جرائم باسم الحبl «فرحة» فارقت الحياة في المستشفى بعد وصلة تعذيب

جـرائم بــاسم الحـب
جـرائم بــاسم الحـب

محمد طلعت

والعالم يحتفل هذه الأيام بعيد الحب، هناك من ارتكب جريمة بشعة باسم الحب، ضحى بشريكة حياته من أجل أخرى، وآخر استأجر قاتلا محترفًا لكي يتخلص من زوجته، والأغرب هو الذي ارتكب مذبحة لأنها رفضت العودة إليه، وليس ذلك فقط بل إن هناك من قتل زوجته من أجل هدية، جرائم كثيرة ارتكبت باسم الحب، في السطور التالية نفتح ذلك الملف.. ومن الحب ما قتل.


في البحيرة وتحديدًا في مركز كوم حماده كانت قصتنا الأولى التي شهدت جريمة قتل بشعة ارتكبها زوج لم يمر على زواجه أكثر من عامين، وقائع تلك الجريمة كانت صادمة لكل من تابعها من أهالي قريتهم.
فالزوج شاب في مقتبل العمر أراد الزواج، فهو من عائلة مقتدرة، رشحت والدته له إحدى فتيات القرية، توافق الطرفان وتزوجا في فرح كبير لم تشهده القرية من سنوات طويلة، توقع الحضور بأن الزوجين سيعيشان في سعادة لفترات طويلة، لكن الحياة ليست بالتوقعات.

فحياة الزوجين لم تكن بمثل السعادة المتوقعة بل أصبحت كابوس كبير بين الطرفين وتحديدًا منذ ولادة أول مولودة لهم، فالزوج أصبح لا يطيق العودة للمنزل وعندما يعود للبيت يضربها حتى تحول الأمر لعادة يفعلها الزوج كلما تناقشت معه فرحة في أي شيء، فأسهل ما كان يفعله هو أن يعتدي عليها بالضرب المبرح وكأنها تسلية يقوم بها.

فرحة التي كانت تحب زوجها في بداية الأمر لم تعد تحتمل ما كان يفعله بها لكنها كانت مغلوبة على أمرها، فلم يهتم أحد بمعاونتها لكي تحصل على حقها منه، بل تركوها فريسة له ولمزاجه، كان يفعل بها ما يريد في الوقت الذي يريده، بداية من الإهانة إلى الضرب والاعتداء وكل انواع الإهانة الأخرى كانت مثالا للزوجة المقهورة التي لم تعد تستطيع المقاومة أو حتى الشكوى لأحد.
في احد الايام وقعت مشكلة بينهما حاولت خلالها فرحة أن تدافع فيها عن نفسها لكن ذلك اثار غضبه وجعله لا يتوقف عن ضربها بالعصى التي كانت معه في تلك اللحظة ورغم أنه لم يصل لتلك المرحلة معها من قبل إلا أنه استمر وزاد، وهو يقول لها إنه لن يتركها لأنها حاولت أن تمنعه فكيف تحاول أن تدافع عن نفسها أمامه بتلك الصورة!

الزوجة المسكينة حاولت أن تجعله يتوقف عن ضربها وهى تستعطفه بكلماتها لكن تلك الكلمات جعلته يزداد في ضربه ويزداد غضبه عليها فاستمر في ضربها حتى سقطت على الأرض من شدة الضرب، وعندما اشتد عليه التعب توقف عن ضربها لكن كان الأمر قد انتهى، فمن شدة الضرب الذي لم تحتمله الزوجة حيث تم نقلها للمستشفى وهناك فارقت الحياة.
تم إلقاء القبض على الزوج وتحرير محضر بالواقعة ليعترف أمام النيابة بجريمته وبأنه لم يقصد أن يقتلها لكن كان يريد تأديبها لكنه قدرها ونصيبها، وبعد اعترافاته تم حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.

معنى الرجولة
تزوجا بعد قصة حب كبيرة شهد عليها جميع معارفهما، كان يعشقها منذ سنوات، فهما يعيشان في منزلين متجاورين في منطقة كرداسة، تزوجها بعد عناء كبير، في بداية الأمر عاشا في سعادة لكن بعد ذلك بدأت المشكلات بينهما بسبب طلباتها المادية الكثيرة، فهى كانت تريد كل شيء، فمات الحب الذي استمر سنوات في لحظة ولم يعد بينهما إلا المشكلات والصراعات اليومية التي زادت بصورة كبيرة حتى وصلت إلى الأهل الذين صدموا مما وصل إليه الزوجان.

أصبحت هناء وكأنها عادت لتقيم في منزل والديها بصورة دائمة نتيجة مشكلاتها الزوجية المتكررة، كانت حزينة فهى لم تتخيل أن الشخص الذي احبته وضحت من أجله كثيرا هو أول من باعها، فهو لايريد أن يأتي لها بما تريده رغم أن طلباتها لم تكن كبيرة لكنه كسر قلبها بدلا من أن يكون حصنها ومصدر أمانها، أصبح مصدر حزنها، لم تستطع أن تقول ذلك لأي شخص لكن ذلك كان ظاهرًا على وجهها، على تصرفاتها، فهى ترى أن حياتها دُمرت وانتهت ولن تقوم لها قائمة.
في الأيام الأخيرة تدخل البعض بين الزوجين من أجل الصلح بينهما، وعادت هناء لمنزلها، حاولت أن تقلل من طلباتها لكن ما انكسر بينهما لا يمكن أن يعود؛ فأصبح الزوج دائم افتعال المشكلات معها عندما يعود من العمل يشاكلها لكي تذهب لمنزل والديها لكنها رفضت الرضوخ وقررت أن تستمر في بيتها مهما كانت النتيجة.
وما بين طلبات الزوجة وافتعال الزوج للمشكلات معها كانت المأساة التي أنهت حياة تلك الأسرة.

عاد الزوج من العمل في ذلك اليوم وكما يفعل يوميًا افتعل مشكلة معها، لم تعد تحتمل ما كان يقوله لها، أخبرته أنه بدلا من أن يعود لكي يفتعل معها مشكلة كان الاجدى به أن يأتي لها بهدية في عيد الحب الذي اقترب لكي يصالحها فضحك الزوج وهو يسخر مما تقوله، وأخبرها أنه لم يعد يحبها وأنها بالنسبة إليه مثل البيت الوقف لم تعد تعنيه في شيء.

كلماته كانت صدمة بالنسبة إليها فهى لم تتخيل رغم كل ما مرت به أنه سيقول لها ذلك الكلام، انهارت وصرخت في وجهه بأنه يجب أن يطلقها، رفض وتعصب عليها وأخبرها أنه لن يفعل ذلك مهما حدث، قالت له كلمة مسيئة فقام من مكانه وضربها ضربًا مبرحًا، حاولت أن تهرب من أمامه لكنه حاصرها واستمر في ضربها، ظنها علقة ساخنة من التي تعود عليها وكأنها هي الرجولة أن يضرب الرجل امرأة، لكن أخذته العزة بالاثم؛ اقتربت الزوجة المسكينة من شباك المنزل كأنها تستغيث بالمارة لكن..؛
احدى الضربات جعلتها تسقط من النافذة للشارع على ارتفاع اربعة طوابق لتفارق الحياة وهى في طريقها للمستشفى في محاولة يائسة لإنقاذها، ويتم إلقاء القبض على الزوج وتنتهي قصة الحب بينهما بسبب صدفة ويتحول لقاتل ينتظر مصيره أمام المحكمة.

حب جديد
ومن الجيزة إلى دمياط التي قتل فيها زوج زوجته بكل برود اعصاب بعد مشكلة أسرية بينهما، حيث خنقها وعندما أيقن أنها ماتت استدعى طبيبة الصحة حتى يحصل على تصريح دفن لها وكأنه لم يفعل شيئا.
القاتل الذي لم يكن على خلافات مع زوجته لكن بسبب اشياء تافهة أراد أن يتخلص منها فهو يريد أن يتزوج لكنه خاف أن يخبر زوجته بذلك ففكر في طريقة حتى يتخلص منها رغم أن زوجته مازالت في مقتبل عمرها فهى لم تكمل عامها الـ٢٢ بعد رغم زواجها منه قبل عدة سنوات لكنها لم تغضبه يومًا فهى زوجة مطيعة تقوم بكل طلباته ولديه منها طفلة عمرها خمس سنوات، لكن الطمع والجشع ورغبته لعبت دورًا كبيرًا في تلك الجريمة.

حيث لم يجد محمد الذي يعمل في أحد مقاهي قريته طريقة لكي يتزوج من أخرى إلا أن يرتكب جريمة بشعة وهى التخلص من زوجته الأولى قبل أن يتقدم للزوجة الجديدة، فكر في جريمته وبدأ في تنفيذها بكل هدوء؛ فوضع مخدرا لها في الشاي وعندما نامت خنقها ثم وضعها على السرير وعندما حضرت طبيبة الصحة شكت بأن المتوفاة ماتت بسبب جنائي وليس طبيعيًا فكانت الدماء تخرج من أنفها وهناك زرقة في يديها وقدميها ورقبتها، لتبلغ الشرطة التي حضرت على الفور وتم إلقاء القبض على الزوج واستدعاء الطبيب الشرعي لبيان سبب الوفاة، عند ذلك اعترف الزوج أمام ضباط المباحث بأنه قتل زوجته نورهان بسبب مشكلة أسرية ليتم عرضها على النيابة العامة التي أمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.

قتل أسرتها
أما في اسيوط فشهدت جريمة ابشع فالزوج قتل زوجته وأفراد أسرتها داخل منزلهم بمركز الفتح بسبب خلافات عائلية بينهم؛ حيث حمل سلاحه ودخل منزل أسرة الزوجة ليطلق عليهم النار لعدم رغبتها في العودة للمنزل الزوجية لانه كان يضربها.
الزوجة كان أول ضحية من الضحايا حيث أطلق عليها رصاصة في منتصف رأسها ثم بعد ذلك استمر الزوج في إطلاق النيران ليسقط شقيق الزوجة قتيلا بعد أن أصيب بعدة رصاصات في بطنه فيما أصيبت والدة الزوجة برصاصتين واحد اولاد عم الزوجة برصاصة في قدمه ثم هرب من المكان، لتنتقل قوات الشرطة لمكان الجريمة ويتم البحث عن المتهم في كل مكان قد يكون مختبئًا فيه حتى تم رصد مكانه وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض عليه واعترف بارتكابه الجريمة ليتم حبسه على ذمة القضية.

الطمع القاتل
قصة أخرى رغم أنها تبعد أكثر ٤ آلاف كيلو متر عن مصر إلا أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، فهى قصة حب ملتهبة جمعت بين شاب مصري يعيش في روسيا واحدى الفتيات، كللت بالزواج.
عاشا أوقاتًا سعيدة لفترة من الوقت لكن المشكلات بدأت تدب بينهما، وازدادت في الفترة الأخيرة بصورة كبيرة، البعض قد يرجعها لأمور اقتصادية وقلة الموارد لكن ذلك غير صحيح، فالشاب المصري استطاع أن يجمع ثروة من عمله طوال سنوات في روسيا، لذلك لم يكن المال هو السبب فيما وصلا إليه من خلافات، أدت لطلب الزوجة الحصول على الطلاق.
الشاب المصري الذي كون ثروته بعد مجهود كبير لم يكن يريد أن يعطيها نصف ما يملك من أموال، فهو يرى أنها لم تتعب في هذه الأموال وهو الذي شقى لفترة طويلة في عمله وبالتالي محاولتها طلب الطلاق لكي تتحصل على أمواله لابد أن يمنعها بأي طريقة كانت.

حاول إثناءها عن طلب الطلاق لكنها رفضت وأصرت على موقفها، فهى ترى أنها لم تعد تريد اكمال الطريق معه رغم أنها ساعدته كثيرا في بدايات حياته حتى وصل لما هو فيه، وهى لم تقصر يومًا في مساعدته رغم اختلاف الثقافات بينهما وبالتالي تريد أن تحصل على نصيبها من ثروته عندما يحصل الطلاق.
فشلت كل المساعي ودخلت القصة للمحكمة ومفاوضات رسمية بين الطرفين، الزوج لم يجد أمامه طريقًا إلا وسلكه، حتى جاءت له فكرة شيطانية ألا وهى أنه يجب أن يتخلص منها، لكن لم يعرف كيف يفعل ذلك، فهو ليس قاتل بطبعه، ثم جاءته فكرة وهى البحث عن شخص يستطيع أن ينفذ الجريمة بدلا منه لكي يكون في أمان حتى لا يربطه أحد بالجريمة.

بدأ بحثه على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن دون نتيجة، فاستشار أحد المعارف الذي دله على أحد مواقع الديب ويب وهناك سيجد ما يريده.
بالفعل دخل على ذلك الموقع وبحث حتى وجد ضالته في اعلان وضعه أحد الأشخاص والذي يعمل قاتل بأجر ويمكن أن يقتل زوجته نظير مبلغ مالي، حاول الاتفاق معه فطلب ذلك القاتل مبلغ ٧٠٠ ألف روبل روسي (٣٥٠ الف جنيه مصري) لكي ينفذ الجريمة، وافق الزوج على المبلغ واتفق معه على تسليم المبلغ بعد تنفيذ عملية القتل.

في الموعد المحدد ذهب الزوج لمكان عام وقابل عددًا من الأصدقاء والمعارف حتى يكونوا حجة على غيابه أثناء تنفيذ عملية القتل، بعد مدة ارسل القاتل له صورة زوجته بعد أن قتلها وأخبره أنه نفذ الأمر ويريد المبلغ المتفق عليه.
في الموعد المحدد كان الزوج المصري في طريقه لإحدى الحدائق في موسكو لكي يسلم القاتل المبلغ المتفق عليه، جاء الشخص الذي ليستلم المبلغ وأثناء التسليم فجأة وجد الشرطة الروسية تقتحم المكان وتلقى القبض عليه لتكون صدمة للزوج الذي وجد نفسه وراء القضبان.
الصدمة الكبرى للزوج عندما اكتشف أن القاتل الذي اتفق معه هو أحد ضباط المباحث الروسية وكان الاعلان الذي وضعه فخ سقط فيه، وأنهم قد أرسلوا إليه صورة مفبركة أثناء قتل الضحية المزعومة، ثم أعطوه عنوانًا ليدفع المبلغ بشكل كامل، ولكن المفاجأة أن قوات الأمن كانت تنتظره ليتم إلقاء القبض عليه.
ووفقا للقانون الروسي التهم الموجهة لرجل الاعمال المصري قد تصل للمؤبد والسبب هو الطمع ورغبته في منع زوجته من الحصول على الأموال التي لها وفقا للقانون لتنتهي قصة الحب بينهما في ساحات المحاكم.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ ١٦/٢/٢٠٢٣

 

أقرأ أيضأ : السجن 40 عاما لعامل عذب زوجته وشرع فى قتلها بالشرقية