باحث أثري: «مزامير داوود» السفر الوحيد الذي استغرق في كتابته أكثر من 700 عام

مزامير داوود
مزامير داوود

كشف الباحث الأثري رضا عبد الرحيم تفاصيل «سفر المزامير»، مؤكدا أنه السفر الوحيد الذي استغرق في كتابته أكثر من سبعمائة عام بداية من «داود النبي» مرنم إسرائيل الحلو في القرن العاشر ق.م، وحتى نحو سنة 200 ق.م، بل أن موسى في القرن الخامس عشر قبل الميلاد كتب المزمور (90) وضُمَ لسفر المزامير، وجميع المزامير التي تحمل اسم كتبتها يُعرف بالتقريب زمن كتابتها، وهو الزمن الذي عاش فيه هؤلاء الكُتَّاب. أما بقية المزامير التي لا تحمل في عناوينها اسم كتبتها فيصعب تحديد زمن كتابتها.

والمزامير أو مزامير داود هي تسابيح لله، وأناشيد حمد وسجود وتمجيد له، وقد جاءت المزامير في الكتاب المقدس في عدة أماكن، منها ما جاء في سفر الخروج 15 وهو ما يعرف بمزمور الخلاص وفيه رنم بنو إسرائيل هذه الترنيمة: "رنم موسى وبنو إِسرائيل هذه التسبيحة للربِ: «أرنم للربِ فإِنه قد تعظم. الفرس وراكبه طرحهما في البحرِ. الرب قوتي ونشيدي، وقد صار خلاصي. هذا إِلهِي فأمجِده، إِله أَبِي فأرفعه"، ثم نقرأ مزمور (أي ترنيمة) دبورة النبية في سفر القضاة 5، ثم مزمور رثاء داود للملك شاول في سفر صموئيل الثاني الإصحاح الأول، على أن القسم الأعظم من المزامير هو ما جاء في سفر خاص في العهد القديم من الكتاب المقدس، هو ما يُطلق عليه سفر المزامير، وفي العبرية يُسمى تهليهم، أي تسبيحة.

 وأشار رضا عبد الرحيم، إلى أن الأسفار الأخرى ضمت تسابيح وترانيم أخرى لم ترد في سفر المزامير، مثل ترنيمة موسى ومريم بعد الخروج من أرض مصر، وترنيمة دبورة القاضية بعد الانتصار على يابين ملك كنعـان ورئيس جيشه سيسرا، وترنيمة حنة أم صموئيل النبي بعد أن أنجبت صموئيل، وتسبحة العذراء مريم.

وأضاف عبد الرحيم، أنه بعد العودة من السبي تُرجمت المزامير من العبرية إلى الأرامية بما عُرِف بترجوم المزامير، وتُرجمت في القرن الثالث قبل الميلاد للغة اليونانية ضمن "الترجمة السبعينية"، وفي القرن الثاني الميلادي تُرجمت للغة السريانية فيما عُرِف بالترجمة "البشيطا" أي البسيطة، وفي القرن الرابع الميلادي تُرجمت للغة اللاتينية فيما عُرِف بترجمة "الفولجاتا" أي الشعبية أو الشائعة، وقد عُثر في مخطوطات وادي قمران على 27 نصًا للمزامير وأربعة تفاسير تعود للقرن الأول الميلادي (راجع الخوري بولس الفغالي - المدخل إلى الكتاب المقدَّس جـ 1 ص 13، 14). وعلى مرّ العصور منذ داود النبي وللآن لم ينقطع اليهود ولا المسيحيين عن الصَّلاة والتسبيح بالمزامير، مما يجعل القول بضياعها أو تحريفها أمر غير معقول وغير مقبول.

اقرأ أيضا | خبير آثار يرصد مفردات الهوية الوطنية وسبل تعزيزها فى ضوء الحوار الوطني