تجربة فريدة وملهمة للتكافل الاجتماعى ودعم جهود الدولة للعبور الآمن من الضائقة الاقتصادية العالمية التى ألقت بظلالها على كل دول العالم ومن بينها مصر.
فقد نجح أبناء قرية برق العز مركز المنصورة فى التعاون البنّاء والتكفل بتوفير المواد الغذائية لكل أبناء القرية غير القادرين بجانب تحمل نفقات التعليم لأبنائهم وتوفير الرعاية الصحية المتكاملة لهم.
يبلغ تعداد سكان القرية حوالى 33 ألف نسمة.. وقام عدد من أبنائها بإشهار لجنة زكاة تابعة لبنك ناصر الاجتماعى بعد الترخيص من الشئون الاجتماعية، وتم البدء فى تشغيلها عام 2015، ورغم تلك المدة الوجيزة إلا أنها حققت ما عجزت عنه الكثير من الجمعيات الخيرية وصارت نموذجًا فريدًا على مستوى الجمهورية، واستطاعت العبور بأبناء القرية أثناء جائحة كورونا وخلال الأزمة الاقتصادية بأمان كبير ودون ضجيج.
مرتبات شهرية للمحتاجين
«الأخبار» ترصد تلك التجربة الفريدة على أرض الواقع:
صالح محمد صالح، أحد قيادات التعليم بالمحافظة سابقًا، ورئيس اللجنة، يُشير إلى أن العمل الخيرى بالقرية من خلال لجنة الزكاة يتم وفق ضوابط تُتيح وصول الإعانات المادية والعينية والرعاية الصحية لكل منهم.
وأضاف: إن اللجنة نجحت فى إقامة مستشفى متكامل بالجهود الذاتية يُقدم الرعاية الصحية لأبنائها وأبناء القرى المجاورة بتكاليف تقدر بحوالى 50 مليون جنيه.
كما قامت اللجنة خلال جائحة كورونا بتقديم الرعاية الصحية لكل أبناء المنطقة وأبناء المراكز المجاورة، حيث استقبلت جميع الحالات المصابة ونجحت فى علاجها جميعًا.
وأشار إلى أن اللجنة قامت بإجراء حصر دقيق لكل المحتاجين من أبناء القرية، حيث يتم صرف معاشات شهرية لهم كل منها وفق ظروفه وعدد أفراد أسرته، ويبلغ عدد تلك الأسر 335 أسرة، علاوة على معاشات شهرية ل 250 أسرة من العمالة الموسمية المؤقتة.
وكما يتم صرف مواد غذائية أسبوعية لهم، حيث يتم تقديم وجبة سمك أسبوعية لكل أسرة ووجبة لحوم كل 10 أيام لكل منها، حيث تمتلك اللجنة ثلاجة لحوم تستوعب 10 أطنان بجانب الدجاج، هذا بجانب جميع المواد الغذائية.
جهود ذاتية متكاملة
ويضيف المحاسب محب السعيد المتولى، رئيس لجنة الجهود الذاتية بالقرية، أن القرية تتميز بالجهود الذاتية منذ فترة طويلة، فقد قامت لجنة الجهود الذاتية ببناء عدد 4 معاهد أزهرية؛ معهد ابتدائى بنين ومعهد ابتدائى للبنات ومعهد إعدادى وثانوى للبنين ومعهد إعدادى وثانوى للفتيات.
وبجانب وجود مجمع للمدارس به جميع المدارس التعليمية الابتدائية والإعدادية والثانوية، ومؤخرًا تمت إقامة مدرسة الرئيس عبدالفتاح السيسى للغات وهى مجهزة بأحدث الوسائل التعليمية يقصدها جموع المواطنين بالدقهلية نظرًا لتميزها.
وأكد أن هناك تنسيقًا تامًا بين أهالى القرية ولجنة الزكاة ولجنة الجهود الذاتية لتظل قرية نموذجية يُحتذى بها باعتبارها قرية رائدة فى العمل الخيرى تدعم الدولة فى تنفيذ المشروعات العامة وكفالة الأيتام ورعاية الفئات الأكثر احتياجًا والأولى بالرعاية.
محمود حسين عطية عضو مجلس إدارة لجنة الزكاة يشير إلى أن المستشفى مكون من 6 طوابق؛ الأرضى استقبال وطوارئ ومعمل وقسم للأشعة مجهزان بأحدث الأجهزة، والثانى للعيادات الخارجية بمختلف التخصصات، والطابق الثالث يشمل الحضانات وبها سبع كبسولات، والعناية المركزة وبها 4 أسرّة و3 غرف عمليات مُجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، والرابع به قسم العلاج الطبيعى وقسم القلب، والطابق الخامس للقسم الداخلى للمرضى بسعة 40 سريرًا، والطابق السادس به مسجد وقسم التعقيم والغسيل وقاعة المحاضرات والصيدلية.
وأشار إلى أن تكلفة تشغيل المستشفى تتم بالاكتفاء الذاتى من دخل المستشفى وتبرعات الأهالى ويُحقق فائضًا مناسبًا شهريًا نتيجة الإدارة الاقتصادية.
وأكد أن المستشفى يستقبل الحالات المرضية من مختلف مراكز المحافظة والمراكز المجاورة، الدقهلية ومن المحافظات الأخرى؛ نظرًا لأن أسعار الخدمات الطبية التى تُقدم للقادرين بأسعار مخفضة وبحد أدنى لا يقل عن 50% من قيمة الأسعار فى المستشفيات الخاصة أو المجمعات الطبية الخيرية.
توفير المواد الغذائية
ويضيف الشيخ محمد الباز، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، وأمين صندوق اللجنة، أن اللجنة تتحمل شهريًا ما لا يقل عن 200 ألف جنيه قيمة صرف العلاج للمستحقين بخلاف الحالات الطارئة، كما تتحمل اللجنة جزءًا كبيرًا من تكاليف العلاج لمرضى الأورام والكلى والغسيل الكلوى والكبد.
وأشار إلى أن اللجنة لها أنشطة مختلفة ومتنوعة لخدمة المحتاجين وغير القادرين، حيث نقوم بتوصيل وصلات مياه الشرب والصرف الصحى لمنازل غير القادرين وعمل أسقف المنازل وسداد قيمة المصروفات الدراسية بجميع المراحل التعليمية بداية من الابتدائى حتى المرحلة الجامعية وتوفير الكتب والمراجع العلمية والأدوات الخاصة بالمعامل لطلبة الكليات العلمية كالطب والصيدلة والعلوم والهندسة ورعايتهم لأكثر من 200 طالب وطالبة بالجامعات، كما تتحمل اللجنة مصاريف كل طلاب التعليم قبل الجامعى للأسر المحتاجة، كما قامت اللجنة بتنظيم مجموعات تقوية للمتسربين من التعليم بالمجان، حيث نجحت فى القضاء التام على الأمية.
ويضيف المحاسب كمال السعيد، عضو مجلس الإدارة، أن اللجنة نجحت فى توفير 6 أفدنة من أجود الأراضى الزراعية تبرع بها أصحابها لزراعتها بالمحاصيل المختلفة ويقوم على خدمتها من زراعة ورى وأسمدة ومكافحة الآفات والحصاد الأهالى أنفسهم، حيث قامت اللجنة، خلال موسم حصاد الأرز هذا العام، بتوزيع أكثر من 50 طن أرز.
حيث يتم توزيع كمية من الأرز وفقًا لعدد أفراد كل أسرة، حيث يتم توزيعها على المحتاجين بواقع 50 كيلو لكل فرد من الأسرة التى تستحق المساعدة، وذلك من إنتاج ال6 أفدنة وتبرعات المزارعين الآخرين.
وكما يتم توزيع البطاطس والعدس والقمح والبصل والثوم وغيرها من المنتجات الزراعية وفق احتياجات كل أسرة أيضًا، كما يتم توفير الكسوة 3 مرات سنويًا لكل أفراد الأسر المحتاجة.
