عاجل

وجبة سينمائية سريعة.. لكن لذيذة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتبت: إنجي ماجد

مثل وجبة من الوجبات السريعة الشهية، يأتي فيلم “Plane” عملا ممتعا جديرا بالمشاهدة.. لكن هذا لا يعني أنه فيلم رائع، أو حتى جيد، لكن هذه الدراما المثيرة التي تدور أحداثها في جزيرة نائية تمتلأ بالانفصاليين الفلبينيين الذين أخذوا ركاب طائرة وطاقمها بعد سقوطها كرهائن، يأتي كعمل يستحق المشاهدة بشكل غريب، فهو فيلم لذيذ يظهر فيه الجهد المبذول من صناعه، وعلى الرغم من فكرته المستهلكة للغاية، إلا أنك ستشعر بمتعة مشاهدته حتى الدقيقة الأخيرة.

تركز القصة على بطلين متناقضين بشكل واضح، الأول الطيار برودي تورانس - يلعب دوره النجم  جيرارد بتلر - وهو في طريقه فى رحلة جوية من سنغافورة إلى اليابان، أما الثاني فهو لويس جاسبار - ويلعب دوره الممثل الأسمر مايك كولتر - وهو قاتل مدان يتم تسليمه مع بدء الفيلم، ويطلب الطيار مساعدته عندما يكتشف كونه قائد عسكري سابق، بعد أن يضطر للهبوط بالطائرة في منطقة نائية، ليقرر الركاب مغادرة الطائرة بحثا عن أي شخص يساعدهم - خاصة أن تورانس وجاسبار تركوهم لطلب المساعدة - وعند عودتهما يكتشفان أن ميليشيا من القتلة المأجورين قامت بإختطاف الركاب وقتلت بالفعل أثنين منهم، لتبقى على بقيتهم وتطلب فدية مالية كبيرة مقابل الإفراج عنهم، وإلا سيتم قتلهم جميعا.

يحمل الفيلم توقيع المخرج جان فرانسوا ريتشيت، وهو صانع أفلام فرنسي اخترق عالم هوليوود بتقديم أفلام من المستوى الثاني، مثل “Assault on Precinct 13”، لكن بحكم رؤيته الإخراجية التي لا تفرد مساحة كبيرة لخلفية الأحداث، جاءت الأمور تتحرك بسرعة بدون وجود وقت للخلفية الدرامية، أو الإجابة عن الأسئلة الملحة في خلفية الأحداث، مثل “من جاسبير؟”، “ما ملابسات جريمته؟”، “هل تم إتهامه زورا؟”، “هل يمكن الوثوق به وهو مدان بالقتل؟”. 

اقرأ أيضًا | مايك كولتر: لويس جاسبار علامة استفهام في ‏Plane

زادت الأمور غرابة عندما أرسلت شركة الطيران Trailblazer”” المهتمة بالحفاظ على صورتها أمام عملاءها، فريقها الخاص من المقاتلين المرتزقة من دون تفسير، للمساعدة في إنقاذ الناجين وتجنب كارثة تشوه سمعتها، وهنا يظهر صراع ضمني بين الغرب وآسيا، وتحديدا مع الإرهابيين المتشددين من ناحية، وتورانس الإسكتلندي وغاسبير الأمريكي أصحاب الخلفية العسكرية من ناحية أخرى، اللذان يخترقان الغابة بحثا عن المساعدة، وينتهي بهما المطاف مسلحان، وانطلاقا من فكرة أن الواقع لا يحمل أي أهمية في فيلم من إخراج ريتشيت، نراه يحول المسلحين المتشددين إلى شخصيات تبدو خارجة من لعبة فيديو، ويستحقون القتل بسبب قسوتهم الشديدة في تهديد حياة الركاب الغربيين.

أيضا لا يركز ريتشيت على العنف في القصة، بقدر ما يركز على إنهاء التوترات التي تتشعب على إمتداد الأحداث، ومن هنا جاءت مشاهد الأكشن الدموية بالفيلم غير مرضية بالنسبة لجمهور جيرارد الذي يعشقه في تلك المنطقة، وهو ما جعل الفيلم يعرض تحت تصنيف R””، حتى يحظى بإقبال جماهيري أكبر، لكن رغم هذا لم يحقق الفيلم إيرادات ساحقة، بعد أن توقفت إيراداته عند حاجز الـ42 مليون دولار. 

ليأتي النصف الثاني من الفيلم بمثابة التعويض لجمهور بتلر، فيمكن وصفه بأنه متعة سريعة الإيقاع وخالية من أي عقل.. لينجح بتلر مع نهاية الأحداث في التأكيد على أنه لازال ضمن نجوم الأكشن أصحاب الأعمال المرغوبة والأكثر مشاهدة بين جميع نجوم هوليوود.