«حصلت على أحكام قضائية ضد زوجي ومازال هاربًا»

سلخانة تعذيب فى عش الزوجية| مريم: "في الصباحية.. جوزي شرب مخدرات وخمرة وكسر رجلي وإيدي"!

الزوج والزوجة
الزوج والزوجة

..عندما تزوجت ظنت أنها ستدخل الجنة بقدميها، لكنها اكتشفت بعد أيام قليلة أنها دخلت بقدميها إلى الجحيم ذاته، بعد أن تبين أن زوجها الذي طالما حلمت بالسعادة إلى جواره وبنيت قصورًا في الهواء لأيام لا تعرف سوى الفرحة والبهجة هو نفسه الذي لون حياتها بلون السواد وتحولت حياتها على يده إلى تعاسة دائمة، وبعد أن أدخلته إلى قلبها وحياتها بكامل إرادتها أخرجته من قلبها وطاحت به بعيدًا بطول ذراعيها.. ولكنها أصبحت معلقة لا بها متزوجة ولا أصبحت مطلقة، وكأنها تبحث عن طلاق مستحيل.. كيف حدث هذا؟!، ولماذا؟! سنجيب عنه في السطور التالية ونحكي مأساة ٧ سنوات عاشتها زوجة في زنزانة من الحرمان والمشاعر المكبوتة لينتهي بها الحال داخل محكمة الأسرة.

المجني عليها: حلق شعري وشوه وجهي وجسدي بـ 165 غرزة.. ولا يزال يطاردني في كل مكان

بدأت فصول تلك القصة منذ ٨ سنوات في منطقة الوراق، عندما شاهد ماهر، شاب في العشرينيات من العمر، موظف في إحدى الشركات، مريم أيوب، تلك الفتاة الجميلة، ذات الملامح الجذابة، فمنذ الوهلة الأولى تملكته مشاعر الحب منها، وقرر أن يتقدم لها، ومنذ المرة التي جلست فيها مريم معه شعرت أنه هو الفارس الذي طالما حلمت به، وظنت أنه سيكون سندها في الحياة، لم يكن لديها وقتًا طويلًا للتفكير، فوجئت به يريد أن يتمم زواجهما بعد ٧ أشهر فقط من فترة الخطوبة، ووافقت مريم، وسرعان ما تم زفافهما وسط حفل عائلي كبير حضره الأهل والأصدقاء، وانتقلت  للعيش معه في شقته الجديدة بمنطقة أوسيم.

الصدمة
منذ اليوم الأول في الزواج، شعرت مريم بالصدمة، تحطمت كل أحلامها وآمالها على صخرة الواقع الأليم، فجأة انقلبت حياتهما رأسًا على عقب، تبدلت الأحوال، وجدت نفسها أمام رجل غريب، يشرب الخمر والمخدرات داخل شقتها -حسب حديثها-، قررت أن تتحدث معه بهدوء، تصبر نفسها بأن ما وجدته عليه أمر مؤقت وسيعود لطبيعته، لكن صبرها طال، الأيام تمر وكأنها سنوات، تحولت حياتها إلى جحيم لا يطاق، وعندما واجهته انتهت المواجهة بتلقينها علقة ساخنة أدت إلى كسر قدميها وذراعيها، لم يكن أمامها سوى الصبر والتحمل، حتى شعرت بنبضات أول جنين لها داخل أحشائها، تملكتها السعادة، اعتقدت أن هذا الطفل سيكون سببا في إعادة الحياة لهما من جديد، ولكنه لم يتغير وازدادت الحياة بينهما سوءًا، وظل يعتدي عليها بالضرب حتى وهي حامل، حتى تركت البيت وعادت خائبة الأمل للعيش مع أسرتها من جديد، ظلت تعاني وحدها، حاول إرجاعها واعدًا إياها بصلاح أحواله، توسمت فيه خيرًا وعادت ولكنه تلك المرة أعد لها سلخانة تعذيب في عش الزوجية، شوه وجهها وحلق شعرها، وتحولت حياة تلك الفتاة التي كانت تهتم بجمالها وشعرها ووجهها إلى كابوس مفزع عندما تنظر إلى المرآة وتجد آثار الجروح، حياتها أصبحت مهددة الآن، تنتظر القتل على يد هذا الزوج في أي لحظة.

اقرأ أيضًا | «وجه آخر للشهرة».. فنانات تحت سطوة ضرب وتعذيب «الحبيب»

أعيش في كابوس
تواصلنا مع مريم لتحكي لنا مأساتها، فقالت بصوت هادئ حملت نبراته خليطًا من المشاعر المضطربة؛ اسمي مريم أيوب، عندي بنت عندها ٧ سنوات، مأساتي بدأت منذ ٨ سنوات، ابن خالي يعمل موظفًا في إحدى الشركات وكان لديه صديق يدعى ماهر، وعندما شاهدني أعجب بي وطلب الزواج مني، والحقيقة أنه منذ الوهلة الأولى التي شاهدته فيه، أدركت أنه سيكون سندًا لي، وهو فارس أحلامي الذي انتظره، تمت خطبتنا ٧ أشهر فقط، وسرعان ما تم زفافنا، ولكن كل ما حلمت به تحطم على صخرة الواقع الأليم،  فالشهور الأولى مرت عادية، وإن كنت بدأت ألاحظ اختلافًا بيننا في كل شيء، ولكني كنت أتجاهل هذا واجعل الأمور تمر، فهذا هو الزوج الذي اخترته لنفسي وصممت عليه، بدأت المشكلات تدب بيننا،  واكتشفت أنه يتعاطى المخدرات وكان دائم التعدي علي، وعندما حملت في ابنتنا الوحيدة اعتقدت أن حاله سينصلح ولكن ازدادت الحياة سوءً اعشت حياة عبارة عن عذاب في عذاب، فلم استطع أن استعيد مشاعري تجاهه».
صمتت مريم قليلًا، وكأنها ليس لديها طاقة لتشرح تفاصيل الألم الذي لا ينتهي، وكأنها ذهبت في عالم آخر تستعيد فيه ذكريات السنوات التي عاشتها.

واستكملت: «بعدما أنجبت طفلتي وأنا وحدي في بيت أسرتي، حاول إرجاعي وعندما عدت له وجدت سلخانة تعذيب في انتظاري، شوه وجهي وجسدي ب ١٦٥ غرزة، وحلق شعري، أتذكر تلك اللحظات الصعبة والألم الذي شعرت به وأنا تحت يد الأطباء وهم يحاولون إنقاذ حياتي، استيقظت وأنا مشوهة ولم أجد أمامي حلا سوى تحرير محضر بقسم شرطة إمبابة بما فعله معي، واعتقدت أني بذلك سأحمي نفسي، لم أكن أعلم أنني سألقي بنفسي داخل الجحيم أكثر وأكثر، انتصر لي القضاء وتم الحكم عليه بالسجن عام، ولكنه هرب، وأصبح يطاردني في كل مكان، اعتدى علي أكثر من مرة في الشارع، حتى أسرتي لم تسلم من شره، فشوه شقيقتي ب ١٢٠ غرزة، وضرب شقيقي وزوج شقيقتي، وأصبح يقف لي في الشارع يهددني، ورفعنا ضده قضايا كثيرة جاءت أحكامها كما أخبرني المحامي بالسجن ١٠ سنوات، منهم سنة واجبة النفاذ الخاصة بالاعتداء عليا، ورفعت قضية نفقة ولكن لا أعرف إلى أين وصلت؟».

صمتت قليلا ثم اختتمت حديثها قائلة: «أصبحت أعيش في كابوس لا ينتهي، استيقظ كل يوم مفزوعة وكأنه يقتلني، أصبحت انتظر الموت في أي لحظة على يد هذا الشخص، لا أتمنى سوى أن أتخلص من هذا العذاب، ولا أعرف كيف سيحدث ذلك فالطريق بيننا مستحيل، والطلاق أيضا مستحيل، ربما لو تم القبض عليه ونال جزاء ما فعله سأعيش في هدوء واطمئنان من جديد وأحاول أن ألملم جروحي وآلامي».