نقطة نظام

السُنة والجماعات المتشددة

مديحة عزب
مديحة عزب

«قراءة فى كتاب».. كان هذا العنوان الذى اختاره جناح مشيخة الأزهر بمعرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام لعقد اللقاءات الثقافية التى تجمع بين مؤلف الكتاب وبين الجمهور.. وكانت المناقشة حول كتاب «الانحراف فى فهم السُنة عند الجماعات المتشددة»..

تحدث فيها الدكتور أيمن النجار مؤلف الكتاب وقال إن الكتاب يعالج قضية خطيرة تتعلق بالفهم الخاطئ لبعض الأحاديث النبوية والتى فهمها خطأ بعض المنتمين إلى التيارات المتشددة ممن تبنى العنف، حيث شوهت صورة الشريعة على أيدى هؤلاء الذين تعسفوا فى فهم هذه الأحاديث وجمدوا على ظواهرها من غير مراعاة لسبب ورودها وسياقها ولحاقها، فأنتجت فكرا معوجا يحتاج إلى تقويم ومواجهة علمية من أبناء هذا الدين وتوضيح وبيان وإظهار للصورة الحقيقية لهذا الدين العظيم..

وأكد المؤلف على أن من أهم أسباب الخلل فى فهم نصوص الأحاديث الشريفة هى انتزاع النص من سياقه وعدم مراعاة العام والخاص والمطلق والمقيد وأيضا عدم مراعاة أسباب الحديث وعدم معرفة دلالات الألفاظ والإغراق الشديد فى التمسك بظاهر النص وعدم النظر فى فحواه..

وقبل أن أسترسل فيما أضافه الدكتور أيمن النجار فإن لى وقفة هنا أتساءل فيها..

لما يكون قارئ الحديث أمامه كلمات واضحة قاطعة ساطعة سطوع الشمس حيروح ليه يدور على معناها عند الآخرين.. لما يكون عندى أحاديث قاطعة ساطعة تأمر بالذبح والقتل وغزو الأبرياء العزّل ويؤكد صحتها أئمة التراث الذين دونوها وحفظوها جيلا بعد جيل عبر مئات السنين، أنا كقارئ مش حاصدقهم ليه وحاروح أدوّر وراهم عن العام والخاص والمقيد والمطلق؟..

 يا دكتور أيمن علينا أن نعترف بأن هذه الأحاديث المنسوبة للرسول عليه الصلاة والسلام ظلما وزورا هى طامتنا الكبرى..

وحتى لا يحدث الانحراف فى فهم السُنة يجب معايرة كل ما ورد من أحاديث وروايات منسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم على كتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه..

فما وافق القرآن فهو بالفعل حديث لا خلاف حوله وما لا يوافقه فهو حديث مكذوب وغير صحيح ونحط صوابعنا فى عين اللى يتشدق به..

والأهم أن تكون لدينا الشجاعة لتنفيذ ذلك التطهير الذى طالما انتظرناه وتكون لدينا أيضا الجرأة للإعلان عن نتائج ذلك العمل الجليل الذى أحسبه جهادا خالصا لوجه الله تعالى ولتبرئة ساحة رسوله الكريم مما هو منسوب إليه ظلما وزورا.. لو فعلنا ذلك سنقضى على الحجج والذرائع التى يستند إليها الإرهابيون..

هل يعقل يا دكتور أيمن أن يكون الرسول نبى الرحمة قد قال «جعل رزقى تحت ظل رمحى» أو «بعثت بالذبح» أو «أمرت أن أقاتل الناس» أو ذنوب المسلم سوف تلقى يوم القيامة على كاهل غير المسلم» ورضاع الكبير وقتل المرتد وجهاد الطلب «من مات ولم يغز أو يحدث نفسه بالغزو فقد مات على شعبة من النفاق»..

وغير ذلك مما لا يتسع لها المكان ومما يتناقض مع القرآن الكريم..

ولما نعترض تقولوا إننا قطعنا النص من سياقه، قطعنا إيه والكلام واضح وضوح الشمس ولاّ المطلوب واحنا بنقرا الحديث نحط إيدينا فى جيوبنا ونطلع شوية كلام يلطفوا «القعدة»..

يا ناس اعلنوا أن الرسول برىء من روايات القتل والذبح والكراهية التى تخصم الكثير من الرصيد الإسلامى ولا تزال قابعة قنابل موقوتة فى صفحات كتب التراث والتى أخطر ما فيها أنه لا يخلو منها بيت مسلم واحد..

كلّ متنى وكلمتنى

طرقت الباب حتى كلّ متنى فلما كلّ متنى كلمتنى ، قالت يا إسماعيل صبرا قلت يا أسما عيل صبرى.. «استعراض متواضع لثراء لغتنا الجميلة»..

ما قل ودل:

إذا غضبت منك امرأة إياك تكلمها وإياك ماتكلمهاش، اتصرّف..