كاث كوني.. أسلوب بناء عمره آلاف السنين يتحدى زلازل الهيمالايا

كاث كوني
كاث كوني

قد تقف مندهشا أمام بعض المنازل والمباني التي امتد عمرها لمئات السنين وتقف صامدة أمام وجه الزلازل رغم وقوعها في أحد اكثر مناطق العالم ذات النشاط الزلزالي ولكن مع البحث والدراسة قد تعتقد أن هذا الاندهاش سوف يزول ولكنه يزداد مع معرفتك أن صمود هذه المباني فائم على أسلوب بناء بدائي يعود إلى آلاف السنين يدعى " كاث كوني".

 ففي عام 1905 تعرضت مدن جبال الهيمالايا لزلزال مدمر وصل تأثيراته إلى هز المناظر الطبيعية في ولاية هيماشال براديش إحدى الولايات الهندية الواقعة غرب جبال الهيمالايا ومع قوة هذا الزلزال انهارت الكثير من المباني المصنوعة من هياكل خرسانية كانت تبدو قوية ولم يبقى سوى بعض المباني القديمة القائمة مثل قلعة النجار التي تم بناؤها منذ أكثر من 500 عام كمقر للملوك والمبنية على أسلوب بناء كاث كوني القديم.

 ووسط اندهاش الجميع من عدم وجود أضرار زلزالية للقلعة ومنازل كاث كوني الأخرى في نصف قطر الزلزال اهتم العلماء بدراسة طبيعة هذا الأسلوب القائم بشكل أساسي على القوة الطبيعية لجدرانها المربوطة بالخشب وبدراسة القلعة أحد أبرز الأمثلة المتبقية لأسلوب البناء توصل العلماء إلى لغز كاث كوني في مقاومة الزلزال وفقا لموقع بي بي سي.

اعتمد أسلوب كاث كوني أو الزاوية الخشبية في تصميمه على طبقاته المتداخلة من الحجر المحلي الذي يعطي وزن لهياكل الأبنية مما يؤدي إلى انخفاض مركز الجاذبية وألواح خشب دودار أحد أنواع أرز الهيمالايا الذي يعمل على تثبيت البناء بفضل مرونته ما يسمح للجدران بالتحرك والتعديل في حالة وقوع حدث زلزالي.

وذلك مع الاعتماد على أبواب ونوافذ صغيرة ذات إطارات خشبية ثقيلة لتقليل الضغط على الفتحات أثناء الزلزال بالإضافة إلى هذه الصفات المقاومة للزلازل فإن هندسة كاث كوني تتكيف أيضا مع أسلوب المعيشة الزراعي في المنطقة.

من خلال تخصيص الطابق الأرضي للماشية والطوابق العليا كأماكن للمعيشة كونها أكثر دفئا بسبب ضوء الشمس وارتفاع حرارة جسم الماشية من الأسفل ولكن مع ارتفاع تكاليف هذا الأسلوب في البناء بدأت هذه الطريقة في الانقراض واكتسبت صناعة الخرسانة قوة دفع حتى أصبح استخدام الطوب والأسمنت للسكان المحليين طريقة أرخص وأسرع لبناء المنازل.