خيط بندول نجاة عبد الصمد

خيط بندول نجاة عبد الصمد
خيط بندول نجاة عبد الصمد

طبيبٌ يزور طبيباً. هكذا تبدأ رواية «خيط البندول» للكاتبة السورية نجاة عبد الصمد بزيارة أسامة، الطبيب الاختصاصى بأمراض النساء وعلاج العقم، لأستاذه مختار، يطلب نصيحته بعد طول معاناته فى علاج زوجته لإنجاب طفلهما، ثم فجأة يستقبل أسامة طفلاً جاء من حادثة اغتصاب طفلةٍ قاصر، كيف له أن يقرر مصير هذا الطفل؟
لكنّ بطل الرواية الخفيّ ليس أسامة دائماً، أو وردة التى طرأت على حياته، أو حتى زوجته نداء وصديقاتها، أو الدكتور أدهم خرّيج روسيا التى غادرها يحمل منها أفكاره ونظرياته بينما بقى جزءٌ منه فيهايخز ضميره، أو الخالة جدعة، المداوية الشعبية الفقيرة والذكية، والتى ربّت أبناء أختها العشرة، بمن فيهم زاهى العبقرى المجنون؛ البطل الحقيقى هو آدم، الابن الذى لا يصير ابناً.


تطرح الرواية، الصادرة عن دار نوفل، هواجس الإنسان حول الألم والمرض والحياة والموت، والحب والزواج كحياة مشتركة و/أو استمرار الذريّة عبر الإنجاب، ووعود الطب الحديث باجتثاث العقم، وهل وفى بوعوده أم لا! وتحتفى بالأمومة كرسالة، كبطولة خَلقٍ وتربية، سواءٌ بإنجاب الأطفال أو من دونه!.


قبل «خيط البندول» صدر للكاتبة روايات ومرويات: «بلاد المنافي»، «غورنيكات سوريّة»، «فى حنان الحرب»، «منازل الأوطان»، «لا ماء يرويها» الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية عام 2018. وفى أعمالها تابعت رصد الإنسان السورى ما بين أحلامه وواقعه.

وما بين نفسه ومجتمعه، وفى أوقات الحرب والسلم، وأفردت للمرأة منها حصةً وازنة. وكأنها لم تكن تروى عن المجتمع السورى وحده، إنما تتعداه إلى الإنسان فى أية أرضٍ كان.


فى «خيط البندول» تتوزع أصوات السرد ما بين أسامة الذى يروى حكايته بصوته، إلى وردة ابنة قرية المغمورة التى هجرها أهلها، إلى صوت الراوى العليم يسرد حكايات رجال ونساء المجتمع على السواء، ومن خلالها تتكشف الفروقات بين الطبقات الاجتماعية فى سوريا ما بين الأكاديمية والمتوسطة وأهل القاع.

منذ منتصف القرن العشرين حتى أيامنا هذه. كيف سارت حيوات هؤلاء الناس، وماذا فعل بعضهم ليأتوا بطفلٍ لم يستطيعوا إنجابه بأنفسهم، وهل كانوا يدركون تبعات ما فعلوا؟!


اقرأ ايضاً | شعبان يوسف يكتب.. كل ده كان ليه؟