فى الصميم

مؤتمر القدس.. ورسائله المُهمة

جلال عارف
جلال عارف

الرسائل عديدة ومهمة من انعقاد مؤتمر القدس بالجامعة العربية بحضور الرئيس السيسى والعاهل الأردنى والرئيس الفلسطينى فى هذا التوقيت الذى تتصاعد فيه التهديدات الإسرائيلية لقدسنا العربية المُحتلة من جانب حكومة هى الأكثر تطرفًا والأشد عداء لكل ما هو فلسطينى أو عربى.


أولى الرسائل وصلت بالفعل مع انعقاد المؤتمر لشعبنا الفلسطينى الصامد فى القدس العربية بكل الأراضى الفلسطينية المُحتلة بأن كل محاولات تهميش القضية الفلسطينية تذهب هباء. تظل فلسطين أولوية عربية مهما حدث، وتظل القدس عصب القضية، وتظل كل محاولات فرض الأمر الواقع وتغيير الهوية وتزييف التاريخ من جانب إسرائيل جرائم ضد الإنسانية وعدوانًا على الشرعية الدولية من سلطة احتلال لابد أن تزول، ولابد أن تُحاسب.. وإلى أن يتحقق ذلك فالدعم لشعب فلسطين الصامد فرض وواجب على كل عربى.


رسالة مهمة أخرى لدولة الاحتلال الصهيونى بأن أوهام التوسع وغرور القوة وتفويت فرص السلام الحقيقية.. ستكون نتيجتها وبالًا على إسرائيل. لا تزييف التاريخ، ولا جرائم الحرب اليومية، ولا أوهام تصفية القضية الفلسطينية، ولا حتى الدعم الخارجى الذى تتلقاه إسرائيل يُمكن أن يحقق لها الأمن. وحده السلام العادل والاعتراف بحقوق الفلسطينيين فى دولتهم وعاصمتها الأبدية القدس هو الذى يحقق الأمن والاستقرار للجميع.


ورسالة لدول العالم بأن الصمت على جرائم إسرائيل سوف يُفجِّر كل المنطقة، وأن القدس ستظل عربية، وأن المساس بالأقصى من جانب الإسرائيليين لا يعنى إلا الحرب الدينية التى تعرف إسرائيل ويعرف العالم ماذا تعني!! هذا الصمت لابد أن ينتهي، وأن تتحمل دول العالم مسئولياتها لتوقف عصابات اليمين المتطرف فى إسرائيل عند حدها، ولتفرض قرارات الشرعية الدولية وتنهى الاحتلال لتقوم دولة فلسطين بعاصمتها القدس العربية.
هل تستطيع الأمم المتحدة حماية "حل الدولتين"، قبل اغتياله.. وهل تستطيع إسرائيل أن توقف هجمة زعماء عصابات التطرف التى أصبحت فى الحكم والتى تمضى فى محاولة تهويد القدس والعدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية؟.. الصمود الفلسطينى والدعم العربى قادران على فرض الحقائق على الجميع.. هناك مبادرة عربية لابد أن يلتزم بها الجميع، وهناك قدس عربية لا مجال للتهاون مع أى مساس بعروبتها أو عدوان على مقدساتها.
للقدس سلاح آتٍ.. أو حرب لا يتحمل العالم تبعاتِها!