كلام على الهواء

وقفة ضرورية

أحمد شلبى
أحمد شلبى

لماذا توقفت أخلاقنا عن الالتزام وقت الاختلاف وأصبحنا نتراشق بألسنة حداد ضد بعضنا البعض وهى صفة -والعياذ بالله- من صفات المنافق الذى إذا خاصم فجر حتى صارت حروبا كلامية ومواقع للتشهير؟!
لنا فى رسول الله  القدوة الحسنة علينا أن نتحاشى الوقوع فى براثن الشيطان الذى يسر من إشعال الحرائق بين الأخوة وحتى بين أبناء الوطن الواحد.
سيدنا محمد  جاء ليتمم مكارم الأخلاق وكان خلقه القرآن وما كان فاحشاً أو متفحشاً فى قوله سواء مع الكفار أو المنافقين.. حتى إنه طلب من الصحابة والمسلمين ألا ينادى أحد منهم عندما آمن عكرمة بن عمرو بن هشام بكنيته قبل الإسلام «الجهول بن أبى جهل» وهى صفة عندما كان على الكفر ويحارب الإسلام والمسلمين هو وأبوه بما أوتيا من قوة ومال وجهل.


حادث الإفك أيضا رأب الله الصدع فيه بكشف الحقيقة وعاتب سيدنا أبا بكر  عندما قرر أن يمنع عن أحد الذين تقوَّلوا على السيدة عائشة بالبهتان ما كان يعطيه من مال، ووجَّهه بأن يعفو ويحسن إليه كما كان.


هذا الحادث كشف لنا كيف تسن الألسنة دون أن تتبين الحقيقة وتتهم دون دليل حتى ينتشر الأمر وتتسع دائرته حتى نزل قول الله ليكشف الجميع أمام أنفسهم أولا وأمام الناس ثانيا فما بالنا وقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى تنشر الحقائق مشوهة وأيضا يلوك بألفاظ فيها الشماتة والإهانة والاتهامات لبعضنا البعض وكأننا فقدنا وقت الاختلاف الرجل الرشيد؟!
نحن فى حاجة إلى منظومة أخلاقية لإدارة الأزمات دون التهييج والإثارة بين الإخوة ونشر العداء بين أبناء الوطن الواحد أو بين الشعوب كما جاء فى الآية الكريمة «ادْفَعْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ».. بالأمس كان لدينا ثقافة الاحترام وقت الاختلاف رغم وجود بعض الحالات الشاذة ولكن مع اتساع التواصل الاجتماعى صارت الجعجعة وقت الاختلاف أشد ضراوة وقد تغلق أبواب العودة والتعاون بين الشعوب. لابد من استدراك وإدراك الأمر أن الاختلاف سنة كونية وليس معركة والاحترام واجب بين الناس طالما لم يصل الأمر إلى الاعتداء عليهم والرد يجب ألا ينسى الفضل بين الناس.. هل من وقفة تحول دون أن يتصارع ويتسارع الناس فى نقل أى اختلاف ويزيده ناراً.. حتى يحقق الترند المزعوم؟!