إيمان .. ممثلة بالخطأ

الفنانة إيمان
الفنانة إيمان

مايسة أحمد

اشتهرت الفنانة إيمان بملامحها الهادئة التي جعلت منها نجمة مميزة، واستحقت لقب “سمراء النيل” الذي أطلقه عليها “العندليب الأسمر”، عبد الحليم حافظ، كم اشتهرت سينمائيا رغم مسيرتها القصيرة بأعمال مميزة منها “عهد الهوى، أيام وليالي، تجار الموت، لحن السعادة، حب في حب، حياة وأمل”، غيرها.. لكن ما لا يعرفه البعض أن دخولها المجال الفني لم يكن إلا من خلال خطأ حدث بإحدى الحفلات الخيرية التي شاركت فيها.. فما الحكاية؟

كانت إيمان تعشق التمثيل منذ دراستها بالمدرسة، لكن والدتها اعترضت على ذلك، وحرمتها من التمثيل بالمدرسة، وطلبت من إدارتها أن تشدد الرقابة عليها، وفي إحدى الليالي شاركت في حفلة خيرية أقيمت في الأوبرا، بدعوة من الفنان الراحل فريد الأطرش - صديق عائلتها وقتها - فكانت بداية انطلاقتها الفنية، والتي جاءت عن طريق الخطأ.

نقطة التحول
قالت إيمان عن ذلك: “أثناء الحفلة سلّطت أضواء شديدة، وأعلن المذيع في الميكروفون أنّ فريد الأطرش يصحب معه في هذه الحفلة وجهاً جديداً، وأصيب الأطرش بدهشة شديدة وهو يتفحّص وجوه السّيّدات على المائدة، وفجأة اعتذرت والدتي عن الحفل بحجة أنها مريضة، وعدنا إلى المنزل وسط توبيخ شديد منها طوال الطريق، واتهامات أنني من افتعلت ذلك دون علمها”.
واستطردت: “عرف فريد أنّني الوجه الجديد الّذي قصده المذيع، وزارني في اليوم الثّاني ليسألني، وأكدت له حبي للتمثيل، ونظر إلي طويلاً، وصاح (وجدتها)، وبعدها أصبحت نجمة سينمائية، وكانت تلك اللّيلة نقطة تحوّل في حياتي”.
اسم إيمان الحقيقي هو ليلى هلال ياسين، واختار فريد الأطرش “إيمان” ليكون الاسم الفني لها، وذلك أثناء تصويرهما لفيلمها الأول “عهد الهوى” في عام 1955، وقد قامت بدور أخت فريد بهذا الفيلم، ثم شاركت بمجموعة من الأفلام في أواخر الخمسينات القرن العشرين.

فتى أحلامها
كثير من نجمات الفن قبل أن يصلن لأبواب الشهرة والنجومية كن يتطلعن إلى أحد النجوم من “جانات” السينما وأبطالها، ويرين فيه صورة “فتى الأحلام”، قبل أن يصبح هذا النجم زميل لها في نفس المهنة حين تصل إلى أبواب المجد والشهرة.
وما حدث مع الفنانة الرقيقة قبل شهرتها كان أغرب ما حدث لفتاة رأت في فنان مشهور “فتى أحلامها”، وهو ما تحدثت عنه إيمان بنفسها بعد الشهرة، فقالت أنها منذ أن بدأت تعرف ارتياد دور السينما في مرحلة الصبا، وهي ترى في فريد الأطرش “فتى أحلامها”، وكانت من المعجبات به، وتحتفظ بصوره في دولابها وبين ملابسها.


وتابعت إيمان قائلة: “كنت أنتظر أغانيه إلى جوار الراديو كما ينتظر العطشان كوب الماء، ووصل الأمر إلى أنني صفعت إحدى زميلاتي في المدرسة لأنها قالت إن فريد (دمه تقيل)، وعاقبتني المديرة بالحبس 4 ساعات بعد انتهاء اليوم الدراسي عقاباً لي، لكني كنت سعيدة ولم أهتم بالعقاب لأنني انتقمت لفريد”.

وأوضحت إيمان كيف تطورت علاقتها بفريد حتى تزوجت شقيقه فؤاد، قائلة: “حاولت كثيراً أن أتصل بفريد تليفونياً لأعبر له عن إعجابي به، لكن كان أخوه فؤاد هو الذي يرد دائماً ويقول لي أن الأستاذ في الحمام أو مشغول، فشعرت بكراهية شديدة لفؤاد، وذات يوم اتصلت كالعادة في محاولة لكي أتحدث مع فريد، وكالعادة رد فؤاد بنفس الطريقة، فما كان مني إلا أن قلت له: (أنت دمك تقيل أوي)، فرد: (.. وأنتي كمان)، فقلت له: (أنت بارد أوي ولو شفتك هخنقك)، واشتدت الخناقة بيننا وأنهيت المكالمة”.

   
وأضافت: “حدث ذات يوم أن جمعتني الظروف بفريد في (الأوبرج)، حيث كان صديقاً لعدد من أفراد أسرتي، وقمت بإستغلال الفرصة وتحدثت معه وقلت له عن محاولاتي للاتصال به، وشكوت له ما حدث من شقيقه فؤاد، فإذا بفؤاد يعتذر لي ويعاملني برقة شديدة، فأعتذرت له أنا أيضاً، وبدأت بيننا حالة من الود واللطف، وعشنا قصة حب جميلة حتى تزوجنا، لكن وقع الانفصال بعد عدة سنوات، وتفرغت بعدها للتمثيل فقط”.

حصاد الرحلة
أعمال إيمان لا تتخطى الـ14 فيلمًا، كما شاركت في بطولة الفيلم الألماني “Rommel Calls Cairo”، بدور فتاة تدعى “أمينة”، واعتزلت الفن عام 1962، واستقر بها المقام في العاصمة النمساوية، فيينا، حيث تعرفت على زوجها الألماني المهندس ماكس شيلدين خلال حفل عشاء دعتها إليه زوجة منتج الفيلم الألماني، وأعجب كلا منهما بالآخر، وتزوجته بعد أن أشهر إسلامه، وسافرت معه إلى ألمانيا، لكنها كانت تعود إلى مصر من وقت لآخر، وأنجبت 3 أبناء، كل منهم له اسمان، أحدهما عربي، والآخر ألماني، فابنتها الكبرى أطلقت عليها اسم ليلى - على اسم والدتها - واسمها الألماني كاثرين، أما ابنها الأوسط هلال - على اسم والدها - واسمه الألماني توماس على اسم حماها، وابنها الصغير ماكس على اسم زوجها، وليس له اسم عربي.
في عام 2002 كرم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إيمان، ووصلت بالفعل إلى القاهرة من أجل إستلام جائزة تكريمها بعد طول غياب أمتد لـ40 عاما وأكثر، اختارت فيها “سمراء الشاشة” الابتعاد عن السينما وتوارت عن الأضواء، رغم أن مشوارها الفني لم يستمر أكثر من 6 أعوام، قامت خلالها بعدد من الأدوار، أفردت لها مكاناً متميزا في مسيرة السينما المصرية منذ بدايات الخمسينات وحتى نهاية الستينات.

اقرأ أيضأ : فؤاد عبدالواحد يغازل «العيون السود» ويتصدر التريند في أحدث أغانيه

نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ  ٩/٢/٢٠٢٣