حكايات| «مومياوات الجبلين».. فن التحنيط الطبيعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب أحمد زنط

 

أمام سر عمره سبعة آلاف عامًا أو يزيد، يبقى الفراعنة لغزًا حير العلماء، لبراعتهم في فن التحنيط، وقف التاريخ عند قدراتهم ليدون في صفحاته ما توصلوا له، وما يتكشف يومًا بعد يومًا حتى وقتنا هذا.

استخدم الفراعنة التحنيط الطبيعي، في موميات نجع الجبلين  بمركز أسنا، وهي ست مومياوات حُنّطت تحنيطًا طبيعيًا تعود لحوالي 3400 ق.م من نهاية عصر ما قبل الأسرات في مصر.

 وتعد أول جثامين كاملة تُكتَشَف من عصر ما قبل الأسرات وأول عملية تحنيط طبيعياً في التاريخ المصري القديم حيث استطاع  واليس بادج حارس قسم المصريات في المتحف البريطاني بالكشف عنها في نهاية القرن التاسع عشر.

 

 

 

 وكانت في مقابر رملية صغيرة بقرية  الجبلين ومكانها الحالي بقرية الغريرة غرب اسنا  جنوب محافظة الأقصر وكانت طقوس  وطريقة الدفن فى الرمال الضحلة، يكون الجثمان مُغطى بالرمال الساخنة، فتتبخر معظم مياه الجثمان بسرعة أو تنفذ في مثل هذه الظروف البيئية ويعني هذا جفاف الجثمان وحفظه طبيعيًا.

 واستُخدمت هذه الطريقة على نطاق واسع في عصر ما قبل الأسرات قبل تطور عملية التحنيط وقدبرع قدماء المصريين فى مهارة وفن  مهنة التحنيط.

 

 

جاءت فكرة التحنيط من فلسفة الإعتقاد بالبعث بعد الموت عند قدماء المصريين وكان التحنيط يتم للملوك والملكات والأمراء والقواد وعالية القوم وكانت تتم بحضور الكهنة حيث كانت لديهم علوم الطب آنذاك ويدرسونه، وكانت عملية مكلفة لا يقدر عليها عامة الشعب.

وكانت تتم بعد الوفاة وعلى مراحل بدقة فى التجهيز والمواعيد لكل مرحلة كانت هناك صناعة رائجة لعملية التحنيط فكانت مهنة إعداد الشريط ونسجه، ومهنة تجارة الخامات من ملح النطرون، والعطور والأعشاب، والمر والراتنج، وكان كيجلب من صحارى مصر الغربية بمنطقة النطرون وهو عبارة عن كربونات الصوديوم وبيكربونات الصوديوم وقليل من كلوريد الصوديوم.