زينب عفيفي تكتب: قوت القلوب

زينب عفيفي
زينب عفيفي

ليس المؤرخون وحدهم هم الذين يكتبون التاريخ، وإنما أصحاب السير الذاتية والسير الغيرية أيضا يشاركون فى كتابته وفى واحدة من تلك السير الغيرية، صدر للكاتبة سهير عبد الحميد كتاب « سيدة القصر» اغتيال قوت القلوب الدمرداشية، جاءت فيه السيرة التى سجلتها الكاتبة أشبه بقراءات موثقة من الصحف والكتب والأماكن فى لغة سلسة يكتنفها السرد لحياة قوت القلوب الأديبة التى شغلت فى عصرها كبار الأدباء والمثقفين، حينما كتبت قصصها باللغة الفرنسية التى تجيد التعبير بها عن مشاكل المجتمع المصرى حينذاك، حتى أن د. طه حسين امتدحها ككاتبة وانتقدها بأنها لم تكتب باللغة العربية، فهى على حد قوله «كتابتها لا تبلغ نفوسنا المصرية إلا من طريق ملتوية غير مباشرة كما يقال، وإنما تكتب بلغة أجنبية لا يحسنها منا إلا الأقلون عددا فيقرؤها الفرنسيون ويرضون عنها، وإن كتبها تأتى من باريس الى مصر وليس من مصر الى باريس»؛ لكن هذا لم يمنع أنها كتبت بالفرنسية مجموعة من الروايات أشهرها زنوبة ورمزة وليلة القدر، ونشرتها دار جاليمار أكبر دور النشر الفرنسية.

لقد بلغ اهتمامها بالأدب إلى أنها منحت الأديب نجيب محفوظ جائزة عن إسهامه الأدبي.

عاشت حياة الطبقة الأرستقراطية باعتبار والدها واحدا من أثرياء المجتمع وأبرز رجال السياسة فى ذلك العصر، وفى الوقت نفسه تربت على حياة الزهد والتصوف؛ فهى سليلة عائلة صوفية سكنت العباسية منذ 5 قرون وأسست الطريقة الدمرداشية. لكنها يا للأسف لقت حتفها على يد ابنها فى شجار حول المال والطرد من مصر إثر قيام الثورة المصرية فى عام 52 واتهامها بتهريب مئة ألف جنيه من أموالها خارج البلاد.

رغم حياتها التى اكتنفها الغموض إلا أنها واحدة من الكاتبات اللاتى لهن تاريخ أدبى وبصمة عائلية لمنطقة من أعرق المناطق فى مدينة القاهرة.