مشوار

ابن السيدة الذى أنطق الموسيقى بالمصرية

خالد رزق
خالد رزق

«حبيت ودبيت كما العاشق ليالى طوال وكل شبر وحته من بلدى حته من كبدى حته من موال»، احتاجت هذه الكلمات التى أبدعها العظيم فؤاد حداد إلى ملحن ومطرب من عجينة خاصة، عجينة مصرية خالصة تشكلت فى حوارى وأزقة حى السيدة زينب بالقاهرة، لتخرج ناطقة لحنًا وصوتًا بالأصالة المصرية هو الراحل الجميل سيد مكاوى أو الشيخ سيد الذى ولد بالقاهرة سنة 1928 وتوفى فى عام 1997.
وسيد مكاوى الذى صافح صوته آذان المصريين عبر شاشة التليفزيون وأثير الإذاعة ينشدهم كل رمضان بأشعار المسحراتى لرفيق دربه الفنى حداد هو واحد من قلة من الملحنين والمطربين المصريين الذين يمكن إدراجهم وتصنيفهم بأصحاب المدارس الفنية الفريدة التى لا نظير لها فى غير أعماله، ذلك أن منهاج موسيقاه وأداءه لا يمكن وصفهما فقط بالشرقى وإنما بالمصرى الخالص وعلى مذهب خاص ونحو لم يدركه أحد سواه.


تربى الشيخ سيد ونشأ فى أوساط أولاد البلد بحى السيدة زينب القاهرة العريق، ووجهته أسرته فى صغره إلى تعلم القرآن والإنشاد فخبر مخارج الألفاظ وترنم بالأناشيد والتواشيح الدينية التى تعلمها عن أساطين عصره، قبل أن ينتقل إلى التلحين الموسيقى والطرب والغناء بمصاحبة اثنين من أصدقائه الموسيقيين هما الأخوان إسماعيل رأفت ومحمود رأفت.. وهو ما يفسر كيف تشكلت الشخصية الفنية المصرية الفريدة التى امتاز بها.
قدم مكاوى للمكتبة العربية مئات من الألحان والأغانى الدينية والعاطفية والوطنية التى عاش كثير منها فى وجدان المصريين.. وغنى من ألحانه عدد معتبر من أهم المغنين وكانت الثنائية الأهم ما بينه وبين وردة الجزائرية التى غنت عددًا من ألحانه حققت كلها نجاحًا مبهرًا.
تربع مكاوى وبلا منازع على عرش ملحنى المسرح الغنائى فقدم خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضى العديد من الأوبريتات الغنائية كان أهمها أوبريت القاهرة فى ألف عام والذى جاء أقرب إلى الملحمة التى جسدت الوطن ومن يعيشون على أرضه وهى السمة التى ميزت منهجه ونجدها واضحة فى أوبريت مسرح العرائس الأهم فى تاريخ الفن المصرى «الليلة الكبيرة».
حقيقة تصعب الإشارة لأى من أعمال مكاوى على أنها الأميز، ومنها انتقى لكم عن مصر وفلسطين مصر مصر دايمًا مصر والأرض بتتكلم عربي.