أم كلثوم كلمة السر في عودة شادية للغناء

شادية أم كلثوم
شادية أم كلثوم

كتب: عصام عـطية

فى عـيد ميلادها 92، نتذكر معا إحدى أيقونات زمن الفن الجميل، دلوعة السينما المصرية، النجمة الراحلة شادية، التى أمتعتنا بفنها وطلتها الخفيفة على الشاشة تمثيلا وغناء.

شادية هى المطربة الوحيدة فى العالم العربى التى أطلق عليها العديد من الألقاب مثل «الدلوعة، صوت مصر، معبودة الجماهـير، حبيبة الملايين»، وهى الفنانة التى لم يختلف على موهبتها وحضورها الطاغى أحد من الجمهور أو النقاد.

فى بداية حياتها الفنية كانت شادية صغيرة السن، يرافقها والدها عند تصوير أى فيلم جديد أو تسجيل أى أغنية، وكانت أم كلثوم فى ذلك الوقت ترأس اتحاد الفنانين، وكان مجلس الاتحاد يعمل على رعاية الفنانين والحفاظ على حقوقهم، وفى أحد الأفلام التى شاركت فيها شادية بالبطولة، أصر بطل الفيلم ومخرجه على تصوير عدة مشاهد اعتبرتها شادية مقحمة على مضمون الفيلم، ومثيرة، وبها قبلات وإغراء، ويمكن حذفها أو عدم إقحامها دون الإخلال بمضمون الفيلم، وتحمس والد شادية لرأيها وساندها، فى الوقت الذى أصر فيه البطل والمخرج على رأيهما، فما كان من أصحاب الرأى إلا أن أشاروا لأن يلجأ الجميع إلى اتحاد الفنانين ليكون حكما بين الجانبين، ووقتها انتصرت أم كلثوم لرأى شادية، واقتنع المخرج وبطل فيلمه المنتج أيضا، وتم التصوير بالشكل الذى اقترحته أم كلثوم.

فى أواخر الستينيات تفرغت شادية للتمثيل دون الغناء فى الأفلام، منها «اللص والكلاب، والطريق، ومراتى مدير عام»، فقالت لها أم كلثوم: لماذا لا تغنين فى الأفلام مادام بها موقف يستدعى الغناء؟ فوعدتها شادية بالعودة للغناء فى السينما إن وجدت الفكرة المناسبة، وتمر السنوات، وتزداد شادية تعلقا بالتمثيل دون الغناء، فتقابلها أم كلثوم معاتبة، وقائلة: «إنت فين، وفين أغانيك؟ مش عاوزة تغنى فى السينما سجلى أغنيات للإذاعة، صوّرى أغنيات للتليفزيون، سجلى أغاني على أسطوانات»، ومن هنا بدأت شادية تغنى وتسجل «قولوا لعين الشمس» و»غاب القمر» و«الأسمرانى» وغيرها من الأغانى، وسعدت أم كلثوم بذلك وهنأت شادية بأجمل عبارات التقدير.

اقرأ أيضًا | ذكرى ميلاد شادية.. 6 رجال في حياة «معبودة الجماهير» 

كانت شادية تجرى بروفة على إحدى أغنياتها فى أواخر عام 1969 فى معهد الموسيقى، وكانت كوكب الشرق على موعد مع أفراد فرقتها لتجرى بروفة على إحدى روائعها، والتقت شادية وثومة مصادفة، فهنأتها على رائعة الأطلال وبعد دقائق من الهمس ارتفع صوت أم كلثوم موجها لشادية، قائلة: «يا شادية ليه مش بتغنى فى الحفلات؟ ليه بتعتذرى عن الغناء فى الحفلات؟ لازم تغنى فى حفلات لأن التجاوب المباشر بين الجمهور والمطرب بيخليه يدوّر على الجديد ويقدم أحسن ما عنده»، فوعدتها شادية بالعودة للغناء فى الحفلات، وشجعها وعاونها بعض الأصدقاء فعادت للغناء فى حفل 18 يونية 1970، وغنت لمصر وطننا الحبيب «يا حبيبتى يا مصر»، وغنت لأم كلثوم أغنيتها التى تحبها «غاب القمر يا ابن عمى»، وكانت أجمل كلمات التشجيع التى سمعتها من كوكب الشرق.

تاريخ عودة شادية للغناء بناءً على نصيحة كوكب الشرق جاء مواكبا لعيد الجلاء، وهو اليوم الذى رحل فيه آخر جندى إنجليزى عن أرض مصر، وكانت شادية ضمن الفريق الذى اختاره الموسيقار عبد الوهاب ليشدو بأول نشيد جماعى مصرى وهو «نشيد الجلاء» أو «قولوا لمصر تغنى معانا فى عيد تحريرها»، فوقفت شادية على المسرح بجانب عبد الوهاب، وعلى يمينها المطربة فايدة كامل، وعلى يسار عبد الوهاب، المطربون عبد العزيز محمود، وسعد عبد الوهاب، وعبد الغنى السيد، ومحمد عبد المطلب، فى 18 يونية 1956.

تألقت شادية عندما وقفت لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية «ريا وسكينة» مع سهير البابلى، وعبد المنعم مدبولى، وكانت التجربة الأولى والأخيرة فى تاريخها الفنى على خشبة المسرح، وقال عنها الأديب نجيب محفوظ  قبل أن تصبح بطلة مجموعة من أفلامه: «هى فتاة الأحلام لأى شاب وهى نموذج للنجمة الدلوعة وخفيفة الظل، وليست قريبة من بطلات أو شخصيات رواياتى»، إلى أن اكتشف قدراتها فى «اللص والكلاب»، وتأكد أنها ممثلة بارعة تستطيع أن تؤدى كل الأدوار.