دول العالم تعزي.. وأوروبا تعرض المساعدة

عمليات إنقاذ لضحايا الزلزال فى تركيا
عمليات إنقاذ لضحايا الزلزال فى تركيا

ضرب زلزال مدمر بلغت قوته 7٫8 درجة على مقياس ريختر، أمس، جنوب تركيا وامتدت اهتزازاته إلى شمال سوريا، مخلفًا اكثر من  2300 قتيل فى البلدين، فى حصيلة مرشحة للزيادة، وتتواصل عمليات البحث عن ناجين ومحاصرين بين ركام المبانى والعمارات المهدمة نتيجة الزلزال الأعنف الذى يضرب منطقة الشرق الأوسط منذ أكثر من نصف قرن وشعر به سكان مصر ولبنان وقبرص.


وحسب المعهد الأمريكى للمسح الجيولوجى فإن مركز الزلزال القوى كان قرب غازى عنتاب فى جنوب شرق تركيا عند الساعة 04٫17 بالتوقيت المحلي، على عمق حوالى 17٫9 كلم. وتعد الهزة الأرضية هى الأكبر فى تركيا منذ زلزال 17 أغسطس 1999.


وأعلنت تركيا مقتل 1498 شخصًا وإصابة 8533 على الأقل فى الزلزال، وأشارت إلى انهيار ٢٨٣٤ مبنى وسط هزات ارتدادية قوية، مما يثير مخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى، كما أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أن الزلزال أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ 1939.


وأعلن نائب الرئيس التركى فؤاد أقطاى تواصل عمليات البحث والإنقاذ فى مدن كبرى عدة، وأضاف أنه تم إغلاق مطارات هطاى ومرعش وعنتاب.


وأظهرت صور بثها الإعلام التركى أبنية مدمرة فى مدن عدة فى جنوب شرق البلاد، مما يفاقم المخاوف من أن تكون الحصيلة أكبر بكثير من الأرقام المعلنة حتى الآن، وأظهرت صور فى ديار بكر، المدينة الكبيرة فى جنوب شرق البلاد، مبنى منهارًا، ورجال إنقاذ يعملون على إخراج أشخاص من تحت الأنقاض.

وشارك مستخدمو تويتر، الأتراك هويّات وأماكن أشخاص محاصرين تحت الأنقاض فى مدن عدة فى جنوب شرق البلاد، كما طال الدمار قلعة غازى عنتاب التاريخية التى تم بناؤها منذ أكثر من 2200 عام، بحسب ما أفادت بعض وسائل الإعلام التركية، وذكرت وكالة «رويترز» أن قلعة غازى عنتاب التاريخية تضررت من الزلزال، وتهدمت أجزاء منها، وتعرضت القلعة لهذا الضرر بسبب موقعها الذى تأثر بشدة.


وفى وقت لاحق، ضربت هزة أرضية جديدة بقوة 7٫5 درجة جنوب شرق تركيا، بعد ساعات من الزلزال الذى ضرب المنطقة، وسجلت الهزة على عمق قليل عند الساعة 01.24 مساء بالتوقيت المحلى على بعد أربعة كيلومترات جنوب شرق بلدة إيكنوزو.


وفى سوريا، لقى مئات الأشخاص مصرعهم وأصيب آلاف آخرون بجروح جراء الزلزال، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» وعمال إنقاذ، وأفادت الوكالة نقلاً عن وزارة الصحة عن مقتل نحو  820 شخصا، وإصابة 1284 بجروح، فى حصيلة غير نهائية.

وسجلت معظم الإصابات فى محافظات اللاذقية وطرطوس فى الغرب وحلب فى الشمال وحماة فى الوسط، كما أعلنت منظمة الخوذ البيضاء العاملة فى مناطق الشمال السورى عن مقتل 380 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين، مشيرة إلى أن العدد مرشح للزيادة.


وترأس الرئيس السورى بشار الأسد اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء لبحث تداعيات الزلزال، وأكدت وكالة «سانا» أنه تم وضع خطة تحرك طارئة على المستوى الوطنى لمواجهة الحادث، وأضافت أنه تم التوجيه باتخاذ مجموعة خطوات عاجلة تضمنت استنفار كافة الوزارات والمؤسسات والجهات المعنية.

وإلى جانب استنفار كافة الفرق والإمكانات لدى الدفاع المدنى والإطفاء والصحة وكافة المؤسسات الخدمية للقيام بعمليات إنقاذ الأرواح وإزالة الأنقاض، كما تم التوجيه بتأمين أماكن الإيواء والغذاء للمتضررين بشكل عاجل، وتأمين المشتقات النفطية لتزويد العمليات الفنية الطارئة فى المحافظات المتضررة.

وجاء ذلك فيما طالت الأضرار الناتجة عن الزلزال العنيف، مواقع أثرية عدة أبرزها: قلعة حلب، وأفادت المديرية العامة للآثار والمتاحف فى سوريا فى بيان بسقوط «أجزاء من الطاحونة العثمانية داخل قلعة حلب وحدوث تشقق وتصدع وسقوط لأجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية».

وسقطت كذلك «أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي» الواقع داخل القلعة، التى تضررت مداخلها وسقطت أجزاء من حجارتها «ومنها مدخل البرج الدفاعى المملوكي».


وفى المدينة القديمة فى حلب، حدثت انهيارات وتصدعات فى مبان سكنية عدة متاخمة للأسوار التاريخية، ونشرت المديرية عبر حسابها الرسمى على فيسبوك صوراً تظهر تضرّر قبة منارة الجامع الأيوبى والأضرار التى لحقت بواجهة التكية العثمانية.

وأضرارا طفيفة ومتوسطة بمناطق متفرقة داخل قلعة حلب، وتشتهر حلب بقلعتها التى تعد نموذجاً للعمارة العسكرية الإسلامية فى القرون الوسطى، وكذلك أسواقها القديمة التى تعدّ من أقدم الأسواق فى العالم.


وفى محافظة حماة، كشف المسح الأولى الذى أجرته فرق الآثار عن تضرّر «بعض المبانى داخل قلعة المرقب» الأثرية فى مدينة بانياس، وسقوط أجزاء من حجارة الجدران وكتلة من برج دائري، كما سقطت واجهات تاريخية فى مدينة حماة، وسقط جرف صخرى فى محيط قلعة قدموس فى محافظة طرطوس.

وانهارت مبان سكنية فى حرم القلعة، وقالت وكالة الأنباء السورية نقلا عن وزارة النفط، إن السلطات أوقفت العمل فى مصفاة بانياس النفطية لمدة 48 ساعة لمعالجة أضرار لحقت بها جراء الزلزال الذى ضرب البلاد.


ويأتى ذلك فيما أعربت دول عربية وغيرها من الدول حول العالم عن تعازيها تضامنها مع تركيا وسوريا نتيجة الزلزال المدمر، كما عرضوا تقديم مساعدات للتخفيف من التداعيات التى لحقت بالمناطق المنكوبة، وعرضت ألمانيا وإيطاليا وفرنسا مساعدة السكان فى المناطق المنكوبة.

وفضلا عن بلجيكا وبولندا وإسبانيا وفنلندا، وغرد المستشار الألمانى أولاف شولتس، على تويتر «نتابع الأنباء عن الزلزال فى المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة، سترسل ألمانيا المساعدة بالتأكيد».


وقال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إن فرنسا «مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان» فى تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف، وكتب ماكرون فى تغريدة «تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة، نتعاطف مع العائلات التى خسرت أفرادا».


كما أرسل الاتحاد الأوروبى فرق إنقاذ إلى تركيا، وكتب يانيش لينار سيتش المفوض الأوروبى المكلف بإدارة الأزمات، فى تغريدة «إثر الزلزال الذى وقع فى تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدنى فى الاتحاد الأوروبي، وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا»، وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتى بناء على طلب من تركيا.


ومن جانبه، قدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، تعازيه لرئيسى تركيا وسوريا وأكد استعداد بلاده لتقديم المساعدة، وجاء فى بيان صادر عن الكرملين أن بوتين قدم إلى نظيره الرئيس التركى «تعازيه الحارة» وأكد استعداد روسيا «لتقديم المساعدة اللازمة»، كما أعرب بوتين لنظيره السورى عن «حزنه» وعرض «كل المساعدة الضرورية» بعد هذه الكارثة.


وبدوره، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو أن حكومته تجهز مساعدات طبية وإغاثية لإرسالها إلى تركيا ايضا.


وفى غضون ذلك، أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، عن تعليق صادرات النفط عبر تركيا بعد الزلزال المدمر الذى ضرب المنطقة وألحق اضرارا جسيمة بالبنية التحتية التركية، وأفاد بيان صادر عن وزارة الثروات الطبيعية أنه «بسبب الزلزال الذى ضرب تركيا وسوريا ومن أجل ضمان سلامة الصادرات النفطية ومنع أى أحداث غير مرغوب فيها، تم تعليق صادرات النفط من خط أنابيب حكومة إقليم كردستان وتركيا».

اقرأ ايضاً | مرصد الزلازل الأردني: تسجيل 130 هزة أرضية على الأقل عقب زلزال تركيا