الشرف المفقود

رسم الفنان أحمد عبد النعيم
رسم الفنان أحمد عبد النعيم

هي فتاة مدللة لأنها وحيدة أبويها تعشق الحفلات والسهر لا تهتم بأي شيء سوي الضحك وابتكار المواقف الكوميدية وقضاء أسعد الأوقات والإجازات بالمدن الساحلية مع أصدقائها، فقد سافر والدها للعمل بإحدى الدول العربية وهي في سن صغيرة جدًا وتركاها تعيش مع جدتها في منزلها بمدينة نصر.

تنحصر صلتها بأسرتها في الأموال التي تتلقاها منهم كل شهر وكانت لا تبالي بأمور الدراسة أو المذاكرة فمجرد أن انتهت من المرحلة الثانوية التحقت بإحدي الجامعات الخاصة تأخد في معظم المواد الدراسية دروسًا خصوصية مع أساتذتها في الجامعة والنتيجة في نهاية العام معروفة ولا تكترث بنظرات الآخرين وتعلقهم علي ملابسها الخليعة التي لا تتناسب مع فتاة يجب أن تتحلي بشئ من الأخلاق وحياتها تسير بهذه الصورة.

وفي ذات مرة وفي حفل عيد ميلاد صديقها عمرو، ظلت تضحك وتلعب وترقص مع أصدقائها على أنغام الموسيقي الصاخبة وكأنه لايوجد سواها في الدنيا وأثناء ذلك قامت إحدي صديقاتها بإعطائها قطعة حشيش مخدر رغم رفضها الشديد في بداية الأمر أن تتعاطي المخدرات إلا أنها استسلمت بعد الإلحاح الشديد من معظم أصدقائها بدعوي الفرفشة والمتعة والضحك ونسيان الهموم، واستمر ذلك سيجارة تلو الأخرة حتى الساعات الأولي من صباح اليوم التالي.

وبعد نهاية الحفل هم الجميع للإنصراف لكنها لم تقدر قدماها على حملها فقد أفرطت في شرب الخمور والمخدرات وما كاد من صديقها صاحب الحفل والشقة إلا أن يدعوها للمبيت في الشقة حتي تفيق وتسترد وعيها ثم تغادر وبالفعل دخلت إحدي غرف النوم بالمنزل لتلقي بجسدها الذي أنهكه الرقص وشرب المخدرات علي سرير النوم وبعد عدة دقائق دخل عمرو على صديقته غرفة النوم ليطمئن عليها فوجدها غائبة عن الوعي تغفو في نوم عميق فوقع نظره علي جسدها فواقعها ووقع معها في الخطيئة وهي لا تدري بأي شئ.

استيقظت بعد ساعات على فاجعة.. فبمجرد أن فتحت عينيها وجدت نفسها عارية تمامًا من ملابسها وحينما أيقنت أنها فقدت عذريتها.. الشئ الوحيد الذي كانت تحتفظ به علي يد صديقها، صرخت وبكت بشدة ولكن لا مغيث فالشقة خاوية وصديقها بعد أن فعل فعلته أختفي هاربًا.

أرتدت ملابسها لتعود إلى شقة جدتها تجر وراءها الخيبة والحسرة على الشرف المفقود ولم تستطع أن تخبر جدتها بما حدث فهي التي طالما حذرتها وتشاجرت معها علي طريقة حياتها التي تعيشها بدون حساب ، مرت الأيام سريعًا شعرت الفتاة بألم شديد في معدتها فاستدعت جدتها الطبيب الذي أخبرها أن حفيدتها حامل في شهرها الثاني فلم تستطع الجدة تحمل الصدمة فوقعت على الأرض مغشيًا عليها.

بمجرد أن أفاقت أسرعت نحو التليفون لتتصل بوالدها لتخبره بما حدث مع ابنته وبالفعل اتصلت بإبنها ووقعت الكلمات كالصاعقة على مسامعه وجاء مع والدتها على أول طائرة قادمة إلى القاهرة ، وجلس بجوار ابنته الوحيدة لتقص عليه ماحدث معها ولم يجد الأب سوي الاتصال بصديقها عمرو وإقناعه الارتباط بإبنته التي حملت منه سفاحًا وهدده بالسجن إن رفض لكنه لم يعط ذلك اهتمامًا وقالها صريحة لوالد الفتاة إن ابنته سيئة السمعة وبدون أخلاق وأنه لا يشرفه الارتباط بمثل هذه الفتاة.

ازدادت الدنيا سوادًا في وجه الفتاة وأسرتها وأيقن الأبوان أن خطأهما لا يقل بأي حال من الأحوال عن خطأ ابنتهما فقد قضيا حياتهما في جمع الأموال وتناسيا واجبهما الأساسي وهو تربية ابنتهما التي هي سبب استمرار حياتهما ، جلست الأسرة تبحث عن حل آخر للخروج من هذه الأزمة فقد بائت كل محاولتهما بالفشل مع عمرو، ولأن الأيام تمر بسرعة ظهرت علامات الحمل على ابنتهما ولم يجد الأب حلًا سوي الاتصال بوالد عمرو ومصارحته لإقناع ابنه بالارتباط والزواج بابنته ليستر عرضها وأمام توسلات الأب وافق والد عمرو على فكرة الزواج وبالفعل تم الزفاف سريعًا وحاولت الفتاة أن تبدأ حياة جديدة مع زوجها لكن دون جدوي فما زال ينظر إليها على أنها تلك الفتاة المستهترة التي فقدت شرفها بجرعة مخدرات ولم يستمر الزواج سوي ثلاثة أشهر وقام عمرو بتطليقها وطردها من الشقة مع طفلتها التي لم تتخط عامها الأول ومع التجاهل التام الذي لقيته الزوجة واسرتها من جانب الزوج واسرته بعد الطلاق ورفضه الانفاق علي ابنته رغم انه ميسور الحال فتقدمت الزوجة بدعوي قضائية امام محكمة الاسرة تطالب فيها زوجها بنفقة لها ولابنتها !

اقرأ أيضا| السجن 6 سنوات لتاجر شابو في قنا