معتز عبدالمجيد يكتب: ٢٥ يناير

معتز عبدالمجيد
معتز عبدالمجيد

٢٥ يناير.. تاريخ من ذاكرة الأمة يحكى ذكرى غالية وتجسد فيه المعنى الحقيقى لشعار «النصر أو الشهادة».. تاريخ يبرز بطولة وتضحية لأبناء مصر وأبطال الشرطة البواسل.. وقبل ٧١ عاما بدأت القصة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 حيث قام القائد البريطاني بمنطقة القناة «البريجادير إكسهام» باستدعاء ضابط الاتصال المصري، وسلمه إنذارا لكى تسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب من رجال الشرطة المصرية الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام..

وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الدبابات تدك بقنابلها مبنى المحافظة.. وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيون ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا..

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا. وقام الجنود البريطانيون بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم، تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏، لتظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزي ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى ونحتفى بها جميعا.