرف تاريخ بداية الحرب فى 24 فبراير 2022 فإن تاريخ نهايتها يبدو لغزا يعجز السياسيون والخبراء على حد سواء عن فك شفرته أو حتى توقع سيناريو لشكل النهاية التى لا تبدو قريبة بأى حال فى ظل الشد والجذب المستمر بين روسيا وبين أوكرانيا وحلفائها فى الغرب.

وتبقى السيناريوهات المتوقعة مجرد احتمالات تتراوح بين نصر عسكرى كامل لروسيا أو أوكرانيا لكن غالبية الخبراء يتوقعون نزاع عسكرى طويل الأمد يستمر لسنوات فى ظل شعور كل طرف أن «إلقاء السلاح الآن سيكون خطأ» وتبقى المخاوف من اندلاع حرب نووية قائمة فيما يبدو التوصل لاتفاق سلام مطلبا بعيدا فلم يُبد أى من الجانبان استعدادا حقيقيا للتفاوض. 

ومثلما كانت الحرب مؤشرا على ما شهده النظام العالمى من تغييرات فإنها أيضا كانت عاملا داعما لعمليات التحول نحو نظام جديد متعدد الأقطاب. ومع الاستنزاف الكبير لطاقات روسيا وأوروبا يرى الخبراء أن المنتصرين الرئيسيين فى الحرب هما أمريكا والصين. ورغم أن الحرب كانت فرصة لظهور أوروبا كفاعل رئيسى على الساحة الدولية إلا أن هذه الفرصة تضمنت خطر تحول القارة العجوز إلى تابع لواشنطن.

وبعد سنوات من هيمنة مفهوم العولمة فرضت الحرب تأثيرات كبيرة على نظام التجارة الحرة العالمى بحسب الخبراء الذين أشاروا إلى العقوبات الروسية وتحديدا فرض سقف على سعر منتجات الطاقة الروسية وهو ما وجه ضربة لفكرة «السوق العالمية»، كما كان للحرب تداعيات على تكلفة الغذاء والتدفئة والمأوى وهى من أهم الاحتياجات الأساسية للبشرية  فى البلدان النامية بإفريقيا وفى أوروبا الغنية على حد سواء.