من وراء النافذة

القمر يخاصم العشاق

هالة العيسوى
هالة العيسوى

يبدو أن القمر أو البدر لن يعود كما كان محفزًا لخيال الشعراء، ومدغدغَا لعواطف العشاق، أو حتى وسيلة غزل برىء، بل إنه صار مع أبحاث العلم الحديث نذير دمار وفقد، وبدلًا من رفرفة القلوب هيامًا وغرامًا، سترف تحسبًا وخشية من وقوع الزلازل. هكذا يحذرنا العلماء. مع ذلك فوق كل ذى علم عليم.

من الواضح أننا سنشهد فى المنطقة مرحلة من الزلازل المتكررة، يصعب تقدير مدى شدتها أو آثارها المدمرة.

وعلى الرغم من التقدم العلمى الهائل، والطفرة التكنولوجية التى وفرت للبشرية طرقًا حسابية دقيقة، إلا أن العلماء لم يتوصلوا بعد إلى طريقة دقيقة للتنبؤ بموعد حدوث الزلازل.

حتى العالم الهولندى فرانك هوجربيتس الذى تنبأ بوقوع زلزال تركيا وسوريا المدمر قبل حدوثه بيومين، أخطأ فى تقديراته التى تنبأ فيها بإصابة كل من مصر ولبنان بزلازل فى الفترة بين يومى 10، 12 فبراير الجاري.

وحمدًا لله أن عافانا مما ابتلى به غيرنا، ومرت تلك الفترة بسلام دون إصابة مصر بزلزال كما تنبأ هو، وكانت كل الهزات التى شعرنا بها من توابع الزلزال العظيم. 

يعترف العالم الهولندى وباقى زملائه من الجيولوجيين باستحالة التنبؤ بموعد وقوع الزلازل، ويقولون إنه حتى سلسلة الهزات الضعيفة التى تسبق أحيانًا الزلازل القوية، لا يمكن الاعتماد عليها كتحذير ، ولا سيما إذا حدثت قبل أيام أو حتى ساعات من سماع قعقعة قوية.

الطريقة الأساسية البسيطة التى يبنى عليها علماء الجيولوجيا والجيوفيزيقا والفلك حساباتهم،هى الاعتماد على قياسات دورة اكتمال القمر، وفحص الأوقات ذات الإمكانات أو الاحتمالات الأكبر.

ويؤكد العلماء أن فرصة حدوث ذلك تزداد أثناء اكتمال القمر أى حين يصبح القمر بدرًا، وخاصة مع حدوث ظاهرتى الخسوف والكسوف (الشمس أو القمر).

ويطمئننا رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والچيوفيزيقية المصرية، الدكتور جاد القاضي، أن العام الحالى 2023 سيشهد حدوث 4 كسوفات وخسوفات شمسية وقمرية، لكنها لن تُرى فى مصر.

وأن أول كسوف للشمس فى 2023 سيحدث فى 20 أبريل مع اقتران شهر شوال لعام 1444، أما خسوف القمر الأول للعام الحالى سيحدث يوم الجمعة 5 مايو، ويتفق توقيت وسطه مع توقيت بدر شهر شوال.

سيكون الكسوف الثانى للشمس فى 14 أكتوبر الموافق 29 ربيع الأول للعام الهجرى القادم 1445، وسيحدث خسوف القمر الثانى والأخير لعام 2023 فى 28 أكتوبر الموافق 13 ربيع الآخر للعام الهجرى القادم 1445.

مع ذلك يعتبر الفلكيون الغربيون أن شهرى أغسطس وسبتمبر 2023 من العام الجارى هما أول شهور احتمال حدوث زلزال أكثر خطورة من الزلزال الحالى، بعد ذلك، يتوقعون أن يؤدى كسوف شمس 14 أكتوبر، إلى احتمالية أكبر لزلزال كبير فى مكان ما فى العالم، وربما فى الأيام القريبة من هذا الوقت.

كما يتوقعون أن يؤثر خسوف قمر 28 أكتوبر.بشكل كبير على منطقة الشرق الأوسط.

مع ذلك يؤكدون على أن تأثير الخسوف يظهر بأشكال مختلفة، وليس بالضرورة فى شكل زلزال، وليس بالضرورة فى يوم الخسوف، ولكن فى الأيام المحيطة به. سترك يارب.