كشف حساب

إنهاء سطوة الدولار!

عاطف زيدان
عاطف زيدان

حالة من الارتباك، تشهدها أسواق النقد فى العالم، بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على اقتصادات مختلف الدول. ولا يختلف اثنان على أن هذه الحرب الملعونة، هى فى حقيقتها حرب عالمية بين روسيا وحلفائها غير المحددين رسميا من جانب، والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى من جانب آخر. ويسعى كل طرف إلى إلحاق أكبر حجم من الضرر باقتصاد الآخر، لإعادة رسم وتشكيل النظام العالمى وفقا لما تؤول إليه تلك الحرب. ووسط هذا الصراع،

غير محدد الأهداف والمسارات، تدفع اقتصادات الدول خاصة النامية ثمنا باهظا. حيث قام المعسكر الغربى بتجميد الأموال والممتلكات الروسية لديه، وإخراج الجهاز المصرفى الروسى من نظام سويفت ما أثار مخاوف العديد من الدول خاصة الصين، التى تستحوذ على أذون وسندات خزانة أمريكية بقيمة تتجاوز تريليونى دولار. وبدأت دول مثل روسيا ودول نفطية أخرى إلى بيع نفطها بعملات أخرى غير الدولار. وأصبح نظام البترودولار المعمول به منذ سبعينيات القرن الماضى مهددا بالسقوط. ليفقد الدولار الأمريكى هيمنته على العملات الأخرى، خاصة أن أزمة سقف الدين العام الأمريكى البالغ ٣١.٤ تريليون تشتد وتيرتها فى صراع الجمهوريين والديمقراطيين. وكان طبيعيًا وسط ذلك تعرض الجنيه المصرى لهزات عنيفة، أدت لانخفاض شديد فى سعر صرفه أمام الدولار الأمريكى. لكن رب ضارة نافعة. فقد وافق البنك المركزى الروسى على اعتماد الجنيه المصرى ضمن ٩عملات أجنبية فى المعاملات التجارية الخارجية بدلا من الدولار.

وهو ما يخفف الطلب على العملة الأمريكية فى مصر، خاصة إذا جاءت خطوات مماثلة للخطوة الروسية من الشركاء التجاريين الكبار مثل الصين ودول الخليج. لقد نجحت الحكومة، ولله الحمد، فى إنهاء أزمة البضائع المتراكمة فى الموانئ. وعادت المصانع المصرية للعمل بكامل طاقتها تقريبا، بل إن لديها مخزونا يكفى ما بين شهر إلى شهرين من المواد الخام ومستلزمات الإنتاج. وننتظر انعكاس ذلك على خفض أسعار السلع المختلفة ومنتجات الدواجن. ويبقى أن نستوعب الدرس، ونسعى دون كلل للتخلص من هيمنة الدولار على معاملاتنا الخارجية، بإنتاج مستلزمات الإنتاج والأعلاف محليًا، مع زيادة الصادرات، واعتماد الجنيه فى تعاملات مصر الخارجية مع أغلب الدول، لضمان استقراره، بعيدًا عن سطوة الدولار وصراعات الكبار.