عقل ومنطق

اغتراب اللغة العربية

عبدالعزيز العدس
عبدالعزيز العدس

لا تزال اللغة العربية تعيش حالة من الاغتراب خاصة بين أبنائها المتكلمين بلسانها.. يتضح ذلك بوضوح إذا قمت بجولة يسيرة على الأقدام، لن تتعب كثيرًا لكن ستتألم أكثر حين تقع عيناك على مسميات المحال التجارية التى باتت تتفنن فى إطلاق أسماء أجنبية وأعجمية ليس فى المدن فحسب بل تخطى الأمر ووصل إلى ديار الريف.


لقد كانت القرى تزخر بدور الكُتاب الذى كان المعلم الأول للناشئة من الأطفال قبل مرحلة المدرسة.. لكن شيئا فشيئا سُحب منه البساط. فمن العجيب أن الزمن اختلف والأدوات تبدلت بل تطوّرت إلا أن الحال ساء فثقل لسان أولادنا وانتشرت نسبة كبيرة تعانى من ضعف القراءة الجيدة والكتابة الصحيحة.. لا ألوم التكنولوجيا الجديدة بقدر ما أعجب لسحر الدواة والأحبار وأقلام البوص التى تربينا عليها وأخرجت أجيالًا وأجيالًا أجادت نطق العربية وكتابتها بفصاحة بليغة.
ندق جرس إنذار للخطر الذى يداهم واقعنا ويتغلغل دون انتباه أو سيطرة.. فأرجو من يعنيهم الأمر اتخاذ ما يلزم تجاه ذلك الوضع وإلزام المحلات على الأقل بكتابة الاسم بلغة عربية واضحة لا لبس فيها والتقليل ما أمكن من استخدام التعبيرات الأجنبية حتى تتخلص لغتنا الجميلة من حالة قبيحة فرضت عليها فى غفلة من الزمن.