قلب مفتوح

الفاو «يفضح الاستغلال»

هشام عطية
هشام عطية

ما يحدث فى أسواقنا يفوق الخيال، إذا كان يدهشنا حالة السعار التى انتابت بعض التجار منذ اندلاع الحرب الاوكرانية ـ الروسية، فإن تهاون الحكومة وتقاعس أدواتها الرقابية فى التصدى لهؤلاء يصدمنا يذبحنا.

أصابنا الملل من حديث الأسعار النار  دون جدوى ولكن أينما تولى وجهك فى مصر لاتسمع إلا انين المطحونين وشكاوى القادرين الذين يخشون مع الغلاء الفاحش ان يتحولوا إلى عاجزين محتاجين!!

نعم نعلم جميعا أن الغلاء ابتلاء عالمى يضرب كل سكان الأرض، ولكن ليس بهذا التجبر والتوحش الموجود لدينا، دون مبالغة شيطان الاستغلال ومص دم الفقراء سكن عقارب الساعة، كل دقيقة قفزات غير مبررة فى اسعار السلع، أصبحنا أعجوبة الأعاجيب فى الغلاء، التضخم لدينا وحسب بيانات رسمية يلامس سقف ٢٢٪ فى حين أن بلدا مثل بريطانياوالتى لاتخلو ساحاتها  كل يوم من اضطرابات واعتصامات بسبب الغلاء وتردى الأحوال المعيشية لم يتجاوز معدل التضخم فيها حاجز ١١٪ والذى يقولون أنه أعلى مستوى التضخم مر على الانجليز خلال ٤١ عاما!.

سؤال مهم أتوقع ألا أجد له إجابة عند مسئولينا هل قرأ أحدهم آخر تقرير صادر عن منظمة الفاو والذى أكد وجود انخفاض فى مؤشر اسعار السلع عالميا خلال ديسمبر الماضى بنسبة ٢ ٪   ، حيث رصد التقرير انخفاضات فى اسعار الحبوب وخاصة الذرة والقمح وكذلك اللحوم!.

كما أشار إلى ارتفاعات طفيفة فى اسعار السكر والأرز.

المثير للأسى ان التقرير أشار إلى هبوط حاد فى الأسعار الدولية للزيوت النباتية فى الوقت الذى تواصل فيه أسعار الزيوت لدينا طريقها إلى الأرقام الفلكية والأمر ينطبق على الذرة أيضاً والتى تهبط اسعارها فى العالم كله بينما أسعار الدواجن لدينا تواصل جنونها اللامحدود!

هل لدى احد مسئولينا تفسيرا منطقيا لهذا الذى يحدث ولماذا إذا هبطت الأسعار عالميا  لا يسير هذا الهبوط المحمود إلى اسواقنا؟!

اضبطوا الأسعار واخمدوا نيران الاستغلال وإلا سندفع جميعا ثمنا غاليا قد لانقدر عليه.