ثمن الكرم.. خيانة وسرقة وشروع في قتل

الحاجة عزيزة
الحاجة عزيزة

إيمان البلطي

 بعد وفاة زوجها، عاشت «الحاجة عزيزة» صاحبة الـ74 عامًا وحيدة في شقتها، فقد شاء القدر ألا تنجب من زوجها، مات تاركًا إياها تعيش دون رفيق أو سند، وهي لإيمانها ارتضت قدرها، وفاض نبع حنان الأمومة - بعد أن حُرمت من الأولاد - على أهلها وجيرانها، وباتت شقتها ملاذّا آمنا لهم، ولأن مقولة «إتق شر من أحسنت إليه» جسدت واقعًا نعيشه؛ فقد تجرأت إحدى جارات «الحاجة عزيزة» عليها، واستغلت ضعف المسنة وحاولت قتلها لسرقتها.. تفاصيل تلك الواقعة التي شهدت أحداثها قرية جروان التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية في السطور التالية.
 

لم تعتقد «الحاجة عزيزة» يومًا أن تُقابل بالإساءة بعد إحسانها، وهي التي كانت الأقرب لكل جيرانها، وأهلها، وبيتها مفتوح للجميع، ولا تبخل بمالها على أحد، لكن يبدو أن طيبة قلبها قد تسببت في أن تكون محل طمع، وأن ينظر إليها البعض نظرة استغلالية.

البداية
سكنت سيدة برفقة زوجها في شقة أعلى شقة «الحاجة عزيزة»، ولأن هذه السيدة كانت صغيرة السن، اعتبرتها «الحاجة عزيزة» كابنتها، فتحت لها ذراعيها، وقالت لها أن بيتها مفتوح لها في أى وقت، وأنها إن احتاجت لشيء عليها أن تطلبه منها دون تردد.
بالفعل هذه السيدة كانت دومًا في بيت «الحاجة عزيزة»، يأكلان معًا أغلب الوقت، لكن ولأن عض الذراع الممدودة صفة خبيثة لا يملكها إلا أصحاب النفوس المريضة، استغلت الجارة العجوز، وحاولت سرقتها.


كانت حوالي الساعة الثامنة مساءً وقت أن طرقت الجارة باب منزل «الحاجة عزيزة»، ففتحت لها العجوز وأدخلتها، وقالت لها إن زوجها سيتأخر في عمله وأنها جاءت كي تجلس معها حتى لا تشعر بالوحدة، وبالفعل دخلت البيت وأغلقت الباب دونها، وجلست العجوز وبرفقتها جارتها أمام التلفاز يتابعون إحدى المسلسلات.

خيانة
بعد مضي ما يقرب من ربع ساعة، قالت الجارة لـ»الحجة عزيزة»: «لو سمحتى يا حاجة، كنت عايزه أستلف منك 200 جنيه سلف لحد ما ربنا يفرجها». على الفور لبّت السيدة العجوز طلب جارتها، وقالت لها: «من عيني يابنتي، إنتي تاخدي اللي انتي عايزاه، وسلف إي بس، مش عايزاهم خالص، ربنا يعينك يا بنتي ويقدرك، ثانية بس أدخل أجبلك الفلوس».


قامت السيدة من مكانها واتجهت نحو غرفة نومها لتأتي بالمال لجارتها، وما أن فتحت باب غرفتها ودخلت حتى وجدت خلفها جارتها وفي يدها «يد الهون»، وقبل أن تنطق العجوز بكلمة سارعت الجارة وضربت العجوز على رأسها، وما أن سقطت السيدة على الأرض من هول تلك الضربة التي دوّت على رأسها، سارعت الجارة وضربتها عدة ضربات متتالية، حتى فقدت العجوز الوعي بشكل كامل.
بعد أن غابت «الحاجة عزيزة» عن الوعي، سحبت الجارة المشغولات الذهبية من يدها، وحاولت طعنها بـ»السكين»، لكن لأن العجوز غابت عن الوعي، ظنت السيدة أنها فارقت الحياة، وعليه أخذت ما استطاعت سرقته وفرت هاربة.

سرقة وقتل
تحكي «الحاجة عزيزة» تفاصيل ما تعرضت له لـ»أخبار الحوادث» قائلة: «هي متعودة تيجي تقعد معايا شوية، وكانت كل اللي بتطلبه مني لو في استطاعتي مش بتأخر عنها، ويومها جاتلي وطلبت مني 200 جنيه سلف، وانا وافقت ودخلت عشان أجيبلها الفلوس، بعد لما دخلت لقيتها دخلت ورايا وجايبة من المطبخ يد الهون، وقامت بكتم أنفاسي بإشارب كان معاها، وفضلت تضربني على راسي بإيد الهون، وبعد كدا سحلتني للصالة، وفضلت تجردني من متعلقاتي الذهبية، حوالي 5 غوايش ذهب، وعقد كردان، وكل الفلوس اللي كانت معايا».

وأضافت: «لحد اللحظة دي أنا كنت لسه في وعي، بس من تأثير الصدمة والخيانة ووجع الضرب اللي في راسي خلاني ساكتة، ومش قادرة أنطق، لكن بعد ما سرقتني وخدت كل اللي كان معايا، رجعت كملت ضرب فيا لحد ما غبت عن الوعي، بعد ما فوقت، فضلت أزحف لحد باب الشقة، وفتحت الباب وأنا بزحف لحد ما بقيت قدام الشقة، وبالصدفة لقيت جوز جارتي دي طالع شقته، ولما شافني كدا جري عليا مخضوض، وبيقولي مالك يا حاجة عزيزة مين اللي عمل فيكي كده، قلتله اللي عملت فيا كدا مراتك».
واستكملت: «بعدها لقيته نادى على مراته، ونزلت على طول من شقتها، وقالها انتي اللي عملتي فيها كده، قالتله ازاي اقدر أعمل فيها كده دي حبيبتي اللي دايما بتستضفني في بيتها وتكرمني، وقالتله دي ست كبيرة بيتهألها، كبرت وبتهلوس، بعدها ذهب زوجها إلى بيت أخويا وبلغ مراته باللي حصل، اللي جات على طول وخدتني للمستشفى».

حبس
وقصت زوجة شقيق الحاجة عزيزة تفاصيل الواقعة لـ»أخبار الحوادث» قائلة: «أنا كنت في البيت لما جالي زوج اللي عملت في أخت جوزي كده، وقالي على اللي حصل لـ»الحاجة عزيزة»، لكن مقاليش مين اللي عمل فيها كدا، ولما خدتها وروحنا المستشفى هناك حكتلي باللي حصل، وقتها قلتلها لازم نعمل محضر، وخدت تقرير من المستشفى بالحالة اللي عليها «الحاجة عزيزة».
وأضافت: «واحنا في المستشفى «الحاجة عزيزة» فضلت تقول اسم اللي عملت فيها كده، وهي كانت معانا في المستشفى وقتها، ولما قولتلها انتي ازاي تعملي فيها كده قالتلي انتي بتتهميني وأنا جاية أنا وجوزي معاكم وبنساعدكم، ولما قولتلها مش الطرحة اللي على راس «الحاجة عزيزة» دي طرحتك، وحاولتي إنك تكتمي أنفاسها بيها، خدت الطرحة من إيدي ومشت وراحت على بيت أبوها».

بالفعل خرج التقرير الشرعي بأن «الحاجة عزيزة» تعرضت لعدة ضربات بالرأس موجعة أصابتها بكدمات، وأيضًا كدمات في أنحاء متفرقة من الجسم، وحجم جروح أدى إلى علاجها 39 غرزة، وإصابة بالعين اليمنى، وبعد أن استلمت زوجة شقيقها التقرير، ذهبت به وأخذت معها المجني عليها إلى قسم شرطة الباجور بالمنوفية، وتم تحرير محضر بالواقعة، واتهامها بسرقة العجوز والشروع في قتلها، وبعد التحرى عن الواقعة وصحتها تم إلقاء القبض عليها، واعترفت بجريمتها، وبعد أن تم إحالة المحضر إلى النيابة العامة أمرت بحبسها أربعة أيام على ذمة التحقيق.

نقلا من عدد أخبار الحوادث بتاريخ ٩/٢/٢٠٢٣

أقرأ أيضأ : جرائم تستهدف «البراءة» لسرقة «حلق»