مرفت عمر تكتب: عن "خصب" بين سحر السينما والشاطئ

الكاتبة الصحفية مرفت عمر
الكاتبة الصحفية مرفت عمر

مشاركتي في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة لمهرجان سينمانا الدولي الرابع الذي اختتم فعالياته منذ أيام قليلة في ولاية خصب بمحافظة مسندم سلطنة عمان، كانت مثمرة على عدة أوجه بداية من وصولنا إلى مسقط  فإبحارا إلى مسندم عابرين الحدود مع دولة الإمارات ومضيق هرمز، وصولا لولاية خصب ذات الطبيعة الخاصة جدا.
فقد حرصت إدارة المهرجان على توزيع فعاليات دورتها الرابعة بين مسقط ومسندم وخصت الأخيرة بالنصيب الأكبر بعد تحول مسابقات المهرجان من العربية إلى الدولية، فكان الافتتاح في مسقط مع ندوات متخصصة عن السينما المستقلة تحدث فيها صناع السينما من عدة دول، كانت تجاربهم محط اهتمام الحضور العماني بكل فئاته العمرية والثقافية وملاذا لمشاريع تلهث وراء سحر الشاشة الكبيرة.
في الصباح الباكر لليوم الثاني أبحرت العبارة شناص في الخليج العربي متجهة أقصى الشمال وسط الطبيعة الساحرة والشتاء الدافئ، وفي ولاية خصب تم استكمال فعاليات المهرجان في برنامج مكثف تضمن عروض الأفلام المشاركة في النادي الرياضي وجمعية المرأة العمانية وحصن خصب، مع عدد مميز من الندوات السينمائية والورش المتخصصة، فجاءت الندوات لمناقشة المختصين في أفق أرحب للسينما العربية والخليجية وابرز ما يميزها وألية تطويرها لتنافس بقوة السينما العالمية، إلى جانب أزمات الجيل الحالي في صناعة افلامه ورؤيته لتجاوزها، مع تأثير السينما على السياحة والسياحة على السينما وكيفية الاستفادة من الأماكن السياحية بصورة أفضل في الترويج لها.. إلى جانب ندوات النهوض بالمرأة العمانية.
اما الورش فكانت شاملة للإخراج والتمثيل والسيناريو والنقد فاستقطبت شباب خصب للاستفادة من خبرات المحاضرين لتحويل افكارا دارت في مخيلتهم لأعمال سينمائية، خاصة وأن عددا منهم لديه سابقة أو اثنتين، أو شرع في كتابة قصة بهدف تحويلها لفيلم سينمائي..
هنا يجب أن أشير إلى جغرافيا ولاية خصب الملهمة للكثير من الأعمال الفنية، فقد حباها الله بإطلالة ساحرة على الخليج وجبال ذات درجات لونية بديعة وطقس دافئ جدا في الشتاء، وهي بمثابة المكان الأكثر قربا لقلوب الشعب الإماراتي لقضاء عطلاتهم الأسبوعية، خاصة وأن عبور الحدود من أيسر ما يكون، ذات الأمر بالنسبة للعمانيين، والمدهش أن تلك البقعة الساحرة التي أتاح لنا مهرجان سينمانا رؤيتها لا تحظى بالترويج السياحي الذي تستحقه، مع تسهيلات كبرى للتصوير بها في ظل محافظ فنان هو الوزير إبراهيم بن سعيد البوسعيدي، حيث حرص على استقبالنا من اللحظات الأولى لوصولنا محافظة مسندم والوقوف على كافة تفاصيل المهرجان ومشاركتنا بآرائه وعشقه للفنون والثقافة، مع تنظيم زيارة لأحدث المشروعات في خصب وهو السلك الانزلاقي، بعد صعودنا لأعلى قمم جبال خصب.
احتفظت خصب بتقاليدها في المظهر والمأكل وغيرها وقدم مواطنوها معرضا على هامش فعاليات المهرجان للأسر المنتجة تضمن أطعمتهم اللذيذة التي لن تتذوقها إلا من إيديهم وملابسهم التي اتسمت بالشغل اليدوي وأدوات ارتبطت بتغطية الأطعمة أو حفظها مع المخللات والحلويات والشنط والمفروشات جميعها من صنع أيديهم، فالضيف الذي يحل على خصب سيحظى بزيارة متكاملة تشمل الشاطئ والدلافين والسفاري واقتناء الهدايا واقتناص الصور.