ببساطة

جدو «هرمون السعادة» !

ريم الزاهد
ريم الزاهد

«أعز الولد ولد الولد» .. كثيرا ما سمعت هذه الجملة على مدار سنوات حياتي، وكلما ترددت على أذنى أجد نفسى أستنكر ذلك وأقول هذا غير حقيقي.. فهل يوجد حب أكبر من حب الأم والأب لأبنائهم؟.. تحققت المقولة بكل ما تحمله من معنى أمام عيني، عندما رأيت أبى يبكى بحرقة لم أشاهدها من قبل لمجرد أنه رأى ابنى -حفيده- مريض ويتألم،

وهمست بينى وبين نفسى «صحيح أعز الولد ولد الولد»، ولكن ما أدهشنى هو تأثر ابنى عندما سمع جده يبكي، وجدته توتر أكثر وبكى أكثر وكأنه يريد أن يواسيه ويقول له: أنا بخير يا جدى وكأنهم طوق النجاة لبعضهما البعض .. كل منهم يتشبث بيد الآخر لاستكمال الحياة.


أرى حالات من حولى من الأشقاء والأقارب .. أرى تعاملاتهم مع الجدود بحدود وكأنهم غرباء عن بعضهم البعض، فلا يحق للجد أن يحتضن حفيدته أو الجدة تدلل حفيدها، حقيقى أشعر باستغراب شديد تجاه الآباء والأمهات الذين يهملون ارتباط أبنائهم بأجدادهم، فهم فعلا يضيعون عليهم أسعد لحظات حياتهم التى تتحول لذكريات فى المستقبل، يعيشون عليها سنوات كثيرة ويروونها لأولادهم أيضا، فالأجداد ببساطة «هرمون السعادة» لأحفادهم ،حب بلا مقابل وغير مشروط ،حب بالفطرة البريئة التى لا تتمنى لهم إلا كل السعادة.


العجيب أن كثيراً من الأمهات يتبعن أسلوب التربية الحديثة فى التعامل مع أولادهم، ظنا منهم أن تربية الأجداد «موضة قديمة»، وأنهم يدللونهم بدون مبرراتٍ أو لمجرد العناد مع طريقة التربية التى يتبعونها، ولكن الحقيقة أن الأجداد يزرعون بأحفادهم الأصول والدين والأخلاق والقيم والمبادئ بالحب وليس بالعقاب، التى يفتقدها معظم أبناء الجيل الحالى الذى تربى على التكنولوجيا والإنترنت والمواقع المتاحة لهم بدون رقابة.


ببساطة اتركوا العنان للأجداد فى تربية أحفادهم، اتركوهم يعيشون ما تبقى من العمر فى سعادة لا تُوصَف ولا تبخلوا عليهم بالوقت أو الجهد فى زياراتهم أو ودهم، فهم جديرون بكل هذا الحب والاهتمام.