لهيب الحب يطفئه نداء «البوسطجي»| حب الخمسينيات.. مشاعر وصور وجوابات

صورة موضوعية
صورة موضوعية

«كان لك معايا أجمل حكاية فى العمر كله.. سنين بحالها ما فات جمالها على حب قبله».. كلمات غنت بها الست أم كلثوم لتعبر عن مشاعر ودفء الحب، ذلك الإحساس الذى يملك المحب ولا يتغير بزمان أو مكان، مهما اختلفت طرق التعبير، فروعه رسائل المحب تظل لها نفس البهجة كلما قرأها خاصة فى عيد الحب، فالآن سهلت وسائل التواصل الاجتماعى من إرسال تلك الرسائل، ولكن فقد المحبون بعض متعتهم التى كانت قديما تحيا مع الجوابات التى تحمل رسائل الحب».

 فكان المحب ينتظر نداء اسمه مصحوبا بكلمات «جالك جواب» على لسان ساعي البريد، ليستلم رسالة البهجة التى تكمن فى ورقة داخل جواب كتبت حروفها بلهيب المحبة والشوق، فقبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي فى العصر الحالي «الفيديوكول»، التى سهلت للمحبين اللقاءات والأحاديث، تميزت فترة الخمسينيات بجوابات الغرام الورقية عن طريق مكاتب البريد «البوسطة»، تلك الجوابات التى كان لها مذاق خاص لما كنت تحمله الكلمات والحروف من مشاعر تحرك كل ساكن داخل القلب. 

«اشتقت كثيرًا لحديثى معك عن تفاصيل يومي، أدرك مدى انشغالك فى هذه الفترة، فترجلت إلى خط الترام كما أعدتنا معا لم أشعر بالوحدة لأن صورتك لما تفارقنى.. حبيبتى رشا، تذكرينى دائمًا، إنك فى قلبى وإنني فى قلبك، وملائكة الرحمة تتولانا، وتحفظنا، سلامي وتحياتي»، تلك الكلمات التى كنت سأصيغها فى خطابي لحبيبتي وأم أولادى، هكذا أكد مصطفى هاشم.

وأضاف أنه من عشاق الجوابات الخطية، فكان سيستكمل خطابه بكلمات تتضمن «يا حبيبة قلبي وزوجتي رشا، أهديك كلمات عطرة برائحة الجورى والياسمين والفل، وأعبر لك عن بعض كلمات ومشاعر قلبى، كل سنه وأنتِ زوجتي وحبيبتي، والعام القادم أسعد وأجمل، وإن تحدثت عن الجمال فلا مفر من جمالك، وإن رغب القلب فى وصفك فالقمر فى نظرات عينيك الجميلة، فحين يسدل الليل أستاره، دعينا نصعد إلى السماء بسلالم موسيقية عريقة اللحن نبعثر النجوم ونعيد ترتيبها لنصنع وجها يشبهك ووجها يشبهنى يحكيان للكون عن أسطورتنا ويبعثان رسالة حب للعالم، وسأعيش من أجلك لأنك الوحيدة التى تجعلنى بخير رغم قسوة الظروف».

اقرأ أيضًا | سمسم شهاب يحيي حفلات عيد الحب في عمان

أما أحمد المصري فقال أن حبه لزوجته ندا راسخ فى الأعماق كشجرة عمرها آلاف السنين لذا سيرسل لها جواب كلماتها «عيد ميلاد سعيد يا أميرتى ندا.. لقد كبرنا فى العمر معاً وأصبحنا كياناً واحداً، نفكر مثل بعضنا، ويقرأ كل منا ما فى عقل الآخر، فنحن نعلم ماذا يريد الآخرون منا دون أن يطلبوه، صحيح أننا فى بعض الأحيان نشعر بقليل من الغضب تجاه بعضنا البعض، لكننا فى أحيان أخرى يشعر كل منا بأنه هبة الأخ، أكتب لكِ وأنا تأملت حياتنا معاً، وأدركت كم كنت محظوظاً لمشاركتى حياتى مع أعظم امرأة قابلتها، فأنت مصدر فتنتى وإلهامى، ولك عظيم الأثر على نفسى، أنت رغبتى الدفينة وسبب وجودي على الأرض.. أنا أحبك كثيراً».

ويقول محمد عباس، ان احب شىء لقلبه محاولاته لاثبات حبه لزوجته سواء بالكلمة او الفعل فيؤكد أن جوابه لزوجته سارة سيكون «إلى أعز فتاة على قلبى سارة، فى هذه اللحظة، يتوجب عليّ الجلوس لنسخ بعض أبيات الشعر، لكنني لا أستطيع مواصلة الكتابة، فلابد أن أكتب لك سطرًا أو اثنين لأرى إذا ما كان ذلك سيساعدنى على طردك من ذهنى حتى لو لفترة قصيرة، يا إلهى، لا أستطيع أن أفكر فى أى شىء آخر، فلقد جعلنى حبك أنانياً، فأنا لا أستطيع أن أشعر بوجودى دونك، فأنا أنسى كل شىء حتى أراك مجدداً، فلقد بدت حياتى وكأنها توقفت عندك ولم أعد أرى ما هو أبعد منك، ولا يمكننى أن أبوح بما أشعر به فى كل مرة أضع ذراعى حولك، فأنا أشعر وكأننى فى البيت، ربما ليس هناك الكثير من الأشياء التى نفعلها، ولكننا دائمًا نشعر بالبهجة ونلقى النكات معًا، فأنت لى وحدى.. حبك ترفى ومرحى.. انت حبى وعلاج جرحى.. حبيبتى، أنت التى تحدث عنها الشعراء فى أشعارهم، أنت من كتب فيكى التاريخ قصائدة، جميلتى كل عام والبهجة مرسومة على شفتيك، كل عام وأنت هنا».

ويقول إسماعيل عبدالعليم أن حبه لزوجته شيماء فهمى له مذاق خاص ازداد حلاوة بالأولاد فيكون الجواب الذى أرسله لها «حبيبتى وجنتى، كما أن نور الفجر لا يشرق إلا بعد ليل طويل، فقد أتى نورك لينير لى ظلام أيامى، ما زلت أذكر أول لقاء جمعنا وأول حوار بيننا، حقا لا أصدق مرور كل هذه السنين ونحن معا، تحملتِ فيها الكثير وضحيت فيها بالكثير، حتى منّ الله علينا بابنتينا إيثار وأروى، ومع ذلك فإن الكلمات تعجز عن التعبير ولكن أخيرا ودائما أدعو الله بأن نظل معا ما دامت فى الأجساد حياة، ملاكى.. كل ما أملك.. نفسى المقربة إليّ، أكتب إليك بعض الكلمات اليوم بقلمك الرصاص، أكتبها اليوم وليس غداً، لأننى لا أريد تضييع الوق، هل يمكن أن يدوم حبنا إلى الأبد من خلال التضحيات، ودون أن يطالب أحدنا الآخر بأى شىء، هل يمكنكِ تغيير حقيقة أنك لست كلك لى وأنا قريبا كلى ملك، يا إلهى، فلننظر إلى جمال الطبيعة ونُريح قلوبنا بما يجب أن يكون، فالحب يتطلب كل شىء، وهذا عادل جداً، وبالتالى فأنا لك وأنتِ لى، فأنا قلبى مليء بالعديد من الأشياء التى أريد أن أقولها لك. فابتهجي، وتذكرى أنك حقيقتى، وكنزى، فكلى لكِ، لا توجد كلمات مكتوبة يمكن أن تعبر بشكل كاف عن عمق حبنا لك، نعلم جيداً كم نحن رائعون جميعا معاً كعائلة، لذا هلا حاولتِ أن تكونى قوية كما أنت، إيماننا بالله ثم بك سيقوينا، فحبنا الكامل لك سيدوم إلى الأبد وسنكون إلى جانبك بكل حبنا يا أروع زوجة».

ويقول إسلام محمد أنه كان يظن أن الحب أكذوبة إلى أن دق قلبه لزوجته أمنية، ويؤكد أنه مهما كتب فى جوابات لن يستطيع التعبير بحبه الحقيقى لزوجته فيكون جوابه «أيتها الفتاة الصغيرة.. السعادة بداخلك، لذا افتحى سلاسل قلبك، ودعى نفسكِ تنمو وتتفتح كالزهرة الجميلة، فأنتِ حياتى، فى حبك احتواء.. وفى عشقك ارتواء.. وفى حديثك جل غناء.. وفى نظرتك ارتقاء.. احببتك بكل نقاء وصفاء، حبك علمنى ابجدية المراكب.. حبك علمنى مسارات الكواكب.. صباح الحب يا عجب العجائب، لأجلك أنتِ وحدك أعلنها حبيبتى أن السعادة التى أعطيتينى إياها أكدت لى أن الحب اجمل ما فى الوجود لذلك أتقدم إليكِ برسالة حب».