في الإسكندرية.. الحفيدة تحالفت مع أبناء إبليس لقتل جدتها

المتهمون
المتهمون

محمد مجلي

 «الدم بقى ميه» جملة تلخص حال العلاقة بين ربة منزل وحفيدتها بعد أن أقدمت الأخيرة على التخلص منها وإنهاء حياتها طمعًا فى الحصول على المشغولات الذهبية التي تمتكلها جدتها وذلك بمعاونة طليقها وصديقتها وزوج صديقتها الذين تحالفوا مع الشيطان وعزموا النية على التخلص منها وسرقتها إلا أن يقظة الأمن كانت في الموعد وتمكنوا من فك لغز العثور على جثة السيدة المُسنة داخل منزلها في ظروف غامضة بمنطقة كرموز، غرب محافظة الإسكندرية وتمكنوا من ضبط المتهمين الأربعة تمهيدًا لتقديمهم للمحاكمة بعد ثبوت ارتكابهم الجريمة.

جريمة حي كرموز الإسكندرية كانت هي محور حديث أهل الحي على أرض عروس البحر الأبيض المتوسط؛ إذ أن المجنى عليها هي الحاجة انشراح صاحبة الـ 74 عامًا من عمرها، وأن المتهمة تدعى علا، تبلغ من العمر 26 عامًا ربة منزل، حفيدة المجني عليها، على الرغم من الحب الكبير الذي كانت تحمله الجدة لحفيدتها ورعايتها لها ولأطفالها إلا أن يد الغدر من أقرب الأقربين كانت بمثابة صدمة كبيرة لأسرتهم بصفة خاصة واهل حي كرموز بصفة عامة.
وكانت المجنى عليها تقيم بمفردها منذ أن توفي زوجها وتزوج أبناؤها الثلاثة – ولد وبنتين – واشتهرت بحب الناس لها بسبب كرمها وعلاقتها الطيبة وسيرتها الحسنة مما جعل الجميع يتعجب من انهاء حياتها بهذه الطريقة على يد حفيدتها؛ فالجدة منذ أن تزوج الأبناء أصبحت تنتظر زيارتهم لها ليكونوا لها الونس ويد العون الكبيرة لها لتعينها على قضاء حياتها، فأصبحت زيارة أحد الأبناء لها بمثابة العيد وعوضًا عن الأيام والساعات الطويلة التي تقضيها بمفردها بين حوائط 4 جدران، حتى رزق الله الأبناء بأحفاد من البنين والبنات الذين ملأوا عليها الدنيا وسدوا فراغًا كبيرًا في حياتها وأعادوا لها الحياة بعد أن كانت تشعر بأنها تعيش بمفردها وأصبحت زيارة الأحفاد أكثر شوقًا وفرحًا على نفس المجنى عليها.

أعز الولد
«أعز الولد ولد الولد» عملًا بهذا القول المأثور كانت تعامل الحاجة انشراح أحفادها وزاد حبها لإحدى أحفادها بعد أن انفصلت ابنتها وزوجها وتزوج كل منهما من آخر ليصبح مصير الأحفاد غامضًا، إلا أن الجدة تدخلت للمساعدة في تربية طفلتين منذ نعومة أظافرهما وكانت بمثابة الأم الحنون إلى جانب كونها جدة الأحفاد فأنفقت عليهما وأطعمتهما حتى أسهمت فى زواج الحفيدة الأكبر، «علا» التي لم تكن تدرك أن يد الإحسان التي قدمتها لها والحب الكبير سيتحول إلى كراهية ودافع للانتقام والتخلص منها.
وظل باب الجدة الأكبر مفتوحا أمام بناتها وابنها وأحفادها وأقدمت على تربية المتهمة علا منذ أن كانت طفلة وظلت تراعيها حتى أسهمت فى زواجها ورُزقت المتهمة بطفلتين لكنها انفصلت عن زوجها ولم تتركها جدتها فظلت تساعدها وتمنحها الأموال التي تعينها على الحياة وتراعي ابنتيها، وذلك فى الوقت الذي وسوس الشيطان إلى نفس الحفيدة بسرقة جدتها كونها تملك مشغولات ذهبية تقدر ثمنها بمبالغ مالية كبيرة.

التخطيط للجريمة
وبحسب ما جاء فى محضر الضبط؛أن المتهمة كانت تخطط لسرقة جدتها فاستسلمت لوساوس الشيطان وبدأت فى وضع خطة تُمكنها من تنفيذ مخططها فاستعانت بطليقها وصديقتها وزوج صديقتها لتنفيذ مخططها الشيطاني وسرقة جدتها والتخلص منها حتى لا يفتضح أمرها أمام الجميع؛ فاستغلت زيارتها المتعددة لمنزل جدتها للاطمئنان عليها للتمكن من استخراج مفتاح مماثل للشقة دون أن تدرك جدتها حتى تتمكن من دخول الشقة دون أن تعلم جدتها، مع تسهيل عملية دخول شركائها فى الجريمة إلى المنزل لتنفيذ مخططهم الشيطاني.

وأفادت التحقيقات؛ أنه يوم الاتفاق بين المتهمين الأربعة على تنفيذ مخطط جريمتهم وفي تمام الثانية والنصف فجرًا تسلل المتهمون إلى داخل المنزل ونجحوا فى التسلل إلى داخل الشقة لتنفيذ مخططهم وبحسب توجيه المتهمة الأولى فى القضية حفيدة المجني عليها بدأوا فى البحث عن المشغولات الذهبية التي أشارت إليها حفيدتها لكنهم لم يتمنكوا من العثور عليها وهنا اختلف المتهمون فهل سيغادرون المنزل خاليين الوفاض دون تحقيق أي مكاسب من الزيارة فاتفقوا على التخلص من الجدة وازهاق روحها للحصول على الذهب الذي ترتديه إلا أن هناك عقبة وهي عندما تصرخ الجدة وتستغيث فسوف ينفضح أمرهم وينكشف مخططهم ويتم تسليمهم إلى الشرطة.
اتفق المتهمون على الدلو إلى داخل غرفة المجنى عليها وأجهزوا عليها وخنقوها باستخدام خددية، حاولت المجنى عليها الاستغاثة ومقاومة المتهمين حتى تمكنوا من شل حركتها بالكامل حتى توفيت، وبعد أن تأكد المتهمون من وفاتها اعادوا رحلة البحث عن المشغولات الذهبية وأي مبالغ مالية اخرى وأخرجوا من يديها خاتمين كبيرين وسلسلة كانت ترتديها بالإضافة إلى أسورة بمعصم اليد، كما حصلوا على مبالغ مالية وهاتف محمول ولم يتمكنوا من العثور على باقي المشغولات الذهبية وغادروا المنزل فجرًا.

كشف الجريمة
وفي الحادية عشر صباحًا حضرت الابنة الأكبر للاطمئنان على والدتها كعادة كل يوم وفتحت باب شقتها بالمفتاح الذي تركته لها والدتها حتى تتمكن هي وشقيقتها من دخول الشقة، وعندما دلفوا إلى غرفة والدتها وجدتها غارقة فى النوم، حاولت إيقاظها لكن دون جدوى فظنت أن والدتها توفيت بشكل طبيعى واطلقت صرخات لتستغيث بالجيران الذين تجمعوا للوقوف معها غير مصدقين أن الحاجة انشراح قد توفيت وتم استدعاء الطبيب للكشف عليها وأكد وجود شبهة جنائية وأن الوفاة ليست طبيعية.

بلاغ
تلقى اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الإسكندرية، اخطارًا من قسم شرطة كرموز، بورود بلاغ من ابنة المجنى عليها يفيد بالعثور على جثة مسنة عجوز متوفاة وبها آثار خنق وسحجات وجروح وخدوشات فى اليد.
على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط مباحث قسم شرطة كرموز إلى موقع الحادث وتبين صحة الواقعة وتم اخطار جهات التحقيق المعنية لمباشرة تحقيقاتها فى الواقعة وتم تفريغ كاميرات المراقبة وسماع أقوال شهود العيان ومتابعة آخر المترددين على منزل المجنى عليها وتم التوصل إلى هوية المتهمين وتبين أن من بينهم حفيدتها فتم ضبط المتهمين الأربعة المشاركين فى الجريمة.

حبس المتهمين
وبمواجهة حفيدة المجنى عليها والمتهمة بقتل جدتها، دخلت فى نوبة بكاء شديدة وندم وانهارت أمام أجهزة التحقيق المعنية قائلة: «أنا مش مصدقة اللى حصل.. كيف تخلصت ممن ربتنى وانفقت عليا وكانت سندي فى الدنيا»، معترفة بأنها رتبت لسرقة جدتها فقط رفقة طليقها وصديقتها وزوج صديقتها واتهمت مرتكبي الحادث من شركائها بأنهم السبب فى وفاة جدتها وأنهم قتلوها وأنها لم تشارك فى القتل وأنها اتفقت معهم على تسهيل دخول المنزل وسرقة المشغولات الذهبية التي تمتلكها ودخلت فى حالة انهيار شديدة، كما وجهت جهات التحقيق المعنية تهمة القتل العمد للمتهمين الأربعة.

وباشرت نيابة كرموز التحقيق في الواقعة وأمرت بتفريغ كاميرات المراقبة واستجواب المتهمين وسماع شهود عيان الواقعة وطلب تقرير الطب الشرعى والتصريح بدفن المتهمة واستعجال تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وقررت النيابة دفن المتوفة وحبس المتهمين لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيق وأن يراعي التجديد لها في الميعاد وذلك تمهيدًا لتقديم الحفيدة وشركائها إلى المحاكمة لنيل عقابهم جزاء ما اقترفوه تجاه سيدة عجوز مُسنة.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ ١٦/٢/٢٠٢٣

أقرأ أيضأ : مقتل شاب على يد شقيق زوجته بسبب «عضة كلب»