لحظة سكينةلحظة سكينة

أخلاقيات سياسية

سكينة سلامة
سكينة سلامة

أن أتحدث عن كتاب حكاوى السياسة للنائب المهندس أشرف رشاد الشريف على أن أشيد بالإهداء فى مقدمة الكتاب. هو إهداء إلى شاب صحفى طموح وافته المنية أثناء أداء عمله.

لفتة صادقة من الكاتب فى المقدمة تخبرنا بالكثير عن هذه الشخصية الوفية. ولكن ما لفت نظرى فى الإهداء هو أنه يلخص هدف الكاتب بوضوح.

فهو يكتب لكى يأخذ على يد الشبان والشابات الذين يودون الانخراط فى العمل العام والعمل السياسى بالأخص.

يقدم الكاتب عدة نصائح للشباب من خلال تجربته الشخصية فى العمل السياسى. يحاول جاهدا أن يمهد لهم الطريق وأن يلخص لهم ما يجب ولا يجب فعله كسياسى.

التأنى، الحذر والتفكر فى كل خطوة هى صفات يدعو الكاتب هذا الجيل إلى محاولة التحلى بها. يحثهم الكاتب على اتخاذ قرارات متزنة وعدم السماح لمشاعرهم بالتحكم بزمام الأمور.

يدعوهم إلى الحلم وعدم افتعال الخصومة واكتساب الأعداء بسبب كلمة أو فعل طائش لم يحسب حسابه.

يحاول الكاتب أن يجعلنا نرى بعينيه كيف أن الحياة السياسية ليست وردية وليست طريقا ممهدا، فدخول تلك الحياة محملا بالنوايا الصادقة فقط ليس كافيا، عليك أن تتسلح بمهارات عدة من أهمها القدرة على التواصل الفعال مع الآخرين، المرونة وكذلك الصلابة.

يساعد الكتاب فى تهيئة الشباب لأعراف السياسة وكيفية التعاطى معها والتأكيد على أنهم لا يمثلون أنفسهم فحسب بل يمثلون قطاعات من الناس وكذلك مؤسسات ينتمون إليها وعليهم التصرف وفقا لذلك لا وفقا لأهوائهم وآرائهم الشخصية فقط.

يحاول الكاتب أن يساعد الأجيال الشابة فى تجنب الأخطاء التى قد يقعون فيها بسبب حداثة معرفتهم بعالم السياسة، وحسن نواياهم وحماس الشباب واندفاعهم الذى قد يكون سببا فى انجرافهم فى طرق لم ينتوا السير فيها.

وأخيرا ينصح الشباب بعدم التخلى عن مبادئهم وقيمهم، فالصدق مع النفس هو البوصلة التى يجب ألا تفقدها كى لا تفقد ذاتك ، الأمر السهل فى خضم ما قد تجده من مغريات.