صناعة المحتوى والأدب النسوي في ندوات معرض الكتاب

جانب من ندوات المعرض
جانب من ندوات المعرض

ضمن البرنامج الثقافى المصاحب لمعرض الكتاب أقيمت مجموعة من الندوات المهمة، ولأول مرة تم تخصيص محور «صناع المحتوى» ضمن الجدول الرسمى لفعاليات المعرض، حيث عرض من خلاله صُناع المحتوى تجاربهم وأفكارهم. هنا جولة سريعة فى أبرز الندوات الافتتاحية للمعرض.

صناع المحتوى 
اليوتيوبر المصرى عبداللطيف أحمد حكى تجربته الشخصية فى صناعة محتوى على السوشيال ميديا، حيث أوضح أن شغفه بصناعة المحتوى، بدأ من خلال منشورات على الفيس بوك، والتى لاقت تفاعلًا كبيرًا من النشطاء، ثم تحول الأمر تدريجيًا إلى تصوير مقاطع فيديو بث من خلالها أفكاره.


وعن بثه لمحتوى أدبى ذكر أنه تأثر برواية «أمام العرش» لنجيب محفوظ، حيث كانت لها أثرًا كبيرًا عليه وكانت دافعًا كبيرًا له لبث محتواه الأدبى. 


وفى ندوة أخرى تحدث يسرى عفت صانع المحتوى ومؤسس قناة «بو كافيه» عن تجربته كذلك فى صناعة المحتوى والتى بدأت عام 2019 حيث يقدم من خلالها ترشيحات للكتب، فقد أشار إلى أن اليوتيوب.

وأتاح الفرصة للقراء ليتحدثوا عن الكتب ويقدمونها بجانب صناعة محتوى بشكل احترافى مثلما تفعل تمامًا وسائل الإعلام التقليدية، حيث يقدم فى الوقت الراهن روايات الفانتازيا، والخيال العلمى وكذلك الأدب الساخر والروايات التاريخية والاجتماعية أيضًا.


وضمن برنامج «صناع المحتوى» لفتت الدكتورة مونيكا حنا العميد المؤسس لكلية الآثار والتراث الحضارى بالأكاديمية البحرية النظر لضرورة تدريس وتعميم الدراسات الاجتماعية لكافة التخصصات الدراسية خاصة المرحلة الجامعية، حيث أشارت إلى أن تدريس مثل هذه العلوم ليس رفاهية لكنه أمر ضرورى لفهم المجتمع الذى يعيش داخله الفرد، كما دعت لتدريس علم الاجتماع فى الجامعات والمدارس كافة.


وقالت مونيكا حنا إن هناك تراجعا فى البحث العلمى المنشور باللغة العربية، فمعظم الكتب والكتابات الخاصة بالآثار المصرية القديمة على سبيل المثال تنتج وتقدم باللغة الإنجليزية.


نحن والتراث
وخلال ندوة أخرى حملت اسم «نحن والتراث»، شدد الأكاديمى محمد ناصرعبدالله على ضرورة التخلى عن فكرة احتكار التراث وكأنه يخص النخبة وحدها، وأشار إلى أن التراث بات ضرورة لحياتنا وحياة البشر ككل.

وكما اتفق المتحدثون فى الندوة على أن ما يهدد تراثنا فى الوقت الراهن هو الوقوف على الشكل التقليدى، لذلك اتفقوا أيضًا على ضرورة إعادة إنتاج التراث وتقديمه عبر الوسائل الحديثة لحمايته من الزوال. 


مؤرخون جدد
واستضافت قاعة «الصالون الثقافى» ندوة بعنوان المؤرخون الجدد والتى أدارها الدكتور عماد أبوغازى وزير الثقافة الأسبق، حيث قدم خلالها شباب الباحثين من أصحاب التجارب الجديدة فى الدراسات التاريخية والتوثيق.

وإذ ذكر الباحث فى التاريخ أحمد ماتاريك، أنه من الضروى التثبت من صحة الروايات المتداولة، مهما كان تداولها على ألسنة شخصيات بارزة أو لها قدر فى المشهد الثقافى، ودلل على ذلك بشخصية «دولت فهمي» ذات الاسم البارز خلال الحركة السرية إبان ثورة 19، حيث ذكر أن الاستنتاجات قد تصل لنفى وجود هذه الشخصية بالأساس!.


وتحدث الباحث فى الآثار معاذ لافى عن تخصصه الدقيق فى العمران المملوكى، حيث أشار إلى أن القاهرة بمفهومها الذى نراه حاليًا مدينة مملوكية وليست فاطمية، حيث ذكر أيضًا أن دراسته ركزت على تاريخ المهمشين والعوام، وذكر نموذج قاده لذلك وتحديدًا عندما قرأ أعمال المؤرخ إسماعيل الخشاب، والذى اهتم بدراسة تاريخ المهمشين.


الحركة الشعرية فى الدومينكان
وخلال ندوة أقيمت ضمن مشاركة دولة الدومينكان الأولى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، شاركت الشاعرة الدومينيكية تيودولوياسير ماتيو بورقة بحثية تناولت خلالها الحركة الشعرية النسائية فى الدومينيكان حيث أبرزت دورالحركة النضالية التى قامت بها الشاعرات داخل الدومينيكان.

وهم آندى روديجيز، ودوران وروزا، ودى سيلفيو، وكينيا ليرانزو، رغبة منهم فى تعزيز حرية المرأة، وأوضح تتيودولوياسير بأنه طوال التاريخ كان ينظر للمرأة على أنها كائن أدنى، وهذا الأمر هو ما حاولت إبرازه خلال الورقة البحثية التى قدمتها، خاصة دورهن من أجل تحرير النساء داخل الدومينيكان. 


أدب نسوى 
وتحت عنوان «من الأدب النسوى العربى» أقيمت ندوة شاركت فيها كل من الروائية العراقية شهد الراوى، والكاتبة والروائية البحرينية ليلى المطوع، والكاتبة الإمارتية مريم الساعدى، والكاتبة والروائية المصرية رشا سمير، والتى أكدت رفضها لمصطلح الأدب النسوى.

والذى رأت أنه مصطلح يصنف المرأة وبالتالى يؤدى لتقزيم القضية بشكل عام، خاصة انه وضع المرأة فى خانة أنها لا تستطيع أن تكتب إلا عن القضايا التى تخص المرأة، كما أوضحت أن المرأة شأنها شأن الرجل لا يليق أن يخصص لها «كوتة» للوصول إلى مناصب أو مكانة ولكن تستحق أن تصل وفقًا لمجهودها وليس من خلال «كوتة»؛ لذلك أكدت أنه لا يمكن تصنيف الأدب وفقًا لموضوع التناول.


واتفقت معها كذلك الكاتبة الإمارتية مريم الساعدى، حيث أكدت أن الكتابة من المفترض ألا تصنف إلى ما يسميه البعض باسم الكتابة النسوية، لأن المبدع يكتب دون أن يحدد قضايا بعينها. وخالفتها الرأى الكاتبة البحرينية ليلى المطوع حيث أكدت على أن قضايا النساء عند مناقشتها تكتب عنها النساء بشكل أفضل من الرجال، لأن هناك مشاعر إنسانية نسوية لا يمكن للرجل التعبير عنها فى كتاباته. 


وأما الكاتبة والروائية العراقية شهد الراوى فقالت إن الأدب الذى تكتبه النساء لا يختلف عن الأدب الذى يكتبه الرجال، لأن الأدب فى النهاية يتعرض لموضوعات إنسانية، وحال تم كتابة نص أدبى محملًا بأيدلوجيات جندرية فهذا يؤدى إلى إنتاج نصوص مشوهة لا ترتقى لدرجة النصوص أدبية.

لافتة إلى أن أنواع الفنون الأخرى كالرسم والموسيقى والنحت لا يوجد بها تصنيفات نسوية.. وتساءلت الراوى وقالت: لماذا يتم تصنيف الكتابة على أنها نسوية أو غير نسوية، خاصة أن الكتابة عمل إبداعى شأنها شأن أى عمل إبداعى آخر؟


حداثة صلاح فضل
وفى ندوة بعنوان «صلاح فضل.. جهوده النظرية بين النظرية والتطبيق»، تحدث المشاركون عن تميز الناقد الراحل د. صلاح فضل بمتابعته الجيدة لكل الإبداعات العربية سواء لكبار الكتاب أو شباب الأدباء على حد سواء.

وكما تحدثوا عن مساهمته فى فتح الطريق للحداثة العربية، حيث قدم مناهج الحداثة العربية واستزرعها فى فضاء النقد العربى ومنها نظرية البنيوية التى قدم أصولها المعرفية. 


دفاع كامل الكيلانى عن العربية 
وفى القاعة المخصصة لأدب الطفل والتى تحمل هذا العام اسم كامل الكيلانى تحدث نجله أمين كامل الكيلانى وقال إن والده كان يحلم دائمًا أن يصبح أديبًا للأطفال، حيث كان دائمًا يحاول أن يزرع حب اللغة العربية داخل قلوب الأطفال لأنه أحبها بصدق ودافع عنها.

واستخدم بعض الألفاظ التى كان يظنها البعض عامية، لكنه فعل ذلك لأنه أراد تبسيط اللغة العربية وتقديمها فى ثوب يلائم الأطفال والجيل الجديد الذى كتب من أجلهم.

اقرأ ايضاً | «حب فرعوني».. حكاية القزم والأميرة «سنت»