على قديمو

قلب نابليون.. وأقدام جوزفين!

 نابليون بونابرت
نابليون بونابرت

كان من الممكن أن يحتفظ نابليون بونابرت باحترامه كجنرال عسكرى صنع الأمجاد لفرنسا، لكن «روز» المرأة التى رمى بقلبه تحت قدميها حولته إلى أضحوكة على صفحات التاريخ، وجعلته يتنازل عن كرامته، وهى تخونه على مرأى ومسمع من الجميع، بينما كل ما فعله حين علم بالأمر أنه صفح عنها، وارتمى -بسخافة- فى أحضانها وهو يبكى، ليمنحها فرصة جديدة من أجل أن تخونه من جديد! .


ولكن من هى روز؟.. إنها زوجة الكونت «بوهامان» الذى أعدمته الثورة الفرنسية، واحتفظت بحياتها بسبب علاقتها الغرامية مع «باراس» عضو الحكومة الجديدة الذى وجد فى الضابط نابليون فرصته للتخلص من عشيقه حتى يحتفظ -هو الآخر- بمستقبله السياسى دون شائبة عندما قدمها إليه ليتعرف عليها.
احتقرت روز نابليون من النظرة الأولى، ظهر أمامها ضعيفاً، وهو يزيد من عمره عامين عندما علم أنها أكبر منه فى السن، ظل يتحدث طيلة الوقت عن بطولاته، وانتصاراته، وفى حين كانت تمنحه ابتسامة ساخرة، ظن نابليون أنها ابتسامة إعجاب وهيام ومحبة.. كانت روز امرأة ناضجة تعرف كيف تعرقل أقدار الرجال، بينما نابليون مجرد شاب أحمق قدم لها قلبه دون أن تطلبه!..
حدث ما توقعه باراس، فقد فسخ نابليون خطوبته من «ديزيريه كلاي» -التى أصبحت ملكة السويد فيما بعد- وذهب ليتزوج روز، وحتى يشعر أنه الرجل الأول فى حياتها غير اسمها إلى جوزفين، وبعد الزواج بيوم واحد سافر إلى إيطاليا فى رحلة عسكرية، استثمرتها جوزفين فى علاقة غرامية جديدة مع أشهر فرسانه مرحاً، وهو الضابط شارل هيبوليت»! .
وفى إيطاليا لم يكف نابليون عن كتابة رسائل الحب إلى زوجته، فى حين تجاهلت جوزفين رسائله، وحين استبد به الشوق طلب منها أن تأتى إليه، ورفضت، وهى تخبره -كذبا- أنها حامل فى ولى عهده، وأن السفر خطر على صحتها، ولكنه لم يستطع الانتظار فقرر العودة إلى فرنسا وتقديم استقالته، لتلجأ الحكومة إلى باراس ليقنع جوزفين بالذهاب إليه، فاشترطت أن تصطحب معها عشيقها شارل! .


وهناك وقع شارل فى حب بوليس بونابرت شقيقة نابليون والمتزوجة بالماريشال لوكليرك، ولكن خلاف وقع بينهما جعله يهجرها، فوشت به عند أخيها وهى تخبره بعلاقته مع جوزفين، وكل ما فعله نابليون أنه أمر بعودة شارل إلى باريس، وفى المقابل أصرت جوزفين على أن تلحق بعشيقها! .
ومن إيطاليا إلى مصر ذهب نابليون فى مهمة عسكرية أخرى، وفى القاهرة تلقى خطابا من أخيه يخبره فيه بخيانة زوجته وإنفاق أمواله على شارل، فعاد نابليون إلى فرنسا، لا لينتقم منها، ولكن ليصفح عنها، ويجدد غرامه لها، ولكنها حين لم تنجب له وريثا من دمه طلقها، ووفاء لها أبقى على لقب الإمبراطورة لتحضر به الحفلات الرسمية، وعاش بعد انفصاله عنها متألماً، ورغم أنه تزوج بامرأة أخرى وأنجب الولد الذى يريده، إلا أن الولد لم يحصل على العرش بعد أن تلقى والده الهزيمة تلو الأخرى، ليتم نفى نابليون فى نهاية حياته ويموت غريبا عن وطنه.

نقلا عن صحيفة الأخبار | 9-2-2023