بسم الله

الاسراء والمعراج

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

 القارئ العزيز يحيى السيد النجار يتحدث عن معجزة الإسراء والمعراج، والتى شكلت للمجتمع الإنسانى معجزة تاريخية. وكان الحادث يبين صدق الرسول (صلى الله عليه وسلم) وبما يحقق قيمة العبادة الحقة لله عز وجل .. والرسالة لها لغة تبليغ وعلم وعمل .. والرسول (صلى الله عليه وسلم) استجاب لأمر ربه .. فخرج يدعو ويصلح .. ويبشر وينذر .. لإرساء قواعد الإيمان والحق والفضيلة .. والنبوة فى حقيقتها دعوة رحمة .. والإسلام هو دين الحق ..ويدعو أبناءه للإيمان بكل رسل الله (عليهم السلام) وبما حملوا للناس من الهدى والنور.
قوبلت دعوة الإسلام بعناد من المشركين والكافرين .. وقاموا بإيذاء الرسول (صلى الله عليه وسلم) والمؤمنين، خاصة فى عام الحزن لوفاة زوجته السيدة خديجة (رضى الله عنها) وعمه أبو طالب. اتجه الرسول (صلى الله عليه وسلم) نحو الطائف لعله يجد النصرة .. لكنه قوبل بمنكر من القول والأذى البدنى .. وعاد وقد دعا ربه . وجاءت العناية الإلهية للرسول (صلى الله عليه وسلم) برحلة مختارة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى . جاء ذكر الإسراء فى سورة الإسراء .. والمعراج فى سورة النجم .. ومن مشاهد المعراج بيان بأن تشريعات الإسلام تنسجم مع الفطرة الإنسانية .. وتعاليم القرآن والسنة دعوة لتشغيل العقل لأن مقاصد الدين الحفاظ علي: النفس والدين والعقل والمال والنسل. والرسالة تحذر من هبوط الأخلاقيات.. لأن الفطرة السوية تمثل صمام الأمان للابتعاد عن الشطط وأهواء النفس وإغراءات الشيطان.

مع ليلة الإسراء والمعراج جاءت فريضة الصلاة فى الإسلام . بالأمر المباشر .. بعكس أركان الإسلام الأخرى .. والصلاة جاءت مع كل رسالة إلهية .. وكانت قبلة المسلمين الأولى فى اتجاه المسجد الأقصى ..  واليوم المسجد الأقصى أسير .. وآيات سورة الإسراء تناولت الحديث عن بنى إسرائيل وإفسادهم فى الأرض .. وسعيهم الآن لتشريد الشعب الفلسطينى من الأرض المحتلة .. وهدم المسجد الأقصى .. بدعوى بناء الهيكل المزعوم.

دعاء: اللهم احفظ المسجد الأقصى