عبدالحميد عيسى يكتب: جرام البانيه بـ٢ جنيه

عبدالحميد عيسى
عبدالحميد عيسى

فجأة أصيبت الفرخة البيضاء بجنون العظمة ورفعت راية العصيان وتمردت أجزاؤها، يحاول كل جزء أن يستقل بنفسه مستغلا موجة الغلاء التى ضربت العالم، فخرج علينا الجزء الذى يقع على الناصية وبسبب موقعه الجغرافى المميز فى الفرخة أبى إلا أن يباع عن طريق وحدة الجرام باستخدام الميزان الحساس وترك المستهلك يضرب أخماسا فى أسداس، فتاريخ الفرخة البيضاء لا يخلو من نقاط سوداء لطالما حامت حولها الشبهات بأنها كانت سببا فى مشكلات أدت إلى كثير من الإرهاقات، لكنها كانت تجذب المستهلك بهدوئها مطأطئة الرأس قليلة الحيلة، تبرك على الميزان دون حراك وتستسلم للذبح دون أن يعلو صوتها للاعتراض أو يهرب جزء من أجزائها لينجو بنفسه، حتى أن بقية الطيور والحيوانات التى تنتج اللحوم الحمراء والبيضاء وبقية الألوان دخلت عالم النفائث بعد أن خف وزنها وغلا ثمنها لتتحول من (السمينة) إلى (الثمينة)، لتدخل الفرخة البيضاء وسط الكبار وتعلن -بصفتها المالك الوحيد لأجزائها المختلفة- أنها قريبا ستبث بشرى لكل عروسين لتصنيع دبلة الخطوبة من مستخلص ريش الفرخة البيضاء، وهى ماضية فى طريقها الذى رسمته للجزء المتمرد بحيث لا يقل عن جنيهين للجرام الواحد وتعلن أنه أصبح (بانيه بيه).