شهد الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بدورته الـ54 انعقاد ندوة بعنوان (الوعي وقضايا التغيرات المناخية) من قبل المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
وقال مساعد الممثل المقيم ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقاهرة الدكتور محمد بيومي -في كلمته خلال الندوة- إن قضية التغيرات المناخية كبيرة ومتشعبة وتمس كل مواطن في حياته الشخصية وبنطاق عمله.
وأضاف أن كوكب الأرض أصبح يعاني اختلالًا بسبب التغيرات المناخية، وتحول الطاقة أصبحت مسألة حتمية فلا بد أن يكون هناك أسلوب مختلف للتعامل مع التغيرات المناخية لتلاشي آثارها السلبية، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة تراقب التطورات التكنولوجية من كثب ونفذت مشروعًا مع وزارة الكهرباء لتحويل لمبات المنزل للمبات الليد.
وفيما يخص قطاع النقل، أكد أن هناك حلولًا كثيرة لمواجهة مشكلات المناخ منها تحويل بعض السيارات للطاقة الشمسية، كما أن المواطن عليه دور من خلال تقليل استخدامات سيارته الشخصية.
ومن جهته، قال أستاذ كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الدستور الإعلامي محمد الباز، إن هناك حاجة ملحة للاتفاق على وضعية الإعلام للتعامل مع قضايا المناخ والمجتمع عمومًا، خاصة أن الإعلام أصبح شماعة يسهل تعليق الإخفاقات عليها واتهامه بأنه لا يجيد توصيل المعلومة.
وأضاف أن الإعلام يعمل في أصعب المراحل لأنه طول الوقت يعمل على الرأي والاتجاه والسلوك، مشيرًا إلى أن تغيير الإعلام لسلوك المواطن أمر صعب جدًا، خاصة أن السلوك به جزء من الاعتياد والثقافة.
وتابع أن التعامل مع التغيرات المناخية يواجه مشكلة أكبر من تغيير السلوك وهي إدراك المواطن المصري وإيمانه بأن هناك خطرًا بسبب التغيرات المناخية، مضيفًا أن عدم إدراك ذلك له أسباب، منها الإعلام، وليس السبب الرئيسي فيها الإعلام.
ولفت إلى أن هناك شعورًا خاصًا لدى المواطن بالتغيرات المناخية وهي أن القضية مسيّسة وهو ما يصعب عملية استجابة المواطن بسهولة للتحذير من آثار تغير المناخ.
ومن جانبه، أكد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيحية محمود سلامة أن الإعلام ليس وحده المسئول أو المتهم في قضية تغيير المناخ، ولكن المؤسسات التعليمية أيضًا سواء مؤسسات التعليم العالي أو التعليم قبل الجامعي يجب أن يكون عليها الدور الأكبر للتوعية بمشكلات المناخ.
وأضاف أنه لا بد من أن تتضمن الرؤية الخاصة بالمؤسسة التعليمية المفاهيم الخاصة بالتغيرات المناخية، كذلك يجب أن تضم المناهج التعليمية مفاهيم حول التغيرات المناخية، مثل الانبعاثات والاحتباس الحراري بكل المناهج الدراسية..
وشهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح الأربعاء 25 يناير، افتتاح الدورة الـ 54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمشاركة الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، وهيفاء النجار، وزيرة الثقافة الأردنية، ممثلة للمملكة الأردنية الهاشمية، ضيف شرف الدورة الحالية للمعرض.
وتحمل الدورة الحالية لمعرض الكتاب شعار: «على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع»، وتستمر فعالياتها خلال الفترة من 25 يناير إلى 6 فبراير 2023، بمركز مصر للمعارض الدولية بالقاهرة الجديدة.
حضر الافتتاح عدد من الوزراء والمسئولين، وأمجد العضايلة، سفير الأردن لدى القاهرة.
ورحب رئيس الوزراء بالمُشاركين في معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام، من مصر ومختلف بلدان العالم، موجهاً تحية خاصة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ضيف شرف هذه الدورة، لافتاً إلى الروابط الأخوية القوية والعلاقات الثنائية المُمتدة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
وأكد مدبولي، مواصلة دعم الدولة لهذا الحدث المهم كي يقام بشكل سنوي، لكونه يعكس مكانة مصر الثقافية ودورها في الدوائر العربية والإقليمية، من خلال الإسهامات العظيمة التي قدمتها القامات الفكرية الوطنية على مر العصور وكان لها أبلغ الأثر في إثراء حركة الإبداع والتنوير.
من جانبها توجهت وزيرة الثقافة بالشكر لرئيس الجمهورية على رعايته الكريمة للمعرض، كما أعربت عن تقديرها لرئيس الوزراء لحضور افتتاح هذه الدورة، بما يُجسد مساندة الدولة لهذا المحفل الثقافي العربي الأبرز، الذي يجمع المثقفين والقراء، ويشكل ركيزة لقوة مصر الناعمة.
وعقب الافتتاح، تجول رئيس الوزراء في أروقة المعرض، متفقداً عدداً من الأجنحة للمؤسسات والهيئات ودور النشر المشاركة، ومطلعاً على ما يقدمه المعرض في دورته الحالية، حيث أشارت الدكتورة نيفين الكيلاني إلى أن هذه النسخة تشهد تواجد 1047 ناشراً مصرياً وعربياً وأجنبياً، ومشاركة 53 دولة، منها دول تُشارك لأول مرة، هي المجر، وجمهورية الدومينيكان، لافتة إلى أنه تم اختيار المملكة الأردنية الهاشمية ضيف شرف لهذه الدورة تحت شعار «الأردن حضارة الماضي.. وإبداع المستقبل»، كما تم اختيار الكاتب "صلاح جاهين" شخصية المعرض، والكاتب "كامل كيلاني" شخصية معرض كتاب الأطفال.
اقرأ أيضا: وزيرة الثقافة الأردنية: فخورة بما شاهدته من إبداع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
