«آليات الإبداع في السرد الروائي» .. جديد الدكتور عزوز علي إسماعيل

الدكتور عزوز إسماعيل
الدكتور عزوز إسماعيل

بعد عدد من المشروعات النقدية مثل "عتبات النصوص" والذي توجه بـ "المعجم المفسر لعتبات النصوص" و"الألم في الرواية العربية" "وشعرية الرواية" و"الرواية الرسائلية والرسالة الروائية" وعدد من المشروعات النقدية الأخرى التي حركت بالفعل المياه الراكده في عالم النقد الأدبي يصدر الدكتور عزوز علي إسماعيل كتابه الجديد "آليات الإبداع في السرد الروائي"

يحوي هذ الكتاب عدداً من الدراسات الرصينة في السرد الروائي وتقنياته المختلفة وآليات الإبداع في تلك النصوص السردية، التي جعلت منه عملاً أدبياً متفرداً عن غيره، وقد حملت كل دراسة من تلك الدراسات منهجاً مختلفاً عن الأخرى والكتاب يجيب عن سؤال محوري كيف تحققت الشعرية في النص الروائي؟ ..

يضم الكتاب ستة فصول بعد المقدمة والتمهيد لعدد من الروايات العربية والمترجمة ولكتاب كبار لهم مشروعاتهم الروائية الكبرى وقضاياهم الإنسانية التي عاشوا مدافعين عنها سواء أكانوا عرباً أم غير عرب نحو"الرواية والتعدد الثقافي في ضوء الهوية الأفريقية؛ حيث تناول عدداً من الروائيين الكبار في القارة الأفريقية وهم وول سوينكا النيجيري صاحب رواية "المفسرون" و"موسم الفوضى" ومات الرجل". وأيضاً الكاتب النيجيري تشينوا أتشيبي في رائعته "الأشياء تتداعى" ثم الكاتب السنغالي دافيد ديوب في رائعته "شقيق الروح" وما فيها من آلام مبكية.  ..

 

يؤرخ الكاتب للحياة الثقافية والفكرية ويرصد أربع مراحل مرت بها الرواية حتى وقتنا الحاضر، من خلال التمهيد الذي عنونه ب "أثر السرد الروائي  في  الأدب العربي" وذكر بأن الأمة العربية هي الأمة التي تميزت بفن الحكي منذ العصر الجاهلي حتى الآن، فقديماً قيل: "إن الشعر ديوان العرب"؛ لأنه كان المعبر عن البطولات والملاحم والسير الشعبية، ومنذ ذلك الحين أصبح الشعر ديوان العرب، وكانت ألف ليلة وليلة في سردها العميق والرائق، تعبيراً عن الحياة والحكي فأصبحت الرواية هي الأخرى معبرة عن الآمال والآلام، والأدب منذ أرسطو وحتى الآن ما هو إلا محاكاة للواقع وتعبير عن الحياة. وإذا كان الشعر - كما قلت - مدوناً لحياة العرب، فإن الرواية الآن أصبحت هي المدونة لحياة العرب، وهذا لا يعني أن نجم الشعر قد خبا ولكن قد توارى حياء بعض الوقت في هذا الزمن لأنه قد أخذ حظه بما يكفيه، حيث ظل مهيمناً على الساحة الأدبية قروناً عديدة من الزمان، ثم جاءت الرواية مع الدكتور محمد حسين هيكل " زينب " في القرن الماضي أي منذ أكثر من مائة سنة بقليل فأصبحت الرواية هي المسيطرة والمهيمنة على الساحة الأدبية حتى الآن، سواء اتفقنا أو اختلفا حول الرواية الأولى في عالمنا العربي فقد اتفق أغلب النقاد على أن زينب هي الرواية الأولى التي اكتملت عناصرها الفنية للفن الجديد، رغم أن هناك أصوات ظهرت مؤخراً تنادي بجعل روايات أخرى هي الأولى ولم يرد الخوض في النقاشات هنا أو هناك ولكن ذكر بعضاً من تلك الروايات التي سبقت هيكل منها رواية "البراق بن روحان" ولم يعرف مؤلفها. ورواية "وي. إذن لست بإفرنجي" 1959م. للكاتب اللبناني خليل الخوري صاحب جريدة حديقة الأخبار، والتي بدأت في الظهور في عام 1858م، ولها الفضل في تعريب بعض الأعمال الأوروبية. ورواية "غاية الحق" 1865 للكاتب الحلبي فرنسيس مراش. وكذلك هناك أسماء لا يغفلها النقد مثل سليم البستاني وأول رواية له عام 1870 "الهيام في جنان الشام". وجورجي زيدان بعد ذلك وأعماله التاريخية.. وانطلقت الرواية منذ تلك الأوقات حتى وقتنا الحاضر، تجوب وتصول في أقطارنا العربية، فازدهرت ازدهاراً عظيماً.