ياسر رزق.. وترقيتي على الهواء مباشرة!!

الكاتب الصحفي جمال حسين
الكاتب الصحفي جمال حسين

في مثل هذا اليوم وبالتحديد في السادسة والنصف من صباح يوم السادس والعشرين من يناير العام الماضي ترجل ياسر رزق فارس الكلمة عن جواده وودعنا دون سابق انذار بعد ان ظننا انه نجح في دحر المرض اللعين وانتصر عليه ضاربا المثل والقدوة كعادته في الصمود والتحدي وتحقيق المستحيل .. في مثل هذا اليوم من العام الماضي فارقنا ياسر رزق الانسان وترك بصمات ومواقف إنسانية شهد بها القاصي والداني ظهرت بعد وفاته بعد ان كان حريصا ان تكون في طي الكتمان لكن الكثيرون آثروا.

في مثل هذا اليوم كنت اول من تلقى صدمة وفاة الاخ والصديق والاستاذ ياسر رزق عندما هاتفني الصديق الدكتور أحمد عبدالسلام طبيب المؤسسة وابلغني بالوفاة.. لم اتمالك نفسي ودارت بي الدنيا وسرعان ما لملمت نفسي وانطلقت مع حشود من الزملاء لنكون في وداعه الأخير.

الحقيقة ان ياسر رزق كان أخا وصديقا للجميع قبل ان يكون رئيسا لنا في العمل.. كان سباقا في السراء والضراء مقداما لمساعدة اي زميل يحتاج للمساعدة سواء كان يعرفه او لا يعرفه وكنت شاهدا على الكثير من هذه المواقف ندعو الله ان تكون في ميزان حسناته 
لي معه مواقف عديدة كان خلالها أخا بكل ما تعني الكلمة.

لم يبخل عليّ بالدعم والمساندة واذكر انني تعرضت لموقف صعب في الأيام الأولى لالتحاقي بمؤسسة أخبار اليوم حيث تعنت معي احد قيادات المؤسسة لا لسبب سوى انني كنت كما وصفني اساتذتي "شاطر" ودخلت المونتاج لتنفيذ أمر نائب رئيس التحرير لتنفيذ صفحة الحوادث وهو ما اعتبره هذا القيادة الصحفية - رحمه الله - جريمة لاني كنت تحت التمرين ولا يجب ان انفذ الصفحة ولم يلتفت انني كنت عبد المأمور وأقسم بكل الايمان قائلا: الواد ده لازم يمشي!! لكن المرحوم ياسر رزق بذل مجهودا خارقا لإثنائه عن قراره وبعدها اصبحت من اقرب المقربين من هذه القيادة الصحفية.

موقف آخر للراحل العظيم ياسر رزق أثبت خلاله ان الكبير كبير بتصرفاته وافعاله وان الكبير من يكبر مرؤسيه ويعطيهم قدرهم امام الجميع.. خلال تغطيتي احداث ٢٥ يناير ٢٠١١ اتصل بي فريق اعداد الاعلامية الكبيرة لميس الحديدي لعمل مداخلة عما يحدث في الميدان الذي سيطرت عليه جماعة الإخوان.. لم اكن اعلم ان ضيفها بالاستوديو رئيس تحريري ياسر رزق.. قالت لميس الحديدي معنا عبر الهاتف الصحفي جمال حسين رئيس قسم الحوادث بالاخبار وفوجئت به يقاطعها على الهواء ويقول لها لا يا استاذه لميس الاستاذ جمال حسين نائب رئيس تحرير الاخبار واثنى على كفاءتي الصحفية في اطار حرصه على احترام كل الزملاء صغارا وكبارا.. وفي اليوم التالي دخلت مقر الجريدة الاخبار وتندر الزملاء على ما حدث في المداخلة التلفزيونية وداعبوني قائلين: اول صحفي يتم ترقيته على الهواء مباشرة!! 

رحم الله الاخ والزميل والصديق والاستاذ ياسر رزق.. اللهم ارحمه واجعله في الفردوس الأعلى من الجنة وبارك في ابنائه وأسرته اللهم امين.