عمرو الخياط يكتب: جيـش من أجــل الشـــعب

عمرو الخياط
عمرو الخياط

منذ توليه المنصب الرئاسي نزولا على التكليف الشعبي بنداء «انزل ياسيسي» ظل الرئيس حريصا على التواصل مع جماهيره ولم ينقطع أبدا عن عادته لانتهاز اى فرصة لإتمام هذه اللقاءات، ربما يفسر ذلك الظهور الرئاسى المستمر الذى يعكس رغبة حقيقية فى اتصال شخصي مع كل أطياف وفئات الجمهور متى استطاع إليه الرئيس سبيلا.

في ظل هذا الحرص الرئاسى على الاتصال الجماهيري المنتظم تأتى الزيارة الرئاسية السنوية لطلبة الكلية الحربية فى نفس التوقيت الذى يسمح فيه لأسرهم باللقاء الأول بعد فترة غياب طويلة استغرق أبناؤهم فى برنامج تدريبي شاق.

ظاهريا تبدو الزيارة من أجل اطمئنان الرئيس بنفسه على أبنائه من الطلبة الجدد، وخلف الزيارة تتجلى رغبة حقيقية فى اللقاء المباشر مع الأسر التى جاءت من أجل ذويها، ليندمج الرئيس وسط جمهوره ويستمع بنفسه لما يجول بخواطرهم وما قد يحيط بهم من مخاوف أو مصادر للقلق.

حرص الرئيس على التواجد وسط الأسر المصرية التى تمثل كل فئات المجتمع يأتى من أعماق اليقين الرئاسي بكونه كبيرا للأسرة المصرية.

في كل زيارة يحرص الرئيس على التحرر ظاهريا من القيود الرسمية الشكلية، ملتقيا جمهوره بزى رياضى لا يفتقد وقار المنصب الرفيع لكنه يعكس شعورا بالأريحية التى تكسر الحواجز التى تفرضها مناسبات رسمية عديدة، كما تساهم فى وصول رسائل الطمأنينة لممثلين عن فئات الشعب.

وخلال تلك الزيارة يظل الرئيس حريصا على جولته الحميمية بين طاولات الحاضرين، تلك الجولة التى يلتقط خلالها رسائل الجماهير التى تبوح بها قسمات وجوههم وربما همهماتهم والتى قد تخفى وراءها قلقا مشروعا سرعان ما يتحول إلى تكليف شعبى فورى يحمل الرئيس أعباء جديدة ومسئوليات متجددة تجاه من حمله أمانة التكليف.

لم تعد زيارة بروتوكولية بقدر ما تحمله من رغبة فى مداومة التأكيد أن هذه القوات المسلحة المصرية إنما استمدت قوامها الأساسى المتمثل فى عنصرها البشرى الصالح من تلك الأسرة المصرية الصالحة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء.

وبينما يحرص الرئيس على الاندماج وسط جموع الجماهير تأتى كلماته وقسماته كرسائل عرفان بالجميل لمن حضر من الآباء والأمهات المصريين الذين بذلوا جهودهم المضنية من أجل إمداد جيشهم المصرى العظيم بذخيرته البشرية الحية بدنيًا وضميريا.

ربما تنتهى الزيارة بعد مرور توقيتها المحدد سلفا لتبدأ الأسر فى مغادرة أرض الكلية الحربية العريقة حاملة جرعات من الأمل والطمأنينة التى عكستها المسئولية الرئاسية، لكن مغادرة الرئيس للزيارة تكون بمثابة بداية للإسراع فى تنفيذ التكليف الشعبى الذى استقر فى وجدانه بعدما تواصل مع جماهيره التى تثق فى إخلاصه وفى قواتها المسلحة المؤتمنة على فلذات أكبادهم والتى اتصلت أرواحهم بهؤلاء المقاتلين الرابضين فى كل ثغور الوطن وعلى امتداد جبهته الشاسعة.

النهاية الشكلية للزيارة تتحول إلى بداية لتكليف جديد حمله الرئيس لتلبية طموحات التقطها من ثقة الجمهور فى قيادته المنتخبة التى أنقذت وأنجزت وكانت دوما محلا لتلك المسئوليات الجسيمة.
فى طريق العودة يستجمع الرئيس كل تفاصيل الزيارة ولم يلبث ان يصل إلى مكتبه لمواصلة عمله الذى لا ينقطع إلا وقد تحولت التكليفات الشعبية التى وصلته من جمهوره إلى تكليف واجب النفاذ.

لا يملك الرئيس فسحة من وقت أو ضمير لكى يخذل الجموع التى استثمرت ثقتها فى قيادته ولا تزال تحصد وتنتظر عوائد وديعة تلك الثقة.
ما أن يصل الرئيس إلى مكتبه تبدأ على الفور اتصالاته وتكليفاته لوضع تلك الطموحات التى رصدها بنفسه فى مساراتها التنفيذية، من خلال اتصال مباشر بقيادة القوات المسلحة أو بجهات الحكومة المكلفة بخدمة المواطن والسهر على راحته.

تتجاوز الزيارة الرئاسية شكلها الحميمى المنضبط لتعكس إصراراً رئاسياً على اللقاء الشخصى بأطياف الجمهور ليضع يده على على ماقد يمثل مصدرا للخوف أو القلق، ومن أجل أن يلزم نفسه بسرعة تجفيف منابع ذلك الخوف وتحويله إلى مصدر للأمل المرتكز على دستور عمل متجدد كلما تجددت آمال وطموحات الجمهور والتى لن تتوقف بسبب الثقة المستدامة فى القيادة التى حملت الأمانة وكانت أهلا لها.

بقدر ما تحمله الزيارة من لحظات ومشاهد الحب بقدر ما تحمل من قناعة رئاسية دستورية بأن الشعب مصدر السلطة والشرعية التى حرص الرئيس على تثبيتها بالرعاية والإنجاز.
كما تستغرق تفاصيل الزيارة مساحة كبيرة فى عقل الرئيس تملؤها أسئلة كثيرة حول ماهية الجديد الذى يمكن تقديمه مستقبلا للطلبة الملتحقين بالكلية الحربية من أجل إعداد مقاتل عصرى ذى كفاءة بدنية عالية.

ثم سرعان ما يكتشف الرئيس جسامة التكليف والمسئولية التى أفرزتها نتائج الزيارة داخل الوعى الرئاسى، ليتأكد له اتصال استراتيجية بناء الإنسان فى الجمهورية الجديدة اتصالا وثيقا بما رآه داخل الكلية الحربية، ذلك لأن الرعاية الاستباقية من خلال عمليات التنمية لعموم المجتمع حتما ستفرز عنصرا بشريا صالحا ليكون مقاتل المستقبل.

لقد ذهب الرئيس إلى الزيارة وبداخله عقيدة راسخة فى وجدان القوات المسلحة بأنها جيش من أجل هذا الشعب، فهو مصدر الشرعية ومستهدف الحماية والرعاية.
بينما عادت الأسر حاملة مشاعر الفخر والاعتزاز آمنه مطمئنة على أبنائها فى أحضان قواتهم المسلحة.