عاجل

بعيدًا عن السياسة .. بقلم مرسي عطا الله

مرسي عطا الله
مرسي عطا الله

مهما صادفك من متاعب ومهما تكالبت عليك المحن كن دائما قويا ومتماسكا مثل الجبال التى لا تهزها الرياح ولا تؤثر فيها الزلازل. 

كن قدر ما تستطيع مثيرا للإعجاب ومحورا للجدل والنقاش.. ولكن لا تكن أبدا مثيرا للشفقة!

ليس هناك إنسان لم تعانده الحياة مرات عديدة تارة وهو يتعثر ويواجه الفشل.. وتارة أخرى يعيش مع الحزن والضيق والألم.

ولكن لابد من امتلاك أكبر فسحة من الأمل حتى يمكن للمرء أن ينهض من جديد.. وأن يغير المعادلة ليحول الحزن إلى فرح.. ويصنع النجاح الذى يمحو كل صفحات الفشل!

 كل شىء تخسره فى رحلة الحياة يمكن تعويضه طالما أنك لم تخسر نفسك.. وأى خسارة كسبت فيها نفسك ليست خسارة بأى مقياس!

 احذر أن تصادق غبيا لأن الغباء هو المرض الوحيد الذى لا يؤذى المريض بل إنه يؤذى كل المحيطين به!

من أهم الدروس التى تعلمتها أن «الحياة سلف ودين».. وليس هناك من تورط فى أذى غيره إلا وتعرض لأذى مماثل وربما أشد.. فقط هى مسألة وقت!

 التسامح فضيلة لا يملكها إلا الأقوياء.. والضعفاء يفتقرون إلى شجاعة التسامح والغفران !

 نصيحة مجرب.. نظم تعاملك مع الناس بمثل تعاملك مع الملح فى الطعام.. كلما قللت من الملح تحسنت صحتك وارتاح بالك وقلت همومك!

 أحيانا يجد المرء أن أقصى طموحه بات منحصرا فى أن يعيش فى هدوء دون منغصات تافهة تثير أعصابه !

 من نكد الدنيا أن تصادف بعض البشر ينصحون وينتقدون ويتهكمون على سلوك الآخرين.. بينما لا يرون فى المرايا عيوبهم الواضحة للعيان!

 الأشد نكدا أن نصادف فى الحياة أناسا يتغيرون كما تتغير فصول السنة ثم يريدون منا أن نرتدى ما يناسب كل فصل للتعامل معهم !

 ثق أن الصديق الذى يملك شجاعة الاعتذار بشكل واضح وصريح تستطيع أن تضمن صداقته مدى الحياة !

 لا تصدق من يقول لك بأن الناس تتغير مع الزمن.. الحقيقة أن الناس تظهر على حقيقتها مع مرور الزمن!

خذها نصيحة منى.. لا تبحث عن قيمتك فى أعين الناس بل ابحث عنها فى ضميرك فإذا ارتاح الضمير ارتفع المقام .

إذا عرفت نفسك فلن يضرك ولن يسرك ما قيل فيك أمامك أو من وراء ظهرك !


«الأهرام» - 30 ديسمبر 2021


● كنوز : نعيد نشر هذا المقال للكاتب الكبير مرسى عطا الله القامة والقيمة الصحفية، ترأس تحرير مجلة الزمالك خلفا للكاتب إسماعيل يونس، وترأس نادى الزمالك، أسس جريدة الأهرام المسائى، وتولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام»، فارقنا فجأة عن عمر يناهز 89 عاما عندما لفظ أنفاسه الأخيرة فى سويسرا بمجرد وصوله لزيارة نجله أحمد قنصل مصر فى جنيف، رحمه الله وخالص التعازى من جريدة «الأخبار» للأسرة الصحفية.