خصصت مكانًا لإطعام الفقراء وتجمع التبرعات لترميم منازل غير القادرين

«الست عزيزة».. أيقونة «حب الخير»

الست عزيزة
الست عزيزة

لا ينحصر «عيد الحب» فى العشق والرومانسية، بل إن هناك حكايات كثيرة تعكس طاقات حب الخير، وفى هذا التقرير نرصد أشهر حكاية بطلتها سيدة أصيلة وهبت حياتها لمساعدة الفقراء والمساكين والمشردين.

«الست عزيزة»، تعبير صادق عن حب الخير، إذ لا تغلق أبوابها أمام من يقصدها سواء كان لطلب الطعام أو الكسوة أو الفرش وترميم منازل غير القادرين وحمايتهم من البرد الشديد، ففى منطقة مطار إمبابة أسفل كوبرى عرابى بمحافظة الجيزة تجلس عزيزة عبدالعليم مع فريق عملها.

وهكذا بدأت حديثها: «وهبتُ حياتى لخدمة الله وحب الناس، وأقيم هنا فى غرفة صغيرة، وعندما أطعِّم الفقراء المساكين والمشردين، أشعر بسعادة كبيرة، فهؤلاء أغلى ضيوف على قلبى، لذا أقدِّم لهم أغلى وأفضل الوجبات».


وتروى الست عزيزة حكايتها: «أنا من محافظة المنوفية، ولدىّ سبعة أشقاء، وفى طفولتى كنت أشعر بالجوع والبرد، وفى شهر رمضان كنت أنا وأشقائى نفطر على العيش الناشف والجبنة، وفى عز برد الشتاء نشعل الفرن البلدى وننام فوقه لنشعر بالدفء، ثم تزوجتُ وجئت إلى القاهرة وعشت مع زوجى وحماتى فى حى إمبابة.

وكنت دائمًا أفكر فى أهلى وجيرانى الذين يعيشون نفس الجوع وكيف أطعمهم؟ وذات مرة جمعت 200 جنيه وجهزت بقيمتها 25 شنطة أكل، وذهبت بها إلى جيرانى الذين يموتون جوعًا، وفى طريق العودة شعرت بسعادة كبيرة وأن لدىّ طاقة خير وحب لجميع الناس، فقررت الاستمرار ولو على نطاق ضيق.

وجمعت تبرعات مادية وعينية من الجيران والمعارف وجلست فى زاوية شارع بحلتين ووابور غاز، حيث أجهز الطعام فى المنزل واستكمل تحضير باقى الوجبات فى الشارع لإطعام الفقراء والمساكين».


وتواصل: «من هنا بدأت العمل فى حب الخير للناس، وكان عمرى وقتها 25 سنة، ووافق زوجى على عملى هذا وكانت حماتى الداعم الأساسى لى حيث تقوم بالتبرع لشراء الأدوات والمواد الغذائية، إلى أن لاحظ رئيس الحى السابق محمد نور ما أقوم بعملة فى الشارع من إطعام للفقراء يوميًا، وذات يوم اتصل بى وعرض علىّ الحديقة الموجودة فى شارع مطار إمبابة لأجلس فيها وأطعم المحتاجين، ففرحت جدًا».


تضيف: «بمرور الوقت جمعت تبرعات من أهالى الخير وبنيت قاعة أقدِّم فيها الخدمة للمحتاجين، كما أننى أستغل نفس المكان فى إقامة الأفراح مجانًا لغير القادرين، ونتكفل بالفرح وفستان العروس، كما تكفل أحد المتبرعين من أهل الخير بإنشاء غرفة لتبريد الأطعمة، وتبرع آخرون بأموال لشراء سيارة مستعملة لنقل الخضراوات والعجول التى نذبحها ونوزع لحومها على المحتاجين، وغيرها من التبرعات مثل البطاطين والملابس».


وتوضح الست عزيزة: «هناك جدول أسبوعى لسُفرة أهل الخير.. يوم للمشاوى مثل الكفتة والدجاج ويوم للكبدة والحواوشي، ويوم للطبيخ ويوم عدس، والعشاء يكون ساندويتشات جبنة وحلاوة، ونعمل يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثانية عشرة ليلاً، ولدينا عربة خاصة بالمشروبات الساخنه والباردة صيفاً وشتاءً، والقائمون على الخدمة فريق عمل محبى الخير من الطبقة الكادحة ويعملون مقابل أجر رمزى، ونوفِّر أماكن مبيت للمحتاجين، وأقوم بجمع التبرعات لترميم مساكن غير القادرين، حيث يتم عمل أسقف وترميم الحوائط، وكل هذا الخير بدعم المتبرعين»

اقرأ أيضاً | «الدبدوب» راحت عليه!.. عبر عن حبك بـ«هدية مودرن»

نقلا عن مجلة آخر ساعة

2023/2/13