انتباه

رد اعتبار المدرسة!

علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب

من موقع الراصد لأحوال مجتمعه، ثمة ملاحظة ذات بعدين ترتبط بالمدرسة، فحين تبدأ  إجازة نصف العام، أونهايته، يتنفس كثير من الطلبة والاسرة براحة، وتغمر السعادة وجوههم والعكس صحيح، فعندما يؤذن مؤذن بالدعوة للعودة إلى المدرسة، تصادف التبرم والحزن، ويظل التلميذ والاسرة - فى الاغلب - على حال من القلق والتشاؤم، بدرجة تستدعى كل ما  هو  سلبى من معانٍ!

من ذات الموقع تساءلت: لماذا يتشكل المشهد على هذا النحو؟

باختصار شديد: لأن المدرسة لم تعد كيانًا جاذبًا، بل للأسف فقدت ثقة التلميذ والأسرة!

من ثم فإن أى حديث عن تطوير التعليم قبل رد اعتبار المدرسة، يكون أقرب إلى بناء قصر على الرمال، أو النقش على الماء!

أين يبدأ الطفل رحلته التعليمية؟ وأين تأمن الأسرة على ابنها لتلقى دروسه وارتقاء سلم التعليم؟

فى كلمة واحدة: بالمدرسة

المدخل الرئيسى، والجسر الحقيقى نحو النهوض بمشروع قومى للتعليم، لا يكون، ولا يبدأ و لا يستمر إلا من خلال رد الاعتبار للمدرسة ككيان، وحضانة، ومؤسسة يقع على عاتقها الجمع بين عناصر العملية التعليمية كافة.

من هنا نبدأ، من الباب الذى لا بديل له أو عنه، إذ بداية التقدم الحقيقي، وربما الوحيد، لا يعدو أن  يكون سوى التعليم، وفعاليته وتحققه لا يتم سوى بين أسوار المدرسة، وفى رحابها، وعلى مقاعدها، لا فى السناتر، أو فى مجموعات دروس خصوصية فى منزل مدرس، أو تلميذ، ولا عبر الشاشات بتقنيات «الأون لاين».

بناء المدرسة يجب أن يحتل أولوية مطلقة، حتى قبل بناء المصنع، أو أى مؤسسة رنتاجية أو خدمية، فمن يلتحق بأى منها سوى من تلقى التعليم الأفضل؟ ففقط وحدها المدرسة تمثل المكان الملائم لضمان عملية تعليمية صحية وفق معايير عملية سليمة.

أحلم بعودة المدرسة إلى ممارسة أدوارها كما ينبغي، ليس فقط رداً  لاعتبارها فحسب، وإنما ردا لاعتبار العلم كقيمة لا غنى عنها فى صناعة المستقبل.