عاجل

مشوار

ألفا الموسيقى العربية

خالد رزق
خالد رزق

نحو الألف لحن وربما تزيد وضعت الموسيقار المبدع الراحل محمد الموجى ليس فى صدارة قائمة الملحنين المصريين غزارة بالانتاج و إنما فى القائمة العالمية لمبدعى الموسيقى ، و الموجى لأجيال بحكم الزمن ربما فاتها التعرف إليه قدم عشرات الألحان التى عاشت لأعظم أصوات عصره ، أم كلثوم ووردة الجزائرية و فايزة أحمد و عبد الحليم وشكل و الأخير ثنائياً ذهبياً أشتركا بتقديم أكثر من 80 أغنية تنوعت ما بين العاطفية والوطنية و حتى الأدعية الدينية ، و فى ذلك يكاد يجوز الجزم بأن الموجى ملحناً هو رفيق درب العندليب الأسمر ، سيما و أن أول أغنية عرفت بها الجماهير المصرية « حليم « كانت صافينى مرة وآخر أغنية ودع بها جمهوره وهى قارئة الفنجان كلتاهما من ألحان الموجي..

و الموجى و هو موهبة متدفقة حرة لم يدرس الموسيقى ، و إنما تلقاها عن والده الذى كان يعزف العود و الكمان فتعلم العزف على العود قبل أن يبلغ العاشرة ، و بعد تخرجه من مدرسة الزراعة عمل بتخصصه عامين قبل أن يتجه للعزف ثم التلحين الذى قدمه على الغناء بعدما ظهر على الساحة عبد الحليم ووجد فيه الفنان الحقيقى والملحن الموهوب الأفضل تعبيراً عن حسه اللحنى .


لحن الموجى للوطن و للحب و للرب و على ذلك لم تتكرر بأعماله جملة موسيقية واحدة فعاشت بوجداننا فريدة فى مكانتها فمن منا و بالأقل من جيلنا الماضى بطريقه إلى الستين لم يغن مع الست للصبر حدود ، و من منا لم يسمع لعبد الحلم ملحمة أدهم الشرقاوى و لا إلتاع و هو يردد معه كلمات مشيت على الأشواك و جيت لأحبابك لا عرفوا إيه وداك ولا عرفوا إيه جابك من شعر الراحل عبد الرحمن الأبنودى فى أغنية أحضان الحبايب ومن عساه ينسى حبيبى لولا السهر لنجاة و أكدب عليك لوردة و شباكنا ستايره حرير لشادية ولا حيران و ليه يا قلبى و غنتهما فايزة أحمد. .
بإختصار فإن الموجى هذا الملحن العصامى ، شكل جزءاً مهماً من تراثنا الموسيقى و بقى فى وجداننا عندما نحب ونعيش الحب أو نفقده عندما نغنى للوطن و عندما نبتهل إلى الله ، وموسيقاه من أبدع ما يكون وهى تستحق أن تحفظ بنغماتها ذاتها ومن دون كلمات و أن تطرح على آذان الأجيال الجديدة ،عسى أن نرتقى .