د. هشام صادق لـ« أخبار اليوم » : الاكتشاف المصرى فتح طبى جديد يغير تاريخ علاجات القلب

إنجاز علمي غير مسبوق فى أمراض القلب.. طبيب مصري في أمريكا يداوى القلوب التالفة

إنجاز علمى غير مسبوق فى مجال أمراض القلب
إنجاز علمى غير مسبوق فى مجال أمراض القلب

فى إنجاز علمى غير مسبوق، حصل الطبيب والعالم المصرى الدكتور هشام على صادق، أستاذ القلب والفيزياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية فى جامعة جنوب غرب تكساس الأمريكية، وأحد أعضاء مجلس الجينوم المصرى، على جائزة العالم المتميز من المؤسسة القومية للصحة والقلب الأمريكية، وهى أكبر جهة فيدرالية تقدم دعما عن طريق المنح والجوائز للأبحاث الطبية.

وأكد الدكتور هشام صادق الذى تخرج فى كلية الطب جامعة عين شمس، والحاصل على الدكتوراه من جامعة «كيس ويسترن - Case Western» بكليفلاند، أن هذه الجائزة سوف تعمل على تسريع تطوير العلاجات التى يمكن أن تعيد تنشيط دورة خلايا عضلة القلب، وتحفز تجديد القلب لدى البشر.

تعطيل الجين المكتشف ببعض العلاجات يحمى القلب من الإصابة بالتليف

أوضح فى حواره مع «أخبار اليوم» أنه نجح فى اكتشاف جين مسئول عن توقف خلايا القلب عند الفئران عن التجدد أطلق عليه «MEIS1» ويظهر هذا الجين بعد 7 أيام من الولادة، ويستمر حتى آخر العمر، وبالتالى تتوقف الخلايا عن الانقسام والتجدد، وهذا الجين هو المسئول عن توقف تجدد خلايا القلب، وإذا تم تعطيله ببعض العلاجات، فإن خلايا القلب ستتجدد، وبالتالى لا يصاب بالتليف.

هل يمكننا القول إن العلاج الجديد يمثل ثورة فى مجال علاجات أمراض القلب؟

بالفعل يعانى الملايين حول العالم من قصور فى القلب، وهو اضطراب تسببه الفيروسات أو السموم أو ارتفاع ضغط الدم أو النوبات القلبية حيث يكافح القلب لضخ ما يكفى من الدم لتلبية متطلبات الجسم. تركز العلاجات التقليدية الحالية على علاج فشل القلب، بما فى ذلك مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، فى محاولة إيقاف الحلقة المفرغة لفقدان عضلة القلب حيث يؤدى الإجهاد إلى مزيد من الضرر للعضلات المتبقية، مما يؤدى إلى الوفاة.

وأكد الدكتور صادق أنه لا توجد حاليا علاجات يمكنها عكس قصور القلب أو تحفيز تجديد القلب لدى البشر والهدف من العلاجات أن تعيد تنشيط دورة خلايا عضلة القلب وتحفز تجديد القلب لدى البشر.

فى مصر والعالم مئات الملايين من المصابين بأمراض القلب والذى يمكن أن يمثل لهم هذا الدواء «أملا» فى حياة جديدة بلا متاعب قلبية هل يمكن أن تلقى لنا مزيدا من الضوء على هذا العلاج الجديد؟

عام ٢٠١١ وصولا لعام ٢٠١٣ توصل الفريق البحثى المصرى بالمركز الطبى فى جامعة «جنوب غرب تكساس - «UT Southwestern» الأمريكية تحت قيادتى، إلى تحديد «جين» جديد يستطيع إصلاح عضلة القلب، ويوقف تليف الخلايا، وهو باب أمل قد يمثل فتحاً طبياً جديداً، ويغير تاريخ علاجات القلب.

ويضيف الدكتور صادق أن القلب إذا تعرض لمشاكل وأصيبت العضلة بالتلف فإن هذا الجهاز الحساس لا يستطيع أن يجدد نفسه بخلايا عضلية جديدة، وبالتالى تصاب العضلة بالتليف، ويتعرض القلب للفشل، ويكون الحل الوحيد هو إما زرع قلب جديد، أو وضع قلب اصطناعى.

ويقول الدكتور صادق إنه والفريق المعاون له قاموا بدراسة أسباب عدم استطاعة القلب أن يجدد الخلايا العضلية المفقودة.. واكتشفوا فى عام 2011 فى بحث نشر فى مجلة Science العلمية العريقة أن عضلة القلب عند الثدييات، تجدد نفسها، من خلال انقسام الخلايا العضلية وليس الخلايا الجزعية، لمدة أسبوع واحد فقط من الولادة، وبالتالى إذا أصيبت العضلة بعد ذلك بالتلف، فإنها لا تتجدد، وتصيب القلب بالتلف.

وعقب الاكتشاف.. ركز الفريق البحثى على اكتشاف ما الذى يحدث عقب ولادة الإنسان بأسبوع.. ولماذا تتوقف عضلة القلب عن التجدد والانقسام..بالرغم أن هناك مخلوقات أخرى كأسماك الـ(Zebrafish) تجدد خلايا قلبها طول العمر.

هل تم التوصل إلى الأسباب التى تؤدى إلى توقف «جين» تجديد عضلة القلب لدى الانسان بعد أسبوع من ولادته على العكس من بعض الكائنات الأخرى؟

فريقنا البحثى نجح فى اكتشاف أن هناك جيناً مسئولاً عن تجديد وتوقف خلايا القلب عند الفئران أطلق عليه «MEIS1» ويظهر هذا الجين، بعد 7 أيام من الولادة، ويستمر حتى آخر العمر، وبالتالى تتوقف الخلايا عن الانقسام والتجدد، وأهم ما توصلنا إليه أن هذا الچين المسئول الذى يوقف تجدد خلايا القلب، وإذا تم تعطيله ببعض العلاجات، فإن خلايا القلب ستتجدد، وبالتالى لا يصاب بالتليف.

وكيف ترى أهمية هذا الاكتشاف العلمى؟

أهمية هذا الاكتشاف تتمثل فى أنه سيغير من منهج علاجات القلب، فبدلا من توجيه العلاجات لمواجهة تليف خلايا القلب، ومحاولة الاستعاضة عنها بزرع قلب، أو القلب الاصطناعى، سيكون التركيز على كيفية تقوية عضلة القلب، ومساعدتها على التجدد إذا تعرضت للتلف، وبالتالى من الممكن أن يعود القلب لشبابه مرة أخرى ويتعافى تماماً.

متى يصبح هذا الدواء متاحا للبشر وهل تم الحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية «FDA»؟

أجرينا تجارب على الفئران، وأثبتت نجاحها، ونعمل الآن على دراسة هذا الجين باستفاضة ومحاولة تصميم مركبات جديدة للتعامل مع هذا الجين، أما متى يتم تطبيق تلك التجارب على الإنسان، قال صادق الأمر يحتاج مزيداً من الوقت حتى يثبت هذا العلاج جدارته، ونستطيع أن نرصد كل آثاره الجانبية، وقبل كل شىء لابد أن يأخذ موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، حتى يتم تطبيقه على البشر.

حصلتم على جائزة الباحث المتميز «العالم المتميز» من المؤسسة القومية للصحة والقلب الأمريكية كيف ترى أهمية هذه الجائزة؟

يشرفنى هذا التقدير لمساهماتنا وقدرتنا على تطوير برنامج بحثى طموح للغاية لتجديد القلب، وتبلغ قيمة المنحة التنافسية 7.5 مليون دولار على مدى سبع سنوات، وهذه الأموال ستستخدم لتحديد الآليات الجزيئية التى من خلالها ينظم عمل القلب والأكسجين قدرة القلب على التجدد.. وعلق على فوزه بالجائزة قائلا: تلقيت الخبر بمزيج من الذهول والسعادة ويشرفنى هذا التقدير. 

والجائزة موجهة للإنتاجية والابتكار من قبل العلماء الذين يظهر سجلهم البحثى المتميز من شأنها أن تعزز قدرتهم على تقديم مساهمات كبيرة لأبحاث القلب، وهو ما يوفر للباحثين مزيدًا من الحرية لإجراء البحوث التى تفتح آفاقًا جديدة وتسمح لهم بتحمل مخاطر أكبر ومتابعة الأبحاث التى تتطلب وقتًا أطول، مع العلم أننا نقضى ما يقارب من ١٥ساعة يومياً فى المعمل.

إقرأ أيضاً|نصائح صحية.. كشف النقاب عن تأثير «الوحدة» على صحة القلب

رحلة البروفيسور المصرى مــــن عيـــن شمـــس لأمـــريكا

الطبيب هشام على عبد الصادق والبالغ من العمر خمسين عاماً هو أستاذ فى قسم الطب الباطنى فى UT Southwestern Medical Center، وهو أيضًا عضو مجلس الجينوم المصرى. وهو متخصص فى أمراض القلب العامة وتصوير القلب.

حصل الدكتور صادق على شهادته فى الطب من كلية الطب بجامعة عين شمس فى القاهرة، ودرجة الدكتوراه فى علم وظائف الأعضاء والفيزياء الحيوية من جامعة كيس ويسترن ريزيرف. أكمل إقامته فى الطب الباطنى والزمالة فى طب القلب فى مستشفيات جامعة كليفلاند. كما أجرى زمالة بحثية لما بعد الدكتوراه فى أمراض القلب فى UT Southwestern.

حاصل على شهادة البورد الأمريكى للطب الباطنى فى أمراض القلب والأوعية الدموية، وانضم إلى هيئة التدريس فى جامعة جنوب غرب الولايات المتحدة فى عام 2007.

تركز أبحاث الدكتور صادق على تجديد القلب. على وجه التحديد، يهتم هو وفريقه بتحديد طرق لتفعيل آليات تجديد القلب الذاتية لدى البشر. وقد ألقى عشرات العروض التقديمية ونشر العديد من المقالات الأكاديمية وساهم فى كتب مثل الطبعة الرابعة من قصور القلب: رفيق لمرض القلب فى براونوالد. يتم تمويل أبحاث الدكتور صادق من خلال المنح المقدمة من المعاهد الوطنية للصحة و AHA وCPRIT وNASA وغيرها.

وعضو فى العديد من المنظمات المهنية، بما فى ذلك الجمعية الطبية الأمريكية، وجمعية القلب الأمريكية، والكلية الأمريكية لأمراض القلب.
حصل فى عام 2015 على جائزة الباحث المؤسس ، وهى جائزة من بين العديد من الجوائز الأخرى.

 

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي