بينى وبينك

الناشر

زينب عفيفى
زينب عفيفى

الناشر فى العرف الثقافى هو الشخص أو الجهة التى تقوم بإصدار وطبع وتوزيع الكتب، وهو الذى يتحمل مسئولية التمويل إلى جانب مخاطر النشر، وفى أغلب الحالات يكون هدفه الكسب المادى بما أنه قائم على صناعة تخضع لعمليات العرض والطلب، بالإضافة إلى التحديات التى تواجه النشر بصفة عامة من انتشار الكتاب الإلكترونى والكتاب المزور إضافة إلى هجمة ارتفاع أسعار الورق الشرسة التى تكاد أن تلتهم بقوة صناعة النشر؛ إلا أن البعض مازال يرى فى النشر جانبا تنويرىا بالدرجة الأولى واختيار الموضوعات والقضايا التى من شأنها أن تصنع مجتمعا مثقفا، وفى نفس الوقت أختار البعض لنفسه طريق المكسب بغض النظر عن المضمون وحقق بالفعل مكاسب مادية، مع وجود آخرين راهنوا على الأعمال التى تحقق الأكثر مبيعا بغض النظر عن القيمة الأدبية، وهناك أيضا من بحثوا عن الجوائز فى نشر أعمال لكتاب بعينهم، ووسط كل هذه الفوضى من النشر يوجد الناشر الذى أراد أن يبقى رغم كل هذه التحديات بالقيام بالنشر التنويرى إلى جانب اكتشاف المواهب الأدبية الجديدة عن طريق إقامة ورش كتابية ونشر أعمال شباب جدد. 

السؤال الذى طرح نفسه بعد انتهاء العرس الثقافى المبهج للكتاب: هل الناشر فى ظل هذه المتغيرات استطاع أن يحقق هدفه التنويرى والمادى أم أنه ينتظر معارض الكتاب العربية لحل أزمته الاقتصادية ؟، هل القارئ الحقيقى حصل على غايته من الكتاب الذى يريده أم منعه سعره المرتفع من اقتنائه؟ كل المؤشرات تؤكد على أن الكتاب المدعم من مؤسسات الدولة كان الأكثر مبيعا وأن الكتاب الذى حلم به القارئ من النشر الخاص عاد مهزوما إلى داره ويبقى الناشر الجاد فى أشد الاحتياج للدعم والوقوف إلى جانبه فى أزمة ارتفاع أسعار الورق ومستلزمات النشر للحفاظ على صناعة لها دور أساسى فى التنوير والتنمية الثقافية.