الطريق الى «الجمهورية الجديـدة» يبدأ من سيناء

«السويس»: 19 ألف فدان لإنشاء ثانى أكبر مدينة ذكية

ماكيت المدينة قبل التنفيذ
ماكيت المدينة قبل التنفيذ

«الجلالة».. «رفح الجديدة».. و«التجلى الأعظم» عبور جديد

المنتجع الأكثر جذباً للسياحة باستثمارات 100 مليون دولار

تحولت أنظار القيادة السياسية خلال الفترة الأخيرة لإحداث طفرة فى المشروعات التنموية والسياحية فى إقليم القناة وسيناء لجذب المزيد من الاستثمارات للمنطقة مما يعود بالنفع على أهالى هذا الاقليم ويفتح مجالات عدة لفرص العمل للشباب، فى السويس تحولت هضبة الجلالة البحرية إلى مشروع سكنى سياحى تعليمى على أعلى مستوى.. وفى شمال سيناء كانت هناك أيادٍ تدحر الإرهاب وأخرى تواصل التنمية لتخرج إلى النور مدينة الجيل الرابع رفح الجديدة فى أقصى شرق الاقليم.. أما فى محافظة جنوب سيناء جاء مشروع التجلى الأعظم فى سانت كاترين ليرتفع بمعدلات السياحة الدينية فى مصر إلى التصنيف العالمى.. بحرى والصعيد يضع هذه المشروعات العملاقة فى دائرة الضوء فى هذا الملف.

 

قبل نحو 10 سنوات أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى رغبته واهتمامه بكسر مركزية العاصمة القاهرة، بإنشاء مدن جديدة تستوعب طاقات بشرية وهيئات ومؤسسات حكومية أو خاصة، وهو ما يمكن اعتباره إعادة تشكيل الخارطة الاقتصادية والسياسية والثقافية فى مصر، بما يخدم الطموح المصرى نحو الجمهورية الجديدة.


عقب ذلك مضت الدولة المصرية وبدعم من القيادة السياسية فى وضع خطة قومية لإنشاء المدن الجديدة، والتى تعد الحل الأنسب للتوسع العمرانى واستيعاب الكثافة السكانية المتزايدة وحل مشكلة الإسكان، وتبنت الدولة مخططًا استراتيجيًا للتنمية العمرانية فى مصر، يستهدف زيادة مساحة المناطق المعمورة، وإنشاء التجمعات العمرانية والمدن الحضارية، بهدف تخفيف الازدحام عن المدن القديمة، ومجابهة الزيادة السكانية المطردة.
رؤية مصر 2030
وبدأت الدولة فى عام 2015 فى تنفيذ 14 تجمعًا عمرانيًّا جديدًا فى شتى أنحاء الجمهورية، تتسم بطابع المدن الذكية، من بينها مشروع مدينة ومنتجع الجلالة جنوب محافظة السويس، وهى المدن التى تتفوق فى تلبية احتياجات المواطنين فى كافة النواحى الحياتية من خلال التقنيات التكنولوجية التى توفر الوقت والجهد وتسعى إلى توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للتعلم والإبداع تسهم فى توفير بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة.


استعدت مصر لدخول عصر المدن الذكية ورصدت الحكومة لتنفيذ تلك المدن ميزانية خاصة، ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتنفيذها وفق برنامج زمنى محدد وبحسب المقاييس العالمية، وفقاً لاستراتيجية التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030.


الجلالة.. مدينة عالمية متكاملة
تعد مدينة الجلالة التى جرى إنشاؤها على جبل الجلالة البحرية المشروع العملاق الأضخم فى مصر بعد مشروع العاصمة الإدارية الجديدة من حيث الإنشاءات والمساحة، ويشمل العديد من المشاريع منها مدينة الجلالة والتى أقيمت على مساحة 19 ألف فدان أعلى هضبة جبل الجلالة.
وتتميز الجلالة كونها أكثر المناطق جذباّ للسياحة الداخلية والخارجية، ويرجع ذلك إلى ارتفاع مستوى المدينة عن سطح البحر مما يُعطيها ميزة مُناخية تتمثل فى انخفاض درجة الحرارة 10 درجات مقارنة بالمناطق المجاورة لها، فضلاً عن تمتعها بالشواطئ الساحرة.


كما اجتذبت مدينة الجلالة استثمارات تتجاوز قيمتها نحو 100 مليون دولار، فى عامى 2019 و2020، وجرى التخطيط لمدينة الجلالة العالمية بحيث تضم منتجعاً سياحياً ومشفى سياحياً كما جرى تنفيذ كورنيش عام بعيدًا عن المنتجعات السياحية ليستمتع سكانها بالبحر، وتشمل المدينة عمارات سكنية متميزة وأخرى متوسطة لمحدودى الدخل وكذلك جامعة الجلالة التى افتتحها الرئيس السيسى فى سبتمبر 2020.


حضن الجبل
وجرى تنفيذ منتجع الجلالة السياحى فى حضن الجبل على ساحل خليج السويس على مساحة أكثر من 5000 فدان، وينقسم المنتجع إلى منطقتين، إحداهما جرى إنشاؤها فوق الجبل على ارتفاع أكثر من 700 متر فوق سطح البحر، والمنطقة الثانية أسفل الجبل وتقع على شاطئ خليج السويس، يربطهما طريق داخلى أشبه بالمعجزة تم شقه وسط الجبل فى شكل هندسى رائع.
مجتمع تنموى حضارى
مشروع هضبة الجلالة مشروع تنموى بدأ العمل به من خلال أبحاث ومجسات للتربة على جانبى الطريق حيث خيرات تلك الأرض وما تحتويه من مواد خام مثل الطفلة والبانتونايد والكاولينا ورمال الزجاج وأكسيد الحديد، كما جرى إنشاء 3 محطات معالجة لمياه الصرف الصحى فى هضبة الجلالة وتصلح هذه المياه بعد المعالجة للزراعة، كما جرى إنشاء محطة كهرباء ذاتية للمشروع من خلال خط مستقل للمدينة والمنتجع السياحي.
واستهدفت الدولة من المشروعات المقامة على جبل الجلالة خلق مجتمع تنموى حضارى جديد يتضمن كافة الخدمات السكنية والتجارية والتعليمية والسياحية للمنطقة التى تتمتع بطبيعة خلابة ذات طابع سياحى فريد من حيث الطبيعة الجبلية والساحلية، ووفرت مشروعات الجلالة أكثر من 150 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة فى كافة المجالات.


المنتجع الساحلى
نفذت الهيئة الهندسية بسواعد العاملين فى شركات الإنشاءات منتجع الجلالة السياحى على شاطئ خليج السويس بمنطقة «رأس أبو الدرج» ويطل مباشرة على البحر، ويضم المنتجع فندقين أحدهما جبلى وآخر ساحلي، الجبلى يضم 300 غرفة و40 شاليه، بينما الساحلى يضم 300 غرفة و60 شاليه، إلى جانب غرف وأجنحة مختلفة المستويات ومول تجارى ذكى يعتبر أول مول تجارى ذكى فى مصر وإفريقيا على مساحة 10 أفدنة، يضم العشرات من المحلات التجارية بمساحات مختلفة تناسب كافة الأنشطة.. زائر المدينة الكائنة فوق الجبل سيشاهد حجم الإنجازات الضخمة على ارتفاع يزيد على 700 متر فوق سطح البحر، هنا تستقر ثلاثة «كمبوندات» ضخمة مرسومة بشكل معمارى فريد على هيئة فيلات تطل على البحر من ارتفاع شاهق جدا، والتى جرى طرحها على المستثمرين، كما يرى كورنيشاً جبلياً بشكل فريد يرى البحر من ارتفاعات كبيرة جدا، يزينه مطاعم ضخمة بدأ تشغيلها فى 2020.


الكورنيش الجبلى
الكورنيش الجبلى جرى إنشاؤه أعلى قمة الجبل وتقع على جانبيه مطاعم فخمة، تشاهد وأنت جالس داخلها منطقة خليج السويس بالكامل، كما تشاهد أرض سيناء على الضفة الأخرى من الخليج.
ومن فوق الجبل لا تخطئ العين حجم الإنجاز الضخم فى مشروعات البنية التحتية، حيث جرى بالكامل من كل شبكات الطرق داخل المدينة وشبكات المياه والصرف الصحى والكهرباء وغيرها من مرافق البنية الأساسية قبل أكثر من عامين، إضافة لخزانات ضخمة للمياه تكفى مليون شخص يوميا فى حالة انقطاع المياه.


داخل المنتجع هناك 4 محطات رفع مياه عملاقة على جانبى الطريق لرفع مياه الشرب من محطة التحلية الموجودة أسفل الجبل إلى أعلى الجبل تغذى مدينة الجلالة بما تحتويه من منشآت عملاقة بمياه الشرب.


فى سفح الجبل هناك وعلى شاطئ البحر تتشكل لوحة فنية ذات منظر خلاب ورائع يضاهى أجمل منتجعات العالم بل يتفوق عليها فى التصميمات الهندسية الرائعة والمناظر الخلابة.
الفندق الساحلى
أعمال الإنشاءات والتشطيبات انتهت فى الفندق الساحلى بسفح الجبل، وبدأ يستقبل زواره قبل عامين، وجرى تصميم الفندق وتنفيذه على أحدث الطرق الهندسية والتصميمات المعمارية ليكون تحفة فنية وعلامة مميزة للمشروع.


ويتكون الفندق الساحلى من دور أرضى وبدروم و4 طوابق متكررة ويوجد به 260 غرفة و34 جناحاً و3 غرف لذوى الاحتياجات الخاصة، والدور الأرضى يضم قاعة للمؤتمرات تستوعب 400 فرد، إضافة إلى 4 قاعات فرعية مساحة القاعة الواحدة 100 متر مسطح، أما البهو الرئيسى للفندق فجرى تنفيذه على أعلى مستوى، ويضم مطاعم مختلفة بخلاف المطعم الرئيسى للفندق.


ويتميز الفندق الساحلى بحمام السباحة الرئيسى والمطعم الملحق به، كما يوجد بالدور الرابع بالفندق نادى صحى، ويحتوى الفندق على جراج مكون من طابقين، إضافة إلى 28 فيلا فندقية ملحقة بالفندق، و48 شاليها ملحقاً تطل على البحر مباشرة، و96 شاليه نماذج مختلفة، وجاء تخطيط المساحات الخالية من الإنشاءات كمسطح بمساحات خضراء كثيرة وحمامات سباحة، كما توجد نافورة راقصة أمام الفندق وأماكن انتظار تسع 400 سيارة.
المنطقة الترفيهية


بجوار الفندق الساحلى يقع المركز الترفيهى ويضم 6 مبان هى مبنى «A» مبنى خدمات المارينا ويحتوى على 12 كافيتريا و22 بازارا و36 مطعما، ومبنى «B» مجمع الكافيهات والكافيتريات يحتوى على 114 محلا وساحتين للاحتفالات، ومبنى»G» المول التجارى ويحتوى على 232 محلاً، و4 مطاعم كبرى ومبنى «D» المركز الترفيهي، ويحتوى على 59 محلاً، و6 كافيتريات، و8 قاعات للسينما، ومنطقتين للألعاب الإلكترونية، وصالة للتزحلق على الجليد ومبنى»E» مجمع المطاعم ويتضمن 49 مطعما و93 محلا وساحة احتفالات وموقف للسيارات يتسع 800 سيارة ومبنى «F» الهايبر ماركت، ويتضمن هايبر ماركت ضخماً و20 محلاً أخرى ونافورة فى الوسط.
أكبر تليفريك فى الشرق الأوسط
يعد تلفريك الجلالة أكبر تلفريك موجود بمنطقة الشرق الأوسط، ويضم محطتين إحداهما أعلى الجبل ومحطة أسفل الجبل، ويتكون من 23 عموداً، يبلغ طول مسار التلفريك 4500 متر، وعلى ارتفاع 665 متراً فوق سطح البحر، تتسع كل كابينة لعدد 10 أشخاص.. وتتكون عربات تلفريك الجلالة من 9 كبائن، كما توجد كبائن بأرضية زجاجية لهواة التصوير والسياحة، وكبائن مجهزة لاصطحاب الدراجات الهوائية، ومجهزة أيضا بخلية شمسية وتزويد العربة بالطاقة الكهربائية لتشغيل أجهزة الراديو وفتح وغلق الباب عند دخول المحطة، وهناك عربات لذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن والأطفال.. وينتظر منتج الجلالة إشارة الرئيس السيسى بافتتاحه رسمياً، بعد الطفرة الكبيرة التى جرى تنفيذها فى قطاعى العقارات والاتصالات خلال إنشاء المشروع، وتستهدف الدولة من الجلالة تحقيق التطور التكنولوجى فى إطار التحول إلى المجتمع الرقمى الذى يسهل من الخدمات المقدمة للمواطن.. لا تقتصر أهمية المدن الذكية فقط فى التطوير والابتكار والنقلة النوعية فى نمط حياة المواطن فحسب، بل أن الأمر يتخطى ذلك وعدم وجودها فى المستقبل سيظهر مشكلة جديدة وهى كيفية إدارة المدن، التى يتزايد عدد سكانها، وتحتاج إلى كم هائل من الموارد والموظفين لإدارتها.