بدون تردد

مصر وأفريقيا (1)

محمد بركات
محمد بركات

بالأمس بدأت أعمال القمة السادسة والثلاثين للاتحاد الأفريقى فى مقر الاتحاد بالعاصمة الإثيوبية «أديس أبابا» وذلك فى إطار السعى الأفريقى المتواصل لتحقيق التنمية والقضاء على الفقر ووضع حد للنزاعات الأفريقية، وتسوية الخلافات بالحوار والطرق السلمية، ووضع خطة متكاملة لمواجهة خطر الإرهاب والعنف الذى يهدد القارة.


وعلى مر التاريخ كانت الروابط والعلاقات المصرية الأفريقية قوية ومتواصلة على كل المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية.
وهى روابط حتمتها وحدة الجوار الجغرافى فى قارة واحدة، بكل ما يعنيه ويفرضه هذا الجوار من تواصل وتفاعل إنسانى وثقافى بين كل الحضارات بالقارة، سواء فى شمالها أو جنوبها أو قلبها، وفى مقدمتها الحضارة المصرية القديمة الضاربة فى عمق التاريخ، وما كان لها من امتداد وتأثير كبيرين فى القارة الأفريقية.
وهى أيضًا علاقات وثيقة فرضتها وحدة التاريخ المشترك الذى تعرضت له كل الدول والشعوب بالقارة الأفريقية، وما تحملته من أعباء وتبعات فى نضالها المشترك من أجل التحرر والاستقلال والتنمية.
وفى هذا السياق كان لمصر ولا يزال دور بالغ الأهمية والريادة على مستوى القارة، من خلال تحملها وقيادتها لنداء التحرر والاستقلال للشعوب الأفريقية، من خلال دعم ومساندة حركات التحرر الوطنى بطول وعرض القارة خلال حقبة الستينيات من القرن الماضى، وصولاً لتحقيق الاستقلال وانتهاء الوجود الاستعمارى بالقارة الأفريقية.


ثم مساهمة مصر الكبيرة والتاريخية فى قيام وتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية، التى كانت إيذانًا ببدء التوجه الأفريقى الجماعى الجاد، على طريق التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار والسلام بين دول القارة، والسعى للتنمية الشاملة لتى أصبحت هدفاً أفريقياً منذ تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى فى العاشر من فبراير عام 2019.
وأحسب أننا نعلم جميعاً أن الاتحاد الأفريقى هو الكيان الشرعى الذى تأسس مع بداية الألفية الجديدة ليحل محل منظمة الوحدة الأفريقية.
«وللحديث بقية»